أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحلياتومضات

الشيخ رائد صلاح يدعو إلى التكامل بين كافة المؤسسات المنتصرة للقدس والأقصى

طه اغبارية

دعا الشيخ رائد صلاح إلى تكامل جهود كافة المؤسسات الداعمة للقدس والأقصى في العالم الإسلامي والعربي والشعب الفلسطيني حتى الوصول إلى مرحلة إقامة هيئة تنسيقية لكل هذه المؤسسات بجهودها في عملية رعاية القدس والأقصى المباركين والدفاع عنهما.

جاء ذلك في مداخلة للشيخ رائد، مساء السبت، بثّها “المشروع الحضاري المعرفي العالمي لبيت المقدس” متحدثاً حول مستقبل القدس والمسجد الأقصى.

وأسس الشيخ رائد كلمته على الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو ذر رضي الله عنه، بقوله: (قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، أيُّ مسجدٍ وضعَ في الأرضِ أولَ ؟ قال : المسجدُ الحرامُ ، قلتُ : ثم أيُّ ؟ قال : المسجدُ الأقصى ، قلتُ : كم بينهما ؟ قال : أربعون سنةً..). وأكد الشيخ رائد انطلاقا من هذه الحديث أن المسجد الأقصى المبارك هو ميراث الأنبياء من لدن آدم عليه السلام حتى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، مشدّدا على أن “قصة الأقصى عريقة منذ بدايات التاريخ، وعمره أطول من كل عمر الظالمين على الأرض واطول من عمر كل المحتلين والمستعمرين. كل الظالمين والمحتلين زالوا وبقي الأقصى كما هو بقدسيته، كما هو بصموده منذ عهد نبي الله ادم عليه السلام”.

وأضاف: “نفهم كذلك أن المسجد الأقصى سابق لكل الأبنية منذ عهد نبي الله آدم، ومن يدّعي أنّ هناك هيكل أول تحت الأقصى، أو هيكل ثان فهو يضحك على نفسه ويخادع التاريخ بأكمله، لأنّ نبي آدم يمثل بداية التاريخ الإنساني بدون استثناء، فالأقصى هو الأساس والأصل وكل ما جاء بعده كان بعد قرون”.

وقال إن “الأنبياء بعد آدم عليه السلام توارثوا مهمة رعاية الأقصى ومهمة العبادة في الأقصى، وتوارثوا مهمة الحفاظ على الأقصى كما كان في عهده الأول. فهو جزء من الميراث النبوي، هذا هو الخط الواضح الذي سار عليه الأنبياء. نقولها باعتزاز إن نبي الله سليمان كان ممن اسهموا برعاية الأقصى، ونبي الله عيسى ونبي الله زكريا وغيرهم من الأنبياء اسهموا برعاية الأقصى على اعتبار أنه ميراث نبوة يمتد من الوارث الأول نبي الله آدم، حتى الوارث الأخير وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. نفتخر بالانتساب إلى هذا الميراث”.

واستطرد الشيخ رائد صلاح: “حين نقول نحن أصحاب الحق الشرعي الوحيد في الأقصى، نقولها بعلم ونستمد هذا الحق منذ عهد نبي الله أدم حتى خاتم الأنبياء محمد صلي الله عليه وسلم. نحن الذين نرث مهمتهم، نحن الذين نرث مهمة رسول الله لرعاية الأقصى بهذه الرؤية الواضحة التي تُوّجت بمشهد تاريخي وحيد، يوم أن كانت رحلة الاسراء، حين أمّ رسول الله بكل الأنبياء، ولهذا دلالات كثيرة في مقدمتها إعلان الأنبياء لبيعة رسول الله على ميراث النبوة ورسالة التوحيد وأنّه هو الوارث لإعمار الأقصى والعبادة فيه وحمايته”.

وتابع “إذًا رسالة الحفاظ على الأقصى التي ورثها النبي صلى الله عليه وسلم نقلها الى الأمة الإسلامية العالمية التي ستحمل رسالة النبي على اعتبار أنه خاتم الأنبياء، كل الأمم تتوجت مهمتها في دائرة الامة الإسلامية العالمية الوارثة لرسالة رسول الله العالمية، هكذا نفهم الأمور بهذا الوضوح النبوي”.

وأردف: “الحديث عن وجود العديد من المؤسسات التي التقت على نصرة القدس والاقصى، هذا الميراث النبوي العظيم، يجعلني أتشجع وأقول كم هو مفرح أن هناك مئات المؤسسات في حاضر الأمة الإسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني كلها قامت من أجل الحفاظ على هذا المشروع. سدّد الله خطاهم، وأتمنى عليهم أن نصل إلى مرحلة تقوم هيئة تنسيقية تحت سقفها تلتقي كل هذه المؤسسات بجهودها وعلمها ورؤيتها واجتهاداتها بهدف واضح، حتى تتكامل جهود هذه المؤسسات ولا تتكرر، نريد تكاملها تحت هيئة تنسيقية واحدة تجمع كل المؤسسات التي وقفت للحفاظ على كرامة القدس والاقصى المباركين”.

في ختام مداخلته دعا الشيخ رائد صلاح إلى تبني “خطاب التفاؤل” مضيفا “صحيح هناك احتلال إسرائيلي واعتداءات تقع على الأقصى المبارك، ومع ذلك يجب أن يكون خطابنا خطاب تفاؤل، أن ينطلق من حقيقة تاريخية أنّ قضية المسجد الأقصى منتصرة. يجب أن لا نصاب بالوهن. علينا أن نتحدث بخطاب التفاؤل في أن الأقصى كان لنا وبقي لنا وهو الآن لنا ونحن في بدايات عام 2022. علينا أن نوقن أننا سنفرح قريبا يوم أن تفرح القدس ويفرح الأقصى وتعود لهما تلك الاشعاعات العالمية على اعتبار انها منطلق نبوي توحيدي أبدي بسيادة كاملة لا أثر فيها لأي احتلال، لا صليبي سابق ولا إسرائيلي حاضر ولا احتلال في المستقبل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى