أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

شهادتي على انطلاقة العمل الإسلامي في كفر قرع (1)

الشيخ محمود عبد الجبار أبو عطا

في المرحلة التأسيسية لمسيرة العمل والصحوة الإسلامية في كفر قرع، أرشدنا ورافقنا فيها ميدانيا، الشيخ رائد صلاح وسجّل حضورًا قويًا وبارزًا في كل مراحلها ومفاصلها.

أقول إنه حان الوقت، أن يسجل كل معني ومطّلع وضالع شهادته وتوثيقه لبدايات الحركة الإسلامية في البلاد؛ فالحقيقة ملك للجميع، ولعل نظرة سريعة تبين أن هناك بدايات متشابهة في بعض البلدان خفيت تفاصيلها عن الآخرين وعرفت تفاصيلها في بلدان أخرى. لكن بصمات الشيخ رائد صلاح في البدايات كانت واضحة بمعظمها وأكثر من ذلك، عند اتساعها وتعميقها وترسيخ ثوابتها. وهنا أسجّل جزءا من شهادتي، مؤكدا الدور الأبرز والأوضح لفضيلة الشيخ رائد صلاح فيما يخص بلدتي كفر قرع.

على المستوى الشخصي، بدأت صوم رمضان كاملا في الصف الثالث الابتدائي والصلاة بشكل متقطع (عام 1973). في الصف الخامس، انتظمت في الصلاة بشكل كامل (عام 1975)، والفضل في ذلك، بعد الله تعالى، يعود للأستاذ سمير غاوي- مدرس حصة الدين الاسلامي-. عشت والحمد لله في بيت محافظ ومتدين؛ والدي الأستاذ عبد الجبار أبو عطا؛ كان مدرسا لموضوع الدين الاسلامي في المدرسة الاعدادية، لكنه لم يكن يضغط عليّ يوما في هذا السياق، وكانت والدتي أيضا تصلي وتحافظ على اللباس الإسلامي؛ وفي هذا الوقت كان لي بعض الأصحاب يصلون بشكل متقطع. في الصف السادس والسابع زاد تعلقي في الدين وأحيانا كنت أرفع الأذان في مسجد قباء بجانب بيتنا، في قريتنا؛ وكان إمام المسجد القديم (مسجد قباء) الشيخ جميل قاسم مدلج، عالما قد أخذ حسب ما فهمت حظا من علمه الشرعي عن والده العالم الأزهري الشيخ قاسم مدلج. في مرحلة لاحقة، أصبح الشيخ جميل إماما وخطيبا في مسجد النور (المسجد الثاني في كفر قرع بني وافتتح عام 1971؛ حسب ما أخبرني الحاج غالب محمد عسلي وقد أوقف والده الحاج محمد عسلي الأرض لبناء المسجد وبادر إلى بنائه)، وكنت استمع إلى الدرس الديني أو تلاوة القران الكريم قبل صلاة الجمعة من الشيخ سعيد قاسم مدلج- وهو شقيق الشيخ جميل.

في المرحلة الإعدادية، بدأنا نستمع إلى خطب ودروس الجمعة للشيخ عبد السميع عندما كان خطيبا وإماما في مسجد قباء وكان ذلك حوالي عام 1972 واستمر لغاية 1981 تقريبا، وكنّا نجتمع مع بعض الشباب في المسجد، وننشط في المدرسة عبر المشاركة في المسابقات الدينية خاصة في شهر رمضان.

في عام 1980-1981 في بدايات الصف العاشر الثانوي، تعمقت معرفتنا وقناعتنا بالإسلام، وكان فضل الله تعالى علينا كبيرا في هذا العام، حيث تعرّفنا على الاستاذ حسني كتانة من باقة الغربية وقد درّسنا موضوع الدين الاسلامي؛ وهنا بدأنا نتعرف أكثر على الدين الاسلامي والدعوة الاسلامية وكتابات وكتب الاخوان المسلمين، وبدأتُ وعدد من الأخوة بتكوين مجموعة من طلاب الصف والعاشر وعدد من الشباب الذين يرتادون مسجد قباء. كانت مجموعة تحب الصلاة والدين، وكنا نجتمع في المسجد نقرأ القرآن ونتداول في بعض الامور، لكن سرعان ما تفرقت هذه المجموعة. لم يمرّ وقت طويل وفي أوائل عام 1981، تعرفت شخصيا على فضيلة الشيخ رائد صلاح. في هذا العام اعتقلت وجرى التحقيق معي لساعات في شرطة عارة حول نشاطاتي الدينية وبالذات فتح المسجل عاليا على شريط للشيخ عبد الحميد كشك، رحمه الله تعالى؛ خلال رحلة للمدرسة- وتعرضت خلال التحقيق للكمات قوية على الوجه من أحد المحققين؛ ومن الأسئلة في التحقيق معي كان سؤال: هل تعرف الشيخ رائد؟! كما قلت آنفا فقد تعرفت على فضيلة الشيخ رائد صلاح أوائل عام 1981، وكان هذا في كفر قرع قبل بداية صحوة دينية شبابية؛ حيث قدم الشيخ رائد صلاح إلى بلدنا برفقة الشيخ ابراهيم مفيد من قرية مصمص؛ وخطب الشيخ رائد الجمعة في مسجد قباء وكان الشيخ عبد السميع قد أنهى حينها دوره خطيبا وإماما للمسجد (للعلم درس مع الشيخ رائد صلاح وهو ابن جيله، الاستاذ تيسير عيسى حسن عثامنة، والذي بادر إلى إحضار الشيخ رائد لخطبة الجمعة في المسجد، الحاج ابو تيسير- رحمه الله تعالى). ومن يومها توثقت العلاقة مع الشيخ رائد صلاح؛ إذ استمر بإلقاء العديد من خطب الجمعة؛ وحينها استضافه والدي في بيتنا؛ وخلالها أو بعدها بقليل أذكر أنهم كانوا يحضرون كتبا إسلامية يعرضونها في الساحة الخارجية للمسجد، وأذكر أنّه كان يأتي معهم الأخ مازن درويش؛ وبدأنا بعد التعرف على الشيخ رائد صلاح بتأسيس وتوسيع قاعدة الدعوة الاسلامية في كفر قرع، وبدأ عدد من الشباب بالمواظبة على الصلاة وأقبلوا على الدين؛ وبدأنا حينها بتوزيع منشورات دعوية على طلاب مدرستنا الثانوية، وكان لهذه الفترة الدور المؤثر في ارتداء عدد من بنات صفنا وغيرهن من طالبات المدرسة، الجلباب والمواظبة على الالتزام الديني، وكنا نساهم في إحضار الحجة حسناء من باقة الغربية لإعطاء دروس دينية للنساء، وأطلقنا على مجموعتنا في تلك الفترة اسم (الشباب المسلم- كفر قرع).

خلال سنوات الثانوية، كنّا نعمل بتوجيه مباشر من الشيخ رائد صلاح بنشر الدعوة وانضم إلى القافلة العديد من الشبان، كنّا نجتمع ونتزاور ونتشاور ونزور الاهالي والشباب في بيوتهم؛ واستمر ذلك حتى أنهيت المرحلة الثانوية عام 1983، كنت خلال هذه الفترة وبعدها أزور الشيخ رائد صلاح في محمصه، في حارة المحاجنة في أم الفحم، حيث بيت العم المرحوم “ابو سيف”- الشيخ سليمان ابو شقرة- وتعرفت يومها على شقيق الشيخ رائد، الاخ نديم؛ وكنت التقي أحيانا بالأخ أحمد محمود جبارين؛ وكان حينها قد خطب شقيقة الشيخ رائد صلاح.

ومن هنا، كان للشيخ رائد صلاح باعا تأسيسيا وأكثر في كل مفاصل ومشاريع الدعوة والحركة الاسلامية؛ ثم بعد سنين تعرفنا على شيوخنا الأكارم؛ فضيلة الشيخ كمال خطيب والشيخ خالد حمدان؛ والشيخ هاشم عبد الرحمن، وتعرفنا ايضا بعدها على فضيلة الشيخ عبد الله نمر درويش (تعرفنا عليه خلال مشاركته في حفل خروج الأسير الامني ابن كفر قرع، الأخ توفيق أبو فنة من السجن) وكان للشيخ عبد الله- رحمه الله تعالى رحمة واسعة- إسهاما في العمل الدعوي في كفر قرع؛ في سنوات ومراحل معينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى