صحفية اسرائيلية: خطاب عباس “الناري” لا يعيد الثقة بالقيادة الفلسطينية
طه اغبارية
تخشى الكثير من الأوساط الإسرائيلية على مصير رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وتحذر من فقدانه لـ “شارعه”، وتكمن المفارقة في أن هذه الأوساط الإسرائيلية تطالب عباس بالمزيد من الجدية والإدارة الصلبة في التعاطي مع المؤسسة الإسرائيلية، تلافيا لغضبة الشارع الفتحاوي الذي قد ينقض على سلطته في المرحلة القادمة جراء ما يشهده من انكفاء عباسي في وجه الاحتلال الاسرائيلي.
الصحفية الإسرائيلية المعروفة، عميرة هاس، تعتقد، وفق تحليل موقف لها في صحيفة “هآرتس” اليوم الثلاثاء، أن خطاب محمود عباس، خلال جلسة المجلس المركزي في رام الله الأحد، لم ينقع رغم “ناريته” العديد من قيادات حركة فتح والتنظيم، ونقلت عن أحد قيادات حركة فتح في منطقة جنين (دون ذكر اسمه) قوله “إن المواجهات التي يشتبك فيها الشبان مع جنود الاحتلال هي رسالة موجهة بالأساس للسلطة في أن حالتها لم تعد تطاق” وتوقع بحسب الصحفية “خلال أشهر سيوجه الغضب الفلسطيني مباشرة إلى السلطة وعناصرها”.
واعتبرت هاس أن وجهة نظر هذا القيادي الفتحاوي مهمة لأنه “يبدي انعدام الثقة بقيادة عباس ويتهمها عدة مرات خلال الحديث معه بالفساد”.
ويقول هذا القيادي للصحفية الاسرائيلية “لكل قيادات السلطة منازل في عمان عندما ينهار كل شيء هنا”.
وتعتقد هاس أن خطاب عباس في جلسة المركزي الاحد، لم ترمم العلاقة بينه وبين انصار فتح أو المنظمة، ونقلت تصريحات للقيادي في الجبهة الشعبية، عمر شحاده، الذي واجه محمود عباس وسأله “لماذا لم تطبق توصيات المجلس المركزي في جلسته السابقة وكان من بينها وقف التنسيق الأمني والتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية ضد الاحتلال!!”.
وترى أن معظم الفلسطينيين يعتقدون أن محمود عباس غير جاد في تنفيذ أي من مقررات المجلس المركزي الأخيرة، استنادا إلى مقررات سابقة.
وقالت إن محمود عباس منشغل في خلافات شخصية داخلية في حركته، ومنها الخلاف مع محمد دحلان، وتطرقت إلى واقعة اعتقال مرافق ياسر عرفات السابق، محمد الدية، لدى السلطة واتهامه بالإساءة للرئيس (محمود عباس) وأنه من المقربين لدحلان.
وختمت عميرة هاس، مقالها بالإشارة إلى أن مصيرا مقلقا ينتظر محمود عباس والسلطة، في ظل حالة غير مسبوقة من عدم الثقة بقيادته، بالرغم من “خطاباته النارية” التي لم تغير شيئا على الأرض.