وسط شعارات من قبيل “أرض النقب لصحابه مش لبينيت وكلابه”: انطلاق المظاهرة القطرية قبالة مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إسنادا للنقب
طه اغبارية
يتظاهر في هذه الأثناء المئات من أهالي النقب ومختلف بلدات الداخل الفلسطيني والقدس المحتلة، أمام مكتب رئيس الإسرائيلية في القدس المحتلة، وذلك إسنادا لأهالي النقب، ضد الهجمة السلطوية لاقتلاع أهالي النقب من أراضيهم وبيوتهم وقراهم، واحتجاجا على حملة الاعتقالات والملاحقات التي يتعرض شباب وشابات النقب.
وتنظم المظاهرة بدعوة من لجنة المتابعة العليا، واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، ولجنة التوجيه لعليا لعرب النقب.
ويهتف المتظاهرون بشعارات منددة بالسياسات الإسرائيلية ضد المواطنين العرب من قبيل: “هبة هبة مدنية ما بتمر الفاشية”، “ألف ألف تحية لمحامينا الشرفاء”، “بير السبع يا وطنا، من ترابك انجبلنا، فلسطين يا وطنا من ترابك انجبلنا”، “أرض النقب لاصحابه مش لبينيت وكلابه”، “مطالبنا شرعية اعتراف وملكية، معتقلات وزنازين صنعت منا ثوريين”، “تحيتنا للأسير يلي نازل للتحرير”، يا أسرانا يا أبطال صبرا صبرا ع الإغلال”، “أكبر ذل واكبر عار يوم نساوم عالديار”.
هذا وتتواجد قوات كبيرة من الشرطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية في محيط المظاهرة، في حين لا زالت العديد من الحافلات التي تقل المتظاهرين من النقب والبلدات العربية في طريقها إلى المظاهرة.
ويشارك في المظاهرة العديد من القيادات والنشطاء من بينهم: السيد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة الشيخ رائد صلاح رئيس لجنة إفشاء السلام القطرية المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، الشيخ صياح الطوري، الدكتور يوسف جبارين، المحامي طلب الصانع، البروفيسور إبراهيم أبو جابر. الدكتور سليمان أحمد، الشيخ أسامة العقبي، الأستاذ توفيق محمد جبارين، الدكتور سمير صبحي محاميد، عضو الكنيست أسامة السعدي وجمعة الزبارقة مركز لجنة التوجيه العليا.
وحيّا رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، المشاركين في المظاهرة، وقال إنها “تأتي انتصارا للنقب وحق أهل النقب في العيش على أرضهم” وندّد بتصريح بينيت الأخير بضرب جدار حديدي على أهل النقب مضيفا “هذا كلام بالكاد يصلح لحاكم عسكري”.
وقال بركة إن “المؤسسة الإسرائيلية تريد أن تبيد المزرعات وتصادر الأرض وتهدم البيت في النقب، لذلك حين نقول إن المعركة في النقب هي معركة وجود لا نبالغ”.
وأضاف “ما يتشدقون به من اعتراف بقرى هدفه واحد ووحيد هو مصادرة الأرض، يعترفون بقرية على حدود ألف دونم في حين أن مسطحها الحقيقي يفوق ال 14 ألف دونم”.
وقال بركة “إن مطالبنا أن تعترف الدولة بملكية العرب في النقب على كافة أراضيهم هذا الاعتراف الذي كان من زمن الانتداب البريطاني وأيام الدولة العثمانية. إسرائيل تريد أن تحاسب العرب في النقب على قوانين اخترعتها في السنوات الأخيرة. كأنها تريد ان تغير التاريخ بقوانين سنّتها اليوم. نطالب بتخطيط حقيقي فيه مصلحة الإنسان أولا كما في كل مكان بالعالم. لذلك نؤكد أن معركة أهل النقب هي معركة كل أبناء شعبنا. في الجليل لم يعد هناك ما يصادرون وفي المثلث كذلك والآن يريدون مصادرة ما تبقى من احتياط أرض لأهلنا في النقب الذين يشكّلون 32% من أهل الجنوب ويعيشون على 3% من الأرض فقط”.
كذلك تحدث مركز لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، عضو الكنيست السابق جمعة زبارقة، وقال إن النقب يمر بمرحلة تطوير هائلة جدا فيما يخص المستوطنات والمشاريع الإسرائيلية وكلها تأتي على حساب العرب ومخططات مصادرة أراضيهم وتهجيرهم منها. وأكد زبارقة أن المعركة في النقب هي معركة وجود وقررنا انه لا خيار لنا إلا الانتصار فيها.
وقال الشيخ رائد صلاح لـ “موطني 48” خلال مشاركته في المظاهرة: “نقف هنا صفا واحدا من أجل حقنا في النقب، لأن النقب ارضنا وبيتنا ومقدساتنا، ولأن النقب حاضرنا كما هو تاريخنا وهو مستقبلنا كما هو حاضرنا. نقف مؤكدين أن أهلنا في النقب أصحاب حق أبدي لن يزول. ولأنهم كذلك فوجودهم أقوى من كل جدار فولاذي حديدي بدأ يتحدث عن بنائه بينيت في مخيلته السياسية”.
وأضاف: “ومن هنا نقول إن كلمة الفصل هي كلمة الحق ولذلك أهلنا في النقب هم منتصرون على ظلم على كل حصار على كل استبداد وواجبنا ان نقف معهم أن نساندهم لأننا جسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وقال الشيخ أسامة العقبي، عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب لـ “موطني 48”: “جئنا لنقول لنفتالي بنيت لن نسمح بما صرحت به بالأمس ببناء جدار حديدي على النقب، هذا لن يكون. كما جئنا لنؤكد أننا لن نقبل بالعودة إلى أيام الحكم العسكري. نعلم ان هناك نية لعودة جرافات “الككال” ولن نسمح لذلك وسنتصدى لهم بصدورنا العارية بكل الوسائل السلمية”.
وندّد العقبي بتصريحات رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي اليوم، حول خطر أبناء النقب المنحدرين من عائلات “لم الشمل” مضيفا “نؤكد لهذه المؤسسة الإسرائيلية أننا في الضفة والقطاع والداخل كلنا أبناء شعب واحد، ونرفض هذه التصنيفات التي تحرض على أهلنا في النقب”.
وقال الدكتور سمير صبحي محاميد، رئيس بلدية أم الفحم على هامش مشاركته في المظاهرة لـ “موطني 48”: “جئنا لنؤكد إسنادنا لأهلنا في النقب ضد كافة المخططات الإسرائيلية التي لا تستهدف النقب فقط بل كل مناطق تواجد أبناء شعبنا. هذه سياسات عنصرية نرفضها بشدة ونؤكد على حقنا في التطوير والتخطيط والبناء والاعتراف بملكيتنا على أرضنا”.
إلى ذلك، أكد الأستاذ توفيق محمد جبارين، عضو لجنة المتابعة العليا لـ “موطني 48″، أن “حين نتضامن مع أهلنا في النقب فنحن نتضامن مع أنفسنا بطبيعة الحال، ضد كافة المخططات العنصرية الإسرائيلية، ما يحدث في النقب اليوم من هجمة سلطوية يجب أن يكون على رأس سلم أولويات شعبنا في هذه الأيام، وعلينا ان نتصدى بكافة الوسائل المشروعة لهذه المخططات إلى أن تعترف المؤسسة الإسرائيلية بملكية أهلنا في النقب لأراضيهم التي ورثوها كابرا عن كابر قبل قيام دولة إسرائيل”.