أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

الشيخ هاشم عبد الرحمن يدلي بشهادته حول بدايات العمل الإسلامي في أم الفحم والداخل الفلسطيني

تحدث عن تجربته والشيخ رائد صلاح وأخوة آخرين في تأسيس الحراك الإسلامي في أم الفحم قبل التعرف على الشيخ عبد الله نمر درويش وتطرق إلى خلافات في الرؤية مع الشيخ عبد الله

طه اغبارية

في لقاء متلفز جرى بثّه عبر موقع “موطني 48″، بدأ الشيخ هاشم عبد الرحمن، رئيس بلدية أم الفحم الأسبق، الإدلاء بشهادته على الأحداث والمناسبات التي كان منخرطا فيها وشكّلت بدايات انطلاق الصحوة الإسلامية في مدينة أم الفحم والداخل الفلسطيني إلى جانب المساهمات في الحراك الإسلامي في الضفة الغربية.

أدار الحوار مع الشيخ هاشم، الزميل الإعلامي عبد الإله وليد معلواني.

قال الشيخ هاشم في مستهل شهادته: “علينا ألا ننسى أنّ كل أعمالنا، صغُرت أو كبُرت، سواء كنتُ مؤسسا، ملتحقا، مختفيا أو ظاهرا، فالقبول من عند الله، نسأله أن يتقبّل منا”.

وأضاف “ما يهمني أن أشهد على نفسي ولا أريد لاحد أن يشهد عني”. وبيّن أن الأجواء العامة بعد عام 67 (بعد الاحتلال الإسرائيلي لما تبقى من الأرض الفلسطينية) والاختلاط المباشر بين الفلسطينيين في الداخل مع الأهل في الضفة وقطاع غزة، شكّلت مقدمة لبدايات الصحوة الإسلامية من خلال التحاق أبناء الداخل الفلسطيني بكليات الشريعة في الضفة، حيث كانت ندرة فيما سبق بهذا الأمر وكان أبرز من درسوا الشريعة قبل تلك الفترة الشيخ توفيق عسلية رحمه الله.

ونوّه الشيخ هاشم إلى أنّه نشأ في أجواء دينية حيث كان بيت عائلته بجانب المسجد وكان والده ووالدته من المواظبين على الصلاة، وقال إن “الأستاذ ماجد السعد، اختارني لأرفع الأذان في المدرسة وكنت حينها في الصف الثالث الابتدائي”.                         عن بداية معرفته بالشيخ رائد صلاح، أشار الشيخ هاشم إلى أنه “كنت أنا والشيخ رائد معا في المدرسة الابتدائية وبقينا معا حتى الثانوية ثم في كلية الشريعة في جامعة الخليل، تأثرنا ببعضنا ودعمنا بعضنا بعضا في الخير والصلاة والصوم”.

وتطرق إلى “تأسيس حزب الإصلاح بميول إسلامية، خلال المرحلة الثانوية، كنت والأخوة: رائد صلاح وأحمد محمود عبد الجواد وأسعد مصطفى وخالد مهنا ومحمد عبد صادق ورفيق قرمان من مؤسسي الحزب، كنا ندرس ونصلي معا ونتداول أمور بلدنا وأهلنا، وإلى هذه الفترة بين أعوام 73-74-75، لم نكن قد تواصلنا مع أحد من خارج أم الفحم”. كما يقول الشيخ هاشم.

وتحدث عن الحوارات التي أدارتها هذه المجموعة مع الشيوعيين والقوميين من أبناء جيلهم في أم الفحم.

واستطرد أنه “مع تأسيس حزب الإصلاح، بادرنا إلى فتح نادي قمنا بتقديم دروس تقوية للطلاب في المرحلة الابتدائية، كان النادي في بيت العم المرحوم “أبو اسعد” عن طريق ابنه المرحوم مصطفى يوسف طه، أصدرنا أول منشور في الصف الثاني عشر، كان عنوانه “لن ننام ودرب الحق حطام” وكان بمثابة إعلان عن الحزب. يمكن القول إننا في هذه المرحلة عبرنا من الفكرة إلى مرحلة تنظيم الفكر في إطار حزبي”.

وكشف أن “الإعلان عن الحزب وإصدار المنشور الأول جلب علينا مشاكل لدرجة تهديدنا بالحرمان من البجروت، وذلك لأننا تطرقنا في المنشور إلى قضايا رأينا أنه يجب الإصلاح فيها من قبيل الاختلاط وغيرها من الأمور في المدرسة”. وقال “إن مدير المدرسة المرحوم المربي جميل سالم كان عنده ميول دينية وكان يحضر لنا محاضرين في الضفة إلى صفنا يقدمون الدروس الدينية الأمر الذي ساهم بتعميق وعينا الديني. كذلك دخل الأستاذ جميل إلى صفنا يوما وقال: هاشم، رائد، خالد، صباح وكوكب، أنتم ستكون الطليعة الأولى لطلاب الشريعة في جامعة الخليل”.

ثم تطرق إلى بدايات التفكير بالالتحاق بكلية الشريعة في جامعة الخليل وكيف كان هناك تردد في البداية بسبب الأحداث التي شهدتها الخليل، مشيرا إلى أنه في هذه المرحلة لم يتعرفوا إلى مشايخ من خارج أم الفحم باستثناء شيخ يدعى عبد السميع كان يجوب البلاد ويعطي الدروس الدينية.

وقال إنه “على صعيد أم الفحم كان هناك حراك إسلامي من خلال الشيخ رشاد محاجنة والشيخ سليمان أبو شقرة، أنا شخصيا لم أعرف الشيخ عبد الله نمر درويش رحمه الله-والذي اعتبره بمثابة والد- إلا بعد أن رجعت مرة من الخليل وكان هناك نداء لدرس سيلقيه الشيخ عبد الله في بيت الشيخ رشاد”.

وتابع “بعد ان سجلت أنا والشيخ رائد في جامعة الخليل انضم إلينا الشيخ إبراهيم مفيد، والأخ محمد عبد الرحمن أبو شقرة والأخ أحمد أبو خليفة”.

وأردف “في الخليل اختلطنا بسرعة بالطلاب وعموم الناس وعدد من الأساتذة، وهناك خطبت انا والشيخ رائد في مسجد الحرس، وكنا حينها لا نزال في السنة الأولى في كلية الشريعة”.

وأكد الشيخ هاشم عبد الرحمن أن “الشيخ رائد كان هو المنظّم وصاحب الأفكار والمبادرات، لم يتذمر أبدا ولم ينتقد، هو كان الموجّه لبناء الحزب وكتابة المنشور، من طفولته وهو هكذا. خلال دراستنا في الخليل قمنا بتأسيس أول مكتبة إسلامية في أم الفحم مع عدد من أبناء الصحوة أذكر منهم الأخوة: تيسير محمود كساب، حسن خالد، احمد فؤاد ورجا الطاهر”.

وقال “تقريبا في عام 1976 وكنا لا نزال في السنة الأولى بالجامعة، خطب الشيخ رائد صلاح الجمعة في مسجد قباء ثم خطبت أنا. يذكر كذلك أن الشيخ رائد أراد تنظيم أبناء الصحوة في البلد، حيث كان الشباب المسلم يعملون لوحدهم دون تنظيم، وبالفعل بدأ الشيخ رائد بجمع الشباب من كل الحارات، وقمنا بمبايعة الشيخ رائد وقد كان أميرنا الأول في أم الفحم بعد أول شهر لنا في كلية الشريعة كان هذا تقريبا في عام 1976، في هذه المرحلة دخل الشيخ عبد الله نمر درويش على الخط، وقد اختلفنا معه في بعض رؤيته حينها”.

وتطرق إلى تفوقه والشيخ رائد في السنة الأولى والثانية في الكلية ونيلهما مرتبة الشرف، وأضاف “في السنة الثانية خلال تعليمنا الجامعي كنا والحمد لله عناوين في جامعة الخليل، بدأنا بتنظيم دروس في الحرم الإبراهيمي، كذلك بدأنا بالتحضير لانتخابات مجلس الطلبة في الجامعة، وجرى انتخابي رئيسا لمجلس الطلبة، كذلك قمنا بالعديد من النشاطات الدينية داخل الحرم الجامعي. كذلك بدأنا بالتواصل مع جامعات أخرى في الضفة للنهوض بالعمل الإسلامي، فكنا بحمد الله تعالي جزءا من المشروع المحرك للعمل الإسلامي في الضفة خلال دراستنا الجامعية. بعد ان لاحظ الحكم العسكري نشاطنا داخل الجامعة جرى الضغط على إدارة الجامعة من أجل إقالة مجلس الطلبة الذي كنت رئيسه، اتهمنا اننا نريد أن نعلن ثورة، وعليه استقلت من مجلس الطلبة وبعدها أعيد انتخابي ثم لاحقا استقلت مرة أخرى”.

وعاد الشيخ هاشم للحديث عن نشأة العمل الإسلامي في أم الفحم وعن إقامة لجنة الزكاة في أم الفحم بين عامي 77-78، وكيف بدأت الدعوة تأخذ دورها في الاستقرار، وقال إنه في تلك الفترة “بدأت عملية التواصل الفعلي مع الشيخ عبد الله نمر درويش، وأنه كان يحضر للخطابة في مسجد الشيكون”. وتحدث عن خلافات في وجهات النظر مع الشيخ عبد الله: “كنا نريد أن نبني منظومة العمل الإسلامي بشكل، وكانت إرادات الآخرين ان نبني بشكل آخر، ولكننا أصرينا على ما نريد. أقولها بكل صراحة، الشيخ عبد الله كان يحب التدخل في التفصيلات الصغيرة، وهذا ما راق لنا، كنا نحاول الحفاظ على الشعرة بيننا، كنا في تنظيمنا مستقلين ونفعل ما نراه مناسبا لأم الفحم وما حولها وهذا ما كان دائما”.

وتطرق إلى تجواله والشيخ رائد والشيخ خالد مهنا في مساجد المنطقة والقاء الدروس إلى جانب تنظيم الأعراس الإسلامية، وتأسيس فرقة نشيد في أم الفحم بمعداتها التي كانت تتنقل بين البلدات بسيارة تبرع بها الحاج عبد اللطيف حماد، حتى ان فرقة النور أحيت الأعراس في قطاع غزة وأنه في إحدى المرات اعتقل الشيخ هاشم لعدة ساعات، حين كان مع الفرقة في غزة.

ومرة أخرى حول الخلافات مع الشيخ عبد الله نمر درويش قال الشيخ هاشم: “كان يؤلمنا مشهد الخلافات. وللأسف تجد اليوم من يقول كانوا أولادا صغارا. أريد أن أكون مؤدبا مع شركائنا. لا نريد من مشهد الدعوة قال وقيل. أؤكد مرة أخرى أننا قبل التخرج من الجامعة كان المشهد الدعوي في أم الفحم، كنا نقوده ونحن في سنة أولى في الجامعة، بدأنا نتحدث عن اسم حركة إسلامية بعد عام 80. عملنا تحت اسم الصحوة- الشباب المسلم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى