أخبار رئيسيةأخبار عاجلةتقارير ومقابلاتمحلياتومضات

إرهابيو “شبيبة التلال” يستولون على أرض خاصة لإقامة بؤرة استيطانية قرب عيلبون

اقتحمت مجموعة من إرهابيي تنظيم “شبيبة التلال” الاستيطاني قطعة أرض بملكية خاصة تعود للمواطن محمد زعل سويطي (85 عاما) من قرية عيلبون، تقع على بعد 3 كيلومترات إلى الشمال الشرقي من عيلبون، لإقامة بؤرة استيطانية باسم “رمات أربيل”، ولا تخلو الذاكرة من هذا الاسم والذي سبق وخطط له منذ 20 عاما، من قبل المجلس الإقليمي “الجليل الأسفل” في هذه المنطقة تحديدا، وهي منطقة العزونية وكانت تتبع قرية عيلبون قبل النكبة في العام 1948.

وأقام المستوطنون خيمة كبيرة ومبنيين متنقلين، إضافة إلى تزودهم بمولدات كهربائية متنقلة، وعلى الرغم من أن المنطقة المحاذية بملكية ما تسمى “سلطة أراضي إسرائيل” إلا أنهم تعمدوا اقتحام أرض بملكية خاصة، واكتفت سلطات التنظيم والبناء وسلطة الأراضي بتعليق لافتة تشير إلى حدود أراضي الدولة التي يمنع الإقامة فيها، وفي المقابل يبدو أن المجلس الإقليمي “الجليل الأسفل” على علم ودراية مسبقة بهذا الاقتحام المخطط للأرض، معللا بأن الإقامة مؤقتة وتنتهي مع نهاية شهر آب/ أغسطس الجاري، غير أن إقبال المستوطنين اليهود لزيارة المكان والاطلاع عن كثب على البؤرة الاستيطانية الجديدة ينذر بتخطيط لجعل المؤقت ثابتا وفرض الأمر الواقع كما حدث ويحدث في الضفة الغربية.

وقالت عائلة متدينة يهودية من مدينة رعنانا قصدت المكان عن سبب زيارتها، أنه “سمعنا بإقامة المستوطنة الجديدة التي طال انتظارها، ونحن سعيدون بهذا الحدث”. وعن نيتها السكن فيها فيما لو أقيمت فعلا، أجابت أن “المكان جميل ويجذبنا فعلا للسكن هنا”، وعن كيفية انتقال الخبر بهذه السرعة، قالت العائلة اليهودية إن “هذه الأخبار تنتقل بسرعة بين جمهور المتدينين اليهود عبر مجموعات التواصل على الهواتف الخليوية”.

 

قبل أعوام عدة أقيمت على مقربة من المكان بلدتان استيطانيتان “مساد” و”أربيل” إضافة إلى مناطق عسكرية على أنقاض القرى المهجرة: الخربة السوداء، ونمرين، وحطين، وخربة سعد، والأراضي المصادرة من المغار وعيلبون.

وقال صاحب الأرض، محمد زعل سويطي من عيلبون، إنه “أسكن هذا المكان منذ ولادتي، وقبلي سكن هنا أبي وجدي، كنا جميعا نسكن في كنف عشيرة المريسات التي سكنت المنطقة قبل النكبة، وبعد النكبة بقينا نحن هنا في الجبال نختبئ في المكان”.

وأضاف أنه “حاولوا طردنا وتهجيرنا أكثر من مرة، وهدموا عرائشنا مرتين، ولكنني بقيت هنا على أرضي ألازمها ولن أغادرها يوما. أملك هنا 110 دونمات وفيها تسجيل طابو ولن أتخلى عن أرض آبائي وأجدادي”.

وعن المستوطنين الذين اقتحموا أرضه، قال سويطي إن “هؤلاء وصولوا إلى المكان في البداية قالوا إنهم سيقيمون بعيدا، لكنهم عادوا واستوطنوا أرضي ظنا بأننا سنلقي عليهم الحجارة، ثم تأتي الشرطة لتساندهم فهي دولتهم، لكنني لن أفعل هذا، وسأبقى هنا في أرضي”.

وقال رئيس مجلس عيلبون المحلي، سمير أبو زيد، إنه “توجهنا برسائل رسمية إلى المكاتب الحكومية مطالبين الجهات المسؤولة في الشرطة وفي التنظيم والبناء أن يقموا بعملهم لحماية الأراضي الخاصة التي يملكها أهالي عيلبون، وهناك ردود بأن الإقامة مؤقتة وتنتهي مع نهاية هذا الشهر، ونحن نواكب هذه التحركات ونتابعها لحماية أراضي سكان قرية عيلبون”.

وقال نائب رئيس مجلس عيلبون المحلي، رياض فواز، إنه “لن نقبل بإقامة مستوطنة في هذه المنطقة، والمكان الذي يريدون إقامة هذه المستوطنة فيه هي أرض بملكية خاصة لأهل عليبون. الأرض في المنطقة تبلغ مساحتها 930 دونما، منها نحو 150 دونم بملكية خاصة لأهالي عيلبون. بعد التواصل مع دائرة الأراضي حصلنا على وعود بأنه سيتم إجلاء هذه المجموعة في غضون يوم أو يومين”.

وقال النائب السابق ومؤسس المركز العربي للتخطيط البديل، د. حنا سويد،  إن “هذا عمل استفزازي ينم عن نية لتهويد المنطقة ومزاحمة المواطنين أصحاب الأراضي في المنطقة على أراضيهم، وفي المقابل هناك موقف متخاذل من هيئات مراقبة التنظيم والبناء الذين لم ينبسوا ببنت شفة ولم يتخذوا أي إجراء بحق هؤلاء، بينما في المقابل لو وضع فلاح عريشة في سهل البطوف لانهالت عليه الغرامات والتحذيرات وأوامر الهدم”.

وأضاف أنه “نعرف عن غرامات لعرائش في البطوف بلغت 300 و400 ألف شيكل، وعندما تواصلنا مع هيئات المراقبة في الجليل الأسفل واللجنة اللوائية قالوا إن هذا الأمر بسيط وخلال أيام سيخرجون من المنطقة، وإنها مجرد سياحة، وهذا يدل على تعامل غير متكافئ وتمييز عنصري ضد أصحاب الأراضي العرب حيال أي عمل يقوم به يهود حتى وإن كان اعتداء على أرض خاصة، فقانون كامينتس يعمل فقط ضد العرب ولا يعمل ضد اليهود”.

وختم سويد بالقول إنه “علينا متابعة هذا الحراك وفيما لم يتم إخلاء هذه البؤرة حتى نهاية الأسبوع يجب اتخاذ جميع الإجراءات الرسمية والقانونية والشعبية لإخراجهم من هذه المنطقة، لأنها أراضي بملكية خاصة تحوي مزارع زيتون، ولا نريد تغيير طابع المنطقة وتحويلها لمستوطنة”.

المصدر: عرب 48

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى