أخبار عاجلةمقالات

التحرر الفلسطيني من الاستعمار الاسرائيلي.. .. مقاربات مع الحالة الفيتنامية

صالح لطفي.. باحث ومحلل سياسي
من المفترض أن يعقد المجلس المركزي الفلسطيني جلسته الاستثنائية يوم الاحد القادم لمناقشة ومعالجة تداعيات قرار طرامب التاريخي وما نجم عنه من سيل عرم من الاجراءات الاسرائيلية تصب في تحقيق هذا القرار على ارض الواقع وتحول دون قيام دولة فلسطينية متكاملة الاركان .
القيادة الفلسطينية في رام الله مؤمنة يقينا بالنضال السلمي وتتلقى دعما عالميا على هذا النوع من النضال كما تتلقى الثناء والشكر من عديد الدول والمنظمات، في الوقت ذاته وعلى الرغم من السياسات الاسرائيلية الاستعمارية بحق الارض والبشر فإن السلطة الوطنية الفلسطينية لا تزال تحافظ على التنسيق الامني ولا تستح من الحديث عنه وتأكيده وخلق المبررات والمسوغات الداعية لمثل هذا التنسيق الذي هدد النضال الفلسطيني في الضفة الغربية وشكل عوائق بنيوية في مسيرة التحرر الفلسطينية، كما ان السلطة فيما يبدو ما عادت معنية بتحقيق المصالحة مع القطاع في ظل التراشقات التي صدرت من اطراف المصالحة فتح \السلطة وحماس وكلا الطرفين ينتظران تداعيات الاوضاع في ظل صدع الولايات المتحدة بصفقة القرن وتكليفها عددا من الدول العربية للترويج لها بين القيادة الفلسطينية وسعيها لإقناعهم كما رشح على سبيل المثال لا الحصر من تصريحات احمد مجدلاني القيادي الفلسطيني لوكالة الاناضول الاربعاء الماضي -10-01-2018- ودور السعودية التي قامت بتنفيذ مهمة تبليغ الرئيس الفلسطيني بهذه الصفقة وضغطت عليه لقبولها.
هذه الصفقة تعمل الولايات المتحدة على تحقيقها ومن اجل ذلك ثمة مؤشرات تؤكد انها ستطرحها على الملأ في الواحد والعشرين من الشهر الجاري وأنّض ضغوطات كبيرة تمارس على الرئيس للقبول بها وسيف تنحيته مرفوع على رقبته أن رفض ذلك.

الموقف الفلسطيني من الراهن السياسي..
الخطوط العريضة لهذه الصفقة تؤكد ان ملفات الحل النهائي قد حسمت لصالح إسرائيل فلا عودة للاجئين وما يثار اليوم حول الاونروا يؤكد ذلك وثمة عملية لتوطين الفلسطينيين في الدول المضيفة، وملف القدس قد حسمه طرامب في قراره التاريخي، ولن تقوم للفلسطينيين دولة على اراضي الضفة والقطاع وكل ما هو متوقع قيام دولة كانتونية ليس لها من السيادة الا الاسم، في وقت يذهب البعض ان اعلان حزب الليكود العمل على ضم الضفة للسيادة الاسرائيلية وعديد القوانين المطروحة في الكنيست تشير الى تنفيذ هذه السياسة عمليا بعد ان كانت قائمة ولكن بشكل غير علني وهو ما يعني ان إسرائيل تتجه نحو حل الدولة الواحدة: دولة ابرتهايد.
فلسطينيا نحن امام : سلطة فلسطينية مصرة على الاستمرار في العملية السياسية وتراهن على قوى اقليمية ودولية وتعتقد بضرورة النضال السلمي، وفريق يعتقد ان المرحلة هي مرحلة اللا-حل وعلى الفلسطينيين ان يعملوا على تعزيز قوتهم الداخلية مع التأكيد المستمر على رفض كل ما قامت به اسرائيل من جانب واحد ولو كان ذلك بدعم العالم اجمع وليس الولايات المتحدة فإسرائيل تحتاج في نهاية المطاف الى اعتراف فلسطيني بكل م تقوم به لتتحقق لها الشرعية التي تسعى اليها، وفريق ثالث يؤمن بخيار المقاومة ويؤمن ان سياسات الصبر والنفس الطويل والعمل وفقا لقواعد الواقع السياسي الراهن دون الخضوع لتداعياته أي كانت، مع رفض مطلق للاعتراف بإسرائيل وبكل سياساتها .

فرض حل الدولة الواحدة وسياسات التحرر
تؤكد حركة الشعوب التي سعت للتحرر من الاحتلالات والاستعمار الذي تعرضت له انها زاوجت في عملها التحرري بين النضال المسلح -المقاومة- والعمل السياسي وتؤكد القاعدة “الصلبة” انه كلما استشعر الاستعمار- أي كان – فداحة وتكلفة ثمن الاستعمار والاحتلال الذي يمارسه كلما جنح لإنهاء الاستعمار وقد حكمت عملية الصراع بين الطرفين رباعية خالدة تنسحب على كل شعوب الارض الساعية والتي سعت للتحرر: الارادة الشعبية الصلبة، الصبر على جبروت المستعمر والمحتل، القيادة المخلصة الحكيمة المبصرة الثابتة، البرنامج التحرري المتفق عليه.
في السياق الاسرائيلي الفلسطيني نحن امام احتلال ذكي واستعمار اشد ذكاء ينطلق من منطلقات إيديولوجية ويعتمد في استعماره ثنائيات الارض والانسان، الدين والسياسة، التاريخ والجغرافيا، العقيدة والعمل، وزاده في هذه المسيرة الاعتماد على الذات الاسرائيلية التي يبنيها يوميا بناء امنيا-عسكريا -أيديولوجيا -معرفيا، وعلى الاخر غير اليهودي الذي يمده بالعتاد والسلاح والحماية والمساعدة.
لقد نجح الاستعمار الاسرائيلي في استغلال كافة المتناقضات التي ضربت ولا تزال امتنا العربية وشعبنا الفلسطيني، ويكفي ان ننظر الى كيفية استثماره اتفاق اوسلو لينهي القضية ويعمل جاهدا على انهاء ملفات الحل النهائي من خلال استغلاله بعض العرب والامريكيين على حد سواء واستغلال عامل الزمن لصالحه في كل الخطوات التفاوضية التي انجبت اوسلو ومنظومات اقتصادية وامنية تتعلق فيه ومجموعة فلسطينية منتفعة تورطت الى اذنيها.
تشير عديد التقارير والدراسات الى ان المؤسسة الاسرائيلية اخترقت القيادات الفلسطينية أخلاقيا وكان هذا الاختراق المقدمات الحيوية المطلوبة اسرائيليا لتحقيق مزيد من الاحتلال والاستعمار على ما تبقى من الارض الفلسطينية وتطبيع العقلية الفلسطينية المؤمنة بالمفاوضات، باعتبار ان المفاوضات هي الحل الاوحد والخيار الذي لا مناص عنه لنسمع على سبيل المثال لا الحصر من شخص كجبريل الرجوب ان لليهود الحق في الصلاة في ساحة البراق، وهو الطلب الذي طرحه باراك على الرئيس الشهيد الراحل ياسر عرفات ورفضه بشدة وقد دفع من أجله ثمنا يعلمه الجميع….وهذا الاختراق شكل سببا مباشرا الى جانب اسباب اخرى في المضي قدما في مسيرة التيه والضياع على مدار اكثر من عقدين واذا كانت الحركات الثورية تخترق فإنها لا تنتهك بيدَّ ان الحالة الفلسطينية كشفت عن عوار كبير في مسيرة التحرر ليس هذا مكان رصدها والحديث عنها.
تتمتع المؤسسة الاسرائيلية كما اشرت بذكاء شديد فقد فككت دراساتهم الشعب الفلسطيني وفصائله المختلفة ولا ابعد النجعة اذا قلت ان الشعب الفلسطيني بكل تفاصيله الدقيقة محل بحث ونظر وتقييم مستمر لدى مراكز الابحاث وصنع القرار الإسرائيليين ويقومون بتقديم التوصيات للجهات المعنية في كيفية التعامل مع الوضع القائم، ولذلك لم يكن عبثا ان منحت الحكومة الاسرائيلية الجيش وجهاز الامن ملف المفاوضات والتواصل مع السلطة، ومع ذلك فالمؤسسة الاسرائيلية في ظرفيتها الراهنة تعمل جاهدة على تحقيق مكاسب مرحلية من مثل القوانين التي تسنها لحسم الصراع مع الشعب الفلسطيني مستغلة التاريخ المأساوي للشعب اليهودي خلال القرن العشرين وإدراك صناع القرار ان الامم الغربية لن تسمح بإعادة الكرة مجدد معهم، وهي في هذه السياسات القمعية تعتقد انها تحقق مطالب استراتيجية طمعا في تحقيق احلام لطالما طمع الاسرائيلي بتحقيقها كتجل اخير ونافذ للدولة اليهودية كمثل القدس الموحدة ونقل سفارات العالم اليها وبناء الهيكل على انقاض المسجد الاقصى.
تشير التحركات الاسرائيلية على الصعيدين السياسي والامني الى ان المؤسسة الاسرائيلية حسمت موقفها نهائيا من القضية الفلسطينية وتعمد الى انهائها نهائيا من خلال خمسة ادوات تعمل من خلالها بوتيرة متناسقة وبقوة موحدة جعلت كافة مقدرات الدولة تتجه باتجاه حسم هذا الملف تمشيا مع الايديولوجيا التي يؤمن بها الحزب الحاكم. هذه الادوات كما تتضح من خلال المتابعة والمراقبة هي: الامن أي المخابرات واجهزتها المختلفة العاملة داخل المجتمع الفلسطيني ويتضمن ذلك التنسيق الامني بين السلطة والاحتلال الاسرائيلي، الدبلوماسية الخارجية وسياسات الضغط والاغراء والاغواء للدول والتعاون شبه الرسمي بين دول سنية عربية واسرائيل تحت شماعة مواجهة المد الشيعي الايراني، القوانين التي تسن يوميا في الكنيست والساعية لخلق واقع جديد لا يمت للسالف بصلة ضاربة بعرض الحائط كافة القرارات الدولية، ونخص بالذكر القوانين ذات الصلة بمدينة القدس، الجيش كأداة من أدوات القمع والسيطرة والقتل في الضفة الغربية وقطاع غزة والتهديد شبه اليومي للفلسطينيين سواء للسلطة في رام الله او المقاومة في القطاع بالاجتياح والقتل فضلا عن الاعتقالات اليومية للفلسطينيين وقد وصل اعداد المعتقلين منذ قرار طرامب في السادس من شهر ديسمبر من عام 2017 والى هذه اللحظات 2105 معتقل فلسطيني.
الأهداف التي تسعى المؤسسة الاسرائيلية لتحقيقها من خلال هذا العمل تتلخص بما يلي: دفن حل الدولتين، القدس عاصمة موحدة وابدية، حل خلاق للمسجد الاقصى، دولة كانتونية، حل خلاق وجذري مع المقاومة في القطاع .
الدولة الفلسطينية التي ستقام وفقا لتحليلاتنا بين واحد من أحوال ثلاثة: دولة كانتونية خاضعة بالمطلق للأمن الإسرائيلي، دولة خاضعة للاحتلال وفقا لتصريحات العديد من القيادات الفلسطيني وسيتم الإعلان عنه الاحد القادم، وهو ما يعني تغيير كافة أدوات اللعبة السياسية وبشكل جذري وقد جاء هذا الاقتراح لتجاوز تفكيك السلطة وتسليم المفاتيح للاحتلال ويأتي هذا الطرح في ظل الفشل العربي بل والتآمر الموجود حاليا، وهو موضوع كما اشرت سيضع الاسرة الدولية والعربية تحت امتحان صعب وسيجردهما من اخر الاوراق التي يتمسكون بها او دولة واحدة وفقا للقياس الإسرائيلي وذلك انسجاما مع القرار الأمريكي وموافقة العديد من الدول العربية المفتاحية كالسعودية ومصر، ولذلك ستمضي إسرائيل في هذا المشروع الأكثر ربحية لها في المرحلة الراهنة والرؤية الاستراتيجية القريبة المتعلقة بدولة يهودية بين النهر والبحر تكون في هذا الحيز الجغرافي المساوي لـ 27 الف كم2 دولة واحدة اسمها إسرائيل.
الحقيقة الماثلة امامنا تؤكد ان مجموعة السلطة لا تريد التنازل عنها وتعتبرها مكسبا سياسيا لا يجوز التخلي عنه بل لا بدَّ من الحفاظ على المنجز القائم لصالح ما هو قادم . وبناء على ذلك لا بدَّ للسلطة من تبني خيار واضح المعالم ومرسوم الخطى يهدف الى قيام دولتهم التي يستحيل قيامها جغرافيا في حدود السابع من حزيران بعدئذ اتخذت إسرائيل ما اتخذته من تدابير وهذا يتطلب من الرئيس عباس مجموعة تدابير تحقق قيام الدولة الفلسطينية تبدأ من الإعلان الفوري والمباشر عن مصالحة فلسطينية دون شرط او قيد ويتجاوز عن كافة العراقيل التي تحول دون تطبيقها ، والاعلان من طرفه عن احترام سلاح المقاومة حتى لا تتحجج المقاومة به وتتخذ ذريعة لعدم تحقيق المصالحة، والتأكيد ن هذا السلاح فوق المفاوضات الفلسطينية-الفلسطينية او الفلسطينية-الإسرائيلية وسيخضع في يوم تقوم الدولة لسيطرتها، وعلى الرئيس الفلسطيني الاستعانة بالخبراء من أبناء الشعب الفلسطيني للتفكير في حلول خلاقة تتجاوز التهديدات الامريكية بوقف المعونات عن السلطة وعن الاونروا، ودراسة التجربة الفيتنامية التي تعتبر الأكثر مماثلة للحالة الفلسطينية …. لا بدَّ للقيادة الفلسطينية أن تتواصل مع الكل الفلسطيني حتى لا يقال اكلت يوم اكل الثور الأبيض، وان تستفيد من التجارب النضالية والثورية بما في ذلك المؤسسات الدولية العالمية التي تتحرك على مستوى الشعوب الأوروبية وفي الامريكيتين الكارهة للاحتلال الإسرائيلي والسطوة والبلطجة الامريكية، وأنَّ دراسة تجارب القادة الذين عملوا على تحرير بلدانهم من نير الاستعمار يجب ان لا تغيب عن الصف القيادي الفلسطيني ومتابعة ما يدور في المجتمع الإسرائيلي للاستفادة من اللحظة التاريخية وعدم الرهان على اليسار والمعسكر الصهيوني في تغيير الحكم . ولا بدَّ للقيادة الفلسطينية ان تحذو حذو قيادات تاريخية كشخصية هو تشي مينه القائد الفيتنامي العظيم الذي هزم فرنسا ومرغ انف الولايات المتحدة في المستنقع الفيتنامي وادى الى تغييرات جذرية في المنظومات السياسية الدولية وأدخل الأمريكيين في ازمة نفسية-سياسية لا تزال اثارها ماثلة الى هذه اللحظات.

الفلسطينيون والنموذج الفيتنامي
الشعب الفلسطيني خاضع للاستعمار الإسرائيلي الساعي لفرض حل الدولة الواحدة، وهذا الاستعمار يأخذ اشكالا متعددة منها ما هو عسكري – أمني ، ومنها ما هو اقتصادي ومنها ما هو ثقافي وأدبي وفي سياق المقاربات مع ثورات انتصرت على الاستعمار، بها يمكن القول ان اقرب الصور لعملية التحرر من الاستعمار الإسرائيلي هي التجربة الفيتنامية فقد نجحت هذه التجربة مرتين واستعملت بكلا الحالتين نفس أدوات التحرر ولكن قيادتها فكرت خارج الصندوق ففي حين كانت القيادات الميدانية ومعها أبناء الشعب الفيتنامي الشمالي يقاتلون الأمريكيين كانت القيادة السياسية تتفاوض مع الأمريكيين وفي ظهرها قوة عسكرية ثائرة مقاتلة دفعت المفاوض الفيتنامي ليكون اكثر صلابة والتزاما بمصالح شعبه، وقد ارهق المفاوض الفيتنامي نظيره الأمريكي على خلاف ما يدور في أروقة المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية.
لقد قاتل الفيتنامي بشراسة على جبهتين لتحقيق التحرير رغم تهديد الأمريكيين باستعمال السلاح النووي ضد الفيتكونغ فلم يجزع او يتراجع رغم الحصار والجوع: الجبهة الميدانية والجبهة السياسية.
نجحت التجربة الفيتنامية مرتين الأولى في صراعها التحرري مع الفرنسيين وقد استعملت نفس الأدوات، هومت فرنسا في معركة ديان بيان فيو عام 1954 وهزمت الولايات المتحدة عام 1973.
نجح الشعب الفيتنامي بالتحرر من الاستعمارين الفرنسي والامريكي بفضل خمسة عوامل اجتمعت لديه: الاستعداد للتضحية ، الصبر والثبات وتحمل لأواء المواجهات والقتال مع الاحتلال، قيادة حكيمة ومناضلة لا تخاف ولا تتراجع ، صلابة وعناد المفاوض الفيتنامي، الدعم اللوجستي السياسي والعسكري الخارجي.
يملك الشعب الفلسطيني من مقومات الصمود ومقومات المواجهة اذا خلصت النوايا الصادقة وتم برمجة العمل لإنهاء الاستعمار الاسرائيلي ما لا يملكه الاخرون ويوم يدرك السياسي الإسرائيلي تماسك الموقف الفلسطيني وتحلله من الاملاءات الخارجية وتمسكه بالتحرر من نير الاستعمار سيفكر هذا السياسي ومعه جيش من المفكرين والامنيين والعسكريين الف مرة بكلفة ما هم فيه ولن تكون الأيديولوجيا هي محركهم بل سياسة الامر الواقع ومنطق المصالح الكلية، فكما قيل في الامثال ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة، ولذلك امام القيادة الفلسطينية فرصة تاريخية لوضع مخطط استراتيجي واضح المعالم والخطوات والمراحل يحقق امل كل فلسطيني بقيام دولته الفلسطينية ولو كما يؤمن البعض على أجزاء متكاملة من فلسطين في حدود عام 1967م ، لا دولة اشتات متفرقة أجزاء منها في سيناء واخر في قطاع غزة وثالث في مدن الضفة.
ومجرد مقارنة بسيطة بين الحالتين الفلسطينية والفيتنامية تضعنا امام أسباب موضوعية لتحقيق سبل التحرر من الاستعمار والاحتلال الإسرائيلي المدعوم من القوة الامريكية والمدعوم عربيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى