أخبار رئيسيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيليةومضات

استطلاع رأي: أغلبية الإسرائيليين يرفضون عملية كبيرة ضد غزة

أظهر استطلاع رأي أجراه معهد “بانيلز” للسياسة، أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين تعارض شن حرب على قطاع غزة تسفر عن مقتل المئات من جنود الاحتلال، بحسب القناة “13” العبرية.

يأتي ذلك بعد أسابيع على انتهاء آخر عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، وحالة الإحباط التي أصابت مستوطني غلاف غزة بسبب تعرضهم في كل مرة لوابل من القذائف الصاروخية الفلسطينية، دون قدرة الحكومة والجيش على وقفها.

مع العلم أن مناسبة إجراء هذا الاستطلاع اللافت هي تسريب منسوب لرئيس الأركان أفيف كوخافي ويتعلق بسيناريو عسكري قدمه مؤخرا للحكومة، وجاء فيه أن “الجيش يمكن أن يقوم بعملية عسكرية واسعة النطاق في غزة، لم يتم القيام بها من قبل، لكن نتيجتها المؤكدة هدوء تام من القطاع دون إطلاق نار لمدة 15 عامًا، لكن الثمن سيكون باهظا بما يصل مقتل 300 جنديا”، وعلى هذا التسريب دارت أسئلة الاستطلاع الإسرائيلي.

روني ريمون المستشار الاستراتيجي كشف أن “النتيجة التي تلقيناها في الاستطلاع جاءت واضحة، وهي أن المجتمع الإسرائيلي في أغلبيته الساحقة غير مستعد، للتضحية بأرواح جنوده من أجل تحقيق الهدوء لمستوطني غلاف غزة، وبلغة الأرقام فإن 65% من الإسرائيليين لن يوافقوا على هذه العملية، و21% فقط سيوافقون عليها، بين مستوطني الغلاف هناك 29% يؤيدونها، وهذه رسالة واضحة من غالبية الإسرائيليين لمستوطني الغلاف مفادها “ستأكلون على رؤوسكم إلى الأبد”.

وأضاف في مقال نشرته القناة 13، أن “المجتمع الإسرائيلي ليس مستعدًا لتقديم التضحيات اللازمة لتحقيق الهدوء الأمني، لذلك لا تتوقع من أي حكومة أن تهتم بهم، وقبل كل شيء فإن معاملة سديروت ليست كمعاملة تل أبيب، مما يعني ان الحكومات الإسرائيلية تقبل بالوضع الحالي، وبموجبه ستكون هناك جولات من القتال كل بضع سنوات، أو ربما أقل، وبعدها سيكون هناك صمت متوتر لفترة من الوقت، ولعل الحكومات تعتقد أن هذا وضع طبيعي يجب على الإسرائيليين تحمله”.

تسببت نتائج هذا الاستطلاع بصدور حالة من الغضب في أوساط الإسرائيليين، بزعم أنه ممنوع إطلاقا الاستمرار في التصرف على هذا النحو، لأنه يعني تهاون الحكومات بأرواح الإسرائيليين وأمنهم، بزعم عدم وقوع خسائر في صفوف جنود الجيش، رغم ان هناك العديد من الشواهد التي دفعت تل أبيب فيها أثمانا باهظة لتحقيق الهدوء الأمني للمستوطنين، ومنها حرب 1967، حين بادرت اسرائيل لشن العدوان بصورة استباقية، وتعتبرها الانتصار العسكري الأكثر بروزًا في تاريخها، بعد حرب 1948، رغم أن تلك الحرب أسفرت عن مقتل 779 جنديًا، بما معدله 130 جنديًا يوميًا.

أكثر من ذلك، فلم يجر حينها تشكيل لجان تحقيق، وبقي رئيس الوزراء آنذاك ليفي إشكول ووزير الأمن موشيه ديان ورئيس الأركان إسحاق رابين في مواقعهم، لسبب حقيقي يهرب منه الاسرائيليون، وهو أنهم اليوم لم يعودوا مستعدين لدفع الثمن المطلوب لتحقيق الهدوء الأمني، وبذلك تزداد الاتهامات الموجهة اليهم بأنهم تنازلوا عن رغبتهم بدفع ثمن بقائهم في هذه الدولة، بدليل أنهم ليسوا مستعدين للتضحية بالجنود لدفع ثمن تحقيق الهدوء مع قطاع غزة.

لا تعتبر هذه الحقيقة جديدة من نوعها، فالمجتمع الإسرائيلي مصاب بالضعف منذ سنوات، وبناء على ذلك تخشى حكوماته اتخاذ الخطوات اللازمة، لأنها تفتقر للشجاعة لمخاطبة المستوطنين بصوت واضح، إما أن تعيشوا بالصواريخ وقذائف الهاون حتى إشعار آخر، أو توافقوا على التضحية بالعشرات من الجنود لتحقيق الهدوء الأمني، لكن المعطيات المتوفرة تؤكد أن ذلك لن يحدث، والنتيجة أن تستمر حياة مستوطني غلاف غزة مرهونة بقرار المقاومة في غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى