أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

“نار وغضب”.. يعكس “خطر ترامب” على القضية الفلسطينية

يثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه منصبه بداية العام 2017 مخاوف الفلسطينيين فيما يتعلق بتعامله مع قضيتهم وقربه من إسرائيل ومحاولاته فرض أمر واقع عليهم لا يتناسب مع مطالبهم وحقوقهم.
وجاء كتاب “نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض”، الذي صدر في 5 يناير/ كانون ثاني 2018، للمؤلف الأمريكي مايكل وولف، الذي يروي تفاصيل السنة الأولى من حكم ترامب، ويسلط الضوء على خططه المستقبلية، ليزيد المخاوف الفلسطينية من الخطر الذي يتهددهم في ظل إدارة الرئيس الأمريكي.
وانعكست حالة الخوف والقلق تلك، في تعليقات محللين سياسيين، على ما نشر في كتاب “نار وغضب”، حيث اعتبروا أن الخطر يتهدد القضية الفلسطينية في ظل سعي ترامب لوضع حلول لها وفرض أمر واقع على الفلسطينيين مستغلا بذلك حالة الانقسام الداخلي الحادة التي يعيشوها، ووضعهم السياسي الهش.
ورأى المحللون في أحاديث منفصلة للأناضول، أن “القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها، ويتوجب مواجهة المخطط الأمريكي المعد لها بإعادة الوحدة الفلسطينية والعمل من خلال استراتيجية متفق عليها”.
وكشفت تسريبات نشرت في كتاب “نار وغضب” عن وجود خطة أمريكية لإنهاء القضية الفلسطينية تتمثل بضم الضفة الغربية للأردن وقطاع غزة لمصر، وأن يتم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل (وهو ما حدث الشهر الماضي)، إضافة لتصفية قضايا مصيرية مثل قضية اللاجئين الفلسطينيين (5.6 مليون لاجئ).
وبحسب المؤلف عمل ترامب لوضع خطة تقوم منذ اليوم الأول على توليه منصبه بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بتأييد عميق من رئيس الوزراء الإسرائيلي ينيامين نتنياهو.
وجاء في الكتاب نقلا عن رؤية لمساعدي ترامب: “لندعهم يحلون المشاكل هناك أو يغرقون في المحاولات، السعوديون على وشك الانهيار، والمصريون على حافة الانهيار أيضا”.

الكاتب السياسي الفلسطيني طلال عوكل، قال إن “الوقائع على الأرض تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك لإسرائيل في تدمير القضية الفلسطينية”.
وأضاف عوكل: “ترامب نفذ الشق المتعلق بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، واليوم يحارب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) لإنهاء قضية اللاجئين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد ضمم مستوطنات الضفة الغربية”.
وكانت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، قد قالت الأسبوع الماضي، للصحفيين في نيويورك، إنه سيتم خفض المساعدات الأمريكية (للأونروا) إذا لم يعد الفلسطينيين إلى المفاوضات.
ومضى عوكل قائلا: “ما جاء في كتاب نار وغضب مكرس فعلا على الأرض(..) السياسات الإسرائيلية والأمريكية تقول للفلسطينيين لا تتحدثوا عن دولة فلسطينية على حدود عام 1967، فلا يوجد مجال لمثل هذه الدولة”.
ودعا إلى إعادة تعريف المشروع الوطني الفلسطيني ليكون الصراع مع الإسرائيليين على كافة أرض فلسطين التاريخية “المحتلة عام 1948″، بدلا من المطالبة بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 فقط.
كما شدد على ضرورة الإسراع في تحقيق الوحدة الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني، واصفا المرحة الحالية بأنها “أصعب مراحل القضية الفلسطينية”.
ولم تختلف وجهة نظر أحمد رفيق عوض، أستاذ العلوم السياسية في جامعة “القدس” (غير حكومية) ببلدة “أبو ديس” شرق القدس، عن سابقه، ورأى أن “الولايات المتحدة تريد فرض تسوية على الفلسطينيين بالقوة، مستفيدة من الواقع العربي المرير”.
وأشار عوض إلى أن الفلسطيني يملك قنبلة “نووية” تتمثل بكلمة “لا”، أي رفض أي مخطط يستهدف المس بثوابته.
وقال: “نحن نملك الكثير من عناصر المواجهة وأولها ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وتفعيل المقاومة الشعبية، وخوض معركة سياسية وقانونية في كافة المحافل الدولية”.
وأضاف “القضية الفلسطينية تمر في أخطر مرحلة”.

ولفت مؤلف “نار وغضب” إلى المخاوف العربية من دور إيران، على حساب الاهتمام بالقضية الفلسطينية، قائلا “الجميع يخافون الفرس (أيران) لحد الموت ويخشون ما يجري في اليمن وسيناء وليبيا (…)”
وسعت الولايات المتحدة لتشكيل تحالف عربي إسرائيلي ضد إيران، وهو ما كشف عنه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني في حديث للأناضول.
وبين مجدلاني أن مقترحات الصفقة نقلت للجانب الفلسطيني عبر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

واعتبر أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية (غير حكومية)، بمدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، أن ما جاء في كتاب “نار وغضب” بخصوص قضايا الشرق الأوسط، يشير إلى “وجود ترتيب إقليمي معين يقول إن الفلسطينيين والإسرائيليين غير قادرين على اتخاذ القرارات المصيرية المهمة وغير مستعدين للتنازل”.
وأضاف: “بناء على رفض الجانبين اتخاذ قرارات بالتنازل، فإن دول فاعلة إقليميا ستتخذ تلك القرارات نيابة عنهم.. مصر والسعودية ودول الخليج العربي نيابة عن فلسطين والولايات المتحدة نيابة عن حليفتها إسرائيل”.
ورأى يوسف أن المرحلة التي تعيشها القضية الفلسطينية، “الأصعب”.
من جانبه، وصف عبد المجيد سويلم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية بـ”القبيح والمتساوق مع اليمين الإسرائيلي المتطرف”.
وقال سويلم: “يجب أن نقلق لأن القضية الفلسطينية تمر برحلة حرجة، ولا نخاف لأن الرهان على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية التي لن تقبل بهكذا حل للقضية الفلسطينية”.
وأضاف: “فلسطين استطاعت أن تهزم الولايات المتحدة في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل بالرغم من أن واشنطن كرست كل إمكانياتها السياسية والمالية”.
وتابع :”إسرائيل تستثمر وجود ترامب لتصفية القضية الفلسطينية، وما ورد من في كتاب (نار وغضب) قليل من المؤامرة الكبيرة على القضية الفلسطينيين”.
واستبعد سويلم، تحقيق المشروع الأمريكي بسبب رفض الشعب الفلسطيني لذلك، مؤكدا أن الوحدة الفلسطينية ستكون أول السبل للرد على الصفقة الأمريكية.
يشار إلى أنه في 6 ديسمبر/كانون أول الماضي، قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اعتبار القدس (بشطريها الشرقي والغربي) عاصمةً مزعومة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، والبدء بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة الفلسطينية المحتلة.
وعلى إثر القرار، أوقف الفلسطينيون اتصالاتهم مع الإدارة الأمريكية، وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الولايات المتحدة لم تعد وسيطا لعملية السلام.
والمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة منذ إبريل / نيسان 2014، إثر رفض تل أبيب وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصلها من حل الدولتين على أساس دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

(الأناضول)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى