أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

شهادتي على انطلاقة العمل الإسلامي في كفر قرع (2)

الشيخ محمود عبد الجبار أبو عطا

في العام 1984، التحقت في كلية الدعوة وأصول الدين في مدينة القدس المحتلة. لم يكن هذا القرار سهلًا إذ عارض والدي الفكرة خوفا عليّ من الملاحقة من قبل المؤسسة الإسرائيلية، وعدم التوظف مستقبلا؛ وكان والدي يرغب في أن أدرس الطب أو الهندسة أو المحاماة؛ لكن والدتي- رحمها الله تعالى- كانت قد شجّعتني ودعمتني بقوة، وأذكر أنها قالت لي يومها: (الله يرضى عليك؛ لقد أودعتك وقفا لله تعالى)؛ ولاحقا وافق الوالد لكن على مضض. وأذكر حينها، أننا اجتمعنا شباب الدعوة الاسلامية في كفر قرع، في بيت والد الأخ صابر حسن زرعيني، للتداول في الأمر وكان معنا في الاجتماع يومها الشيخ عماد يونس؛ وقد دعم الجميع الفكرة، وشجعني الشيخ عماد يونس كثيرا في عزمت عليه.

خلال دراستي، زارني الشيخ رائد صلاح في سكني في بيت حنينا عدة مرات، وفي إحدى المرات كنت في السكن، وإذ بأحد الأخوة يقول لي: هل تعرف من جاءنا زائرا؛ فقلت له على الفور الشيخ رائد صلاح، وبالفعل كان الزائر الكريم هو الشيخ رائد صلاح. وكنت قد سكنت في بيت جمع عددا ممن أصبحوا قادة في العمل الاسلامي في الضفة الغربية؛ ومن أبناء فوجي ومن سكنت معهم ارتقوا شهداء في الأحداث التي وقعت لاحقا في القدس والضفة.

خلال هذه الفترة، ساهمت عن قرب في البناء الدعوي في بلدي كَفر قرع. أنهيت دراستي للشريعة في عام 1987، ومع اندلاع الانتفاضة الأولى جرى إغلاق الكلية.

في عام 1983 انتشرت في كفر قرع، الأعراس الإسلامية وكان لها دور في انتشار الدعوة، وكان أول عرس إسلامي للأخ وليد سعيد ابو سالمة، وكان عريف الحفل الشيخ هاشم عبد الرحمن، وكانت الكلمة المركزية في حفل الزفاف للشيخ رائد صلاح. أمّا العرس الاسلامي الثاني، فكان للأخ محمد يوسف مدلج، وكان قد أُقيم في منطقة البيادر، وسط القرية، وكانت الكلمة الرئيسية كذلك للشيخ رائد صلاح.

للحقيقة والتأريخ وشهادة الحق، فقد كان الشيخ رائد صلاح، أول من أسس وبنى أول إدارة محلية للحركة الاسلامية في كفر قرع عام 1984- 1985، إذ استدعاني الشيخ رائد صلاح عن طريق الأخ سفيان خيري عثامنة (وكان طالبا في الجامعة العبرية في موضوع الكمياء، وكان من الذين التزموا أيضا بالدين) على عجل من الكلية، وعُقد الاجتماع بحضور الشيخ رائد في بيت الشيخ هاشم خطيب في قرية برطعة، وكانت الإدارة تتألف من خمسة أشخاص كنت واحدا منهم. وبعد ذلك أقمنا مركز “رياض الصالحين” لتعليم القرآن الكريم ومشاريع أخرى، وركّزنا على مجموعات لقراءة وتعلم القرآن الكريم.

أواخر عام 1987 وحتى أواخر عام 1989، وبتكليف من الشيخ رائد صلاح عملت إماما وخطيبا في أحد مساجد بلدة الجديدة في الجليل (وقد أحببت أهل هذا البلد كثيرا، فقد أكرموني، أكرمهم الله تعالى)؛ وحينها نظّمت الحركة الاسلامية القطرية مهرجانا قطريا في ذكرى المولد النبوي الشريف في بلدة الجديدة في شهر تشرين الأول من عام 1988، وكان عريف المهرجان الشيخ كمال خطيب، وأذكر أنّه دعا الحضور، في نهاية المهرجان، لحضور عرسي والذي كان بعد المهرجان بنحو أسبوع. خلال السنوات التي عشتها في الجديدة، لم أنقطع أبدًا عن العمل الدعوي والإداري في كفر قرع.

في نيسان عام 1987، بدأنا في الحركة الاسلامية بكفر قرع، في بناء مسجد نداء الحق، وطفنا البلاد ونحن نجمع التبرعات لاستكمال بناء المسجد، وظلّ لنا هذا الدور كحركة إسلامية، حتى نهاية عام 1988، وكان للشيخ رائد صلاح إسهامات في بناء هذا المسجد. أذكر انه من البلاد القليلة التي كان فيها للشيخ رائد صلاح درسا أسبوعيا كانت مساجد كفر قرع؛ ولا ننسى هنا فضل الشيخ خالد حمدان التربوي في حلقات القرآن لعدد من الأخوة الإداريين في كفر قرع؛ كما ولا ننسى فضل فضيلة الشيخ عبد الله نمر درويش في مرحلة من المراحل.

مع الشيخ رائد صلاح، بدأنا في بناء عدد من مساجد كفر قرع؛ ورافقنا الشيخ رائد صلاح بشكل كبير في بناء مسجد عمر بن الخطاب (عام 1990 وما بعدها).

في الانتفاضة الأولى، بادرنا مع فضيلة الشيخ رائد صلاح وقمنا بأوسع حملة إغاثة لأهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ وقد ولاقت الحملة تجاوبا منقطع النظير. يومها اعتقلت من قبل شرطة عارة وجرى التحقيق معي لساعات متأخرة من الليل ثم أطلق سراحي. في مأساة البوسنة والهرسك، ساهم الشيخ رائد صلاح شخصيا وميدانيا في حملة اغاثة واسعة في كفر قرع؛ وكان له دور في المركز الثقافي الاسلامي. مع انطلاقة الدوري الإسلامي وبعد فترة وجيزة، التحقت كفر قرع به، وأسسنا فريقا رياضيا لكرة القدم وشاركنا في مباريات الدوري، من النقب جنوبا مرورا بالمثلثين ووصولا إلى الجليل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى