أخبار رئيسيةالضفة وغزةالقدس والأقصىتقارير ومقابلاتومضات

الاستيطان في الضفة والقدس.. توحش صهيوني بمباركة دولية

لا تزال الدعوات الدولية والأممية لوقف التغوّل الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة، نفخًا في رماد؛ حيث تتوحش الرغبة الاستيطانية لدى الاحتلال بزيادة التوسع في تلك الأراضي، وذلك بأدوات لا تخلو من هدم المنازل وتشريد الفلسطينيين وسلب الأرض من أصحابها.

هذا ما أكده السيد مايكل لينك، المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، في تقرير سابق أظهرت معطياته تصاعد تغوّل الاستيطان منذ تبنى مجلس الأمن القرار 2334 في 23 ديسمبر 2016، الذي ينص على أن المستوطنات الإسرائيلية تشكل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”.

تزايد المستوطنين

وأضافت المعطيات، أنه في عام 2016، كان هناك ما يقدّر بـ 400,000 مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية، و218,000 في شرقي القدس، وبعد خمسة أعوام، يوجد الآن 475,000 مستوطن في الضفة الغربية و230,000 في شرقي القدس، وهو ارتفاع بنسبة 12 في المائة.

وعدَّ لينك أن هذه الأرقام توضح قبل كل شيء عدم استعداد المجتمع الدولي الملحوظ لفرض توجهاته الخاصة فيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي.

وتشير تقديرات “إسرائيلية” وفلسطينية إلى وجود أكثر من 650 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، يتوزعون على 164 مستوطنة، و124 بؤرة استيطانية.

استيطان جديد في سلفيت

ومؤخرًا، كشف معهد الأبحاث التطبيقية “أريج”، أن سلطات الاحتلال صدّقت على مخطط استيطاني لإقامة مستوطنة جديدة على أراضٍ فلسطينية من بلدة دير استيا في محافظة سلفيت، شمال الضفة الغربية؛ حيث صدر بيان صباح الأربعاء (10-8)، عن المعهد البحثي يفيد بأن “مساحة الأراضي الفلسطينية المُخطَّط للاستيلاء عليها بموجب المخطط الاستيطاني الإسرائيلي تبلغ 259 دونمًا، في الحوضين (2) و(8) من أراضي بلدة دير استيا”.

وأضاف البيان أن “المخطط الاستيطاني ينص على إقامة 381 وحدة استيطانية في المستوطنة الجديدة، إضافة إلى مبانٍ عامة، ومناطق مفتوحة، وشوارع لربط المستوطنة الجديدة بمحيطها الخارجي”.

وبيّن أن “موقع المستوطنة الجديدة يتوسط مستوطنتي ريفافا شرقًا، وكريات نتيافيم غربًا، الأمر الذي ينذر بنية سلطات الاحتلال خلق تجمع استيطاني جديد يضم المستوطنات الثلاث السابقة الذكر، إضافة إلى مستوطنة بركان الصناعية في الجهة الجنوبية”.

وأشار معهد “أريج” إلى أن “موقع المستوطنة المستهدف يقع في المنطقة التي تخطط سلطات الاحتلال لعزلها وسلبها إلى حدودها غير القانونية، التي أعادت رسمها غيرَ قانوني ومن جانب واحد”.

وأكد أن وصف “أحادي الجانب” يأتي “بفعل بناء جدار الفصل العنصري في الضفة، وحرمان أصحاب المنطقة الفلسطينيين من استغلالها، حتى بعد بناء الجدار في المنطقة، ليتسنى لسلطات الاحتلال تنفيذ مخططاتها التوسعية الاستيطانية”.

وأردف بيان المعهد أن “الأراضي التي استهدفت بالمخطط الاستيطاني تخضع لما يطلق عليه الاحتلال (مناطق نفوذ المستوطنات)، والذي فتح المجال أمام تطور معظم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، خلال أعوام الاحتلال الإسرائيلي”.

هدم المنازل

وتشكل سياسة هدم المنازل الفلسطينية منهجية إسرائيلية قديمة منذ نشأة دولة الاحتلال عام 1948، للوصول بالفلسطينيين إلى حالة الرعب التي تدفعهم إلى ترك أراضيهم، ما يتيح لسلطات الاحتلال التوسع في سلب تلك الأراضي للمستوطنات؛ فقد دمرت سلطات الاحتلال منذ النكبة أكثر من 500 قرية وبلدة فلسطينية.

وقدّر عدد المنازل التي هدمها الاحتلال منذ ذلك الحين بنحو 170 ألف منزل، وفي النكبة نفسها هجّر الاحتلال نحو مليون فلسطيني من المناطق التي احتلها عام 1948، والذين أصبحوا الآن نحو 7 ملايين في أنحاء العالم، في حين تتذرع سلطات الاحتلال بعدد من الدعاوى لهدم المنازل الفلسطينية؛ كعدم الحصول على ترخيص، ومزاعم مناطق عسكرية، إلا أنها تأتي كسياسة عقاب جماعي وعنصري إحلاليّ.

دور المستوطنين

وبالتزامن مع ما تقوم به سلطات الاحتلال من إصدار قرارات بحق المواطنين بهدم منازلهم وسرقة أراضيهم، تنطلق جماعات المستوطنين في خطوط التنكيل والاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم، من خلال استهداف أرواحهم وممتلكاتهم؛ حيث تهدف جماعات تدفيع الثمن اليمينية إلى دفع الفلسطينيين إلى التهجير وترك أراضيهم بسبب حالة التخويف التي يتعرضون لها يوميا.

ووثقت تقارير في العام 2021 أكثر من 900 اعتداء من جماعات المستوطنين، استهدفت الأراضي والممتلكات والثروة الحيوانية والزراعية، وحتى المدنيين الفلسطينيين، وألحقت بهم خسائر فادحة.

وتوزعت الاعتداءات على محافظات الضفة؛ إذ شهدت نابلس والقدس والخليل في حصاد العام الماضي، أكثر الاعتداءات تواليا بواقع 233 و194 و170 اعتداءً، شملت الاعتداء على المدنيين واقتحام المواقع الأثرية والتاريخية والدينية، بالإضافة إلى الاعتداء على الأشجار المثمرة قطعا وحرقا وسرقة ثمار، وأيضًا تلويث الحقول الزراعية وغيرها من الاعتداءات التي كان لها الأثر المدمر على الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى