كيف تتعامل مع الطفل العنيد؟ (1)

فدوى عبيد- داعية ومستشارة تربوية
تحدّثنا في الأسبوع الماضي، حول ظاهرة عناد الأطفال والأسباب المؤدية لذلك، ونكمل حديثنا في هذا المقال، لنبين طرق التعامل مع الطفل العنيد.
– اسمع، ولا تجادل: التواصل عبارة عن طريق ذي اتجاهين، إذا كنت تريد أن يستمع طفلك إليك، عليك أن تكون مستعدًا للاستماع إليه أولًا، الأطفال ذوو الإرادة القوية، قد يكون لديهم آراء قوية ويميلون إلى الجدل، قد يصبح محتدًا إذا شعر أنه لا يتمّ سماعه، في معظم الأحيان، عندما يصر طفلك على القيام بعمل ما أو عدم القيام بما تريده، استمع إليه، وقم بإجراء محادثة مفتوحة حول ما يزعجه، إذا كان لديك طفل عنيد يبلغ من العمر خمس سنوات وتريده أن يستمع إليك، اقترب منه أو إلى جانبه، بطريقة هادئة وعملية وليس وجها لوجه.
– تواصل معه ولا تجبره: عندما تجبر الأطفال على شيء ما، فإنهم يميلون إلى التمرد ويفعلون كل شيء لا يجب عليهم القيام به، بهذا السلوك يعبر عن رفضه في حال أنك تطلب منه شيئا ضد إرادته، وهو سمة شائعة للأطفال العنيدين. على سبيل المثال، إجبار طفلك البالغ من العمر ست سنوات، والذي يصر على مشاهدة التلفزيون قبل موعد نومه، لن يساعدك، بدلًا من ذلك، اجلس معه واظهر الاهتمام بما يشاهده، عندما تُظهر له الرعاية، فمن المرجح أن يستجيب.
– امنحه خيارات: الأطفال لديهم تفكيرهم الخاص بهم ولا يحبون دائمًا إخبارهم بما يجب عليهم فعله، أخبر طفلك العنيد البالغ من العمر أربع سنوات أنه يجب أن يكون في السرير بحلول الساعة التاسعة مساءً، وكل ما ستحصل عليه هو “لا!” بصوت عال. امنح أطفالك خيارات وليست توجيهات، بدلا من إخباره أن يذهب إلى الفراش، اسأله إذا كان يريد قراءة قصة ما قبل النوم “قصة الصّديق” أو “قصة الفاروق”. قد يجيب: “أنا لست ذاهبا للنوم!!”. أجبه: “هذا ليس من الخيارات”، وأعد الطرح عليه أكثر من مرة وبهدوء تام ودون عصبية أو صراخ طبعا.
– ابق هادئًا: الصراخ عندما يكون الطفل صاخبا، سيُحوّل محادثة عادية بين أحد الوالدين والطفل إلى مباراة صراخ، قد يفهم طفلك ردك كدعوة للقتال اللفظي، هذا سيجعل الأمور أسوأ، الأمر متروك لك لتوجيه المحادثة إلى نتيجة عملية لأنك أنت البالغ، ساعد طفلك على فهم الحاجة إلى القيام بشيء ما أو التصرف بطريقة معينة.
– احترمهم: إذا كنت تريد أن يحترمك أطفالك وقراراتك، فعليك أن تحترمهم، لن يقبل طفلك السلطة إذا أجبرته على ذلك، اطلب منه التعاون معك، لا تصر على الالتزام بالتوجيهات. البعد عن إرغام الطفل على الطاعة، واللجوء إلى دفء المعاملة اللّيّنة والمرونة في الموقف، فالعناد اليسير يمكن أن نغض الطرف عنه، ونستجيب لما يريد هذا الطفل، ما دام تحقيق رغبته لن يأتي بضرر، وما دامت هذه الرغبة في حدود المقبول. فمثلا عندما يصر طفلك ابن الستة أعوام على مشاهدة التلفاز بعد موعد النوم، وتجبره أنت على الذهاب إلى النوم، فلن يستمع إليك، وسيرفض بالتأكيد ولن يجدي هذا نفعا. ولكن عندما تبدي له أنك تهتم به وتهتم بما يشاهده، وتبني علاقة وثيقة معه فهذا يسهل عليك التعامل معه، فإذا كنت مثلا تعرف أسماء البرامج التي يشاهدها وحان وقت النوم، يمكنك على سبيل المثال أن تقول له: “لقد انتهى البرنامج الفلاني أليس كذل؟! إذًا حان وقت النوم وغدا ستشاهد الحلقة التالية”. بهذه الطريقة سيشعر طفلك أنك تفهمه جيدا، وانكما على الاتفاق.
– اعمل معه: إن الأطفال العنيدين أو ذوي الإرادة القوية لديهم حساسية شديدة تجاه كيفية معاملتهم، لذلك كن حذرا من لهجة، لغة الجسد، والمفردات التي تستخدمها، عندما يصبح غير مرتاح لسلوكك، فإنه يفعل ما يعرفه لحماية نفسه: إنه يثور ويتحدث ويظهر العدوان. إن تغيير الطريقة التي تقترب بها من طفل عنيد يمكن أن يغير طريقة تفاعله معك، بدلًا من إخباره ما يجب القيام به، أشركه في العمل، استخدم عبارات مثل “لنفعل هذا…”، “ماذا عن ذلك…” بدلًا من “أريدك أن تفعل …”. يمكن أيضا أن تستعمل تعابير مثل: دعنا نفعل ذلك أو ما رأيك أن نفعل ذلك؟ بدلا من: افعل ذلك!! بدل أن تأمر الأم ولدها العنيد بأن يرتّب المائدة، بإمكانها استعمال طريقة أسهل تجعل منه مُقدِمًا على المساعدة، عبر توجهها له بالقول: “أنت جيد جدًا في ترتيب المائدة ووضع الصحون في مكانها الصحيح، هل يمكنك مساعدتي فتكون بطلي اليوم؟”. هذه الطريقة تنفع أكثر بكثير من أن نناديه بالقول: “قُم بترتيب المائدة!”. أضيفي جوا من المرح على طريقة تعاملك مع الطفل فمثلا إذا كنت تريدين منه أن يرتب ألعابه، فابدئي أنت أولا وقولي له: هل تريد أن تكون مساعدي الخاص في ذلك؟ يمكن أيضا أن تدخلي في مباراة معه، من سيرتب الألعاب أسرع. وتذكري أن الهدف من العمل مع الطفل هو أن نصبح صديقين. (يتبع)



