أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريراستقبال الشيخ رائدمحليات

الشيخ رائد صلاح يكشف في حوار مع “المدينة” تعرضه للتحقيق لدى المخابرات قبل تحرره بأيام

 

سأقولها لكم الآن كما قلتها في الماضي: كل عملي سيكون تحت الشمس اللامعة ما في شيء وراء ذلك، إن قلت أو تكلمت أو عملت، كله تحت الشمس بإذن الله رب العالمين، وسيكون كلامي واضحا وضوح الشمس، سأجتهد سلفا ألا أضطر الآخر أن يقول إنه بحاجة إلى خبير، لا أنا لست بحاجة لخبير، من الآن سيكون كلامي واضحا وكله سيدور في دائرة ثوابتي الإسلامية العروبية الفلسطينية حتى ألقى الله سبحان وتعالى

 إن الشيخ كمال صاحب دور أساس بالحفاظ على الثوابت الإسلامية العروبية الفلسطينية وعدم إعطاء أي فرصة خاطئة متعثرة للتفلت على هذه الثوابت. هذا همّ الشيخ كمال خطيب وله هذا الدور، الآن قد تكون هناك حرارة الغيور عند الشيخ كمال خطيب وهذه تنعكس على نبرة خطابه بدافع الغيرة وحرارة الغيرة وهذا الشيء لا يجعل الإنسان المنصف أن يقف عند نبرة الخطاب وينسى فحوى قول الشيخ كمال خطيب

 

أجرت صحفية “المدينة” وموقع “موطني 48” مقابلة مع الشيخ رائد صلاح، بعد مضي أسبوع على تحرره من السجون الإسرائيلية. وقد أجرى اللقاء الإعلاميان عبد الإله معلواني وطه اغبارية.

 

المدينة: كيف ساهمت الوفود الحاشدة التي تقاطرت لاستقبالك وتهنئتك في إزاحة عذابات السجن والسّجان؟

 

الشيخ رائد: هذه الوفود التي أكرمنا الله بها كانت عاملا مهما في مسح الران الذي كان على صدري من آثار العزل القهري الذي عشته خلال فترة السجن الأخيرة، يكفي ما رأيت من ابتسامات الناس، من تحيات الناس ومصافحتهم، هذا أعطاني زادا كأني ما كنت في السجن ولو لثانية واحدة بحمد الله رب العالمين.

 

المدينة: ردّك على أبواق التحريض الإسرائيلية التي انطلقت في أعقاب تحررك؟

 

الشيخ رائد: أقولها بلا تردد، هذه المقابلة الكريمة وهذه المنابر الإعلامية هي أرفع من أن نذكر أسماء هؤلاء المحرضين، ولكن أقولها جملة، هذا التحريض هو عبارة عن قديم جديد، والهدف هو قديم جديد، هم يطمعون دائما بصناعة الأجواء لإعادتي إلى السجن مرة بعد مرة، حتى أبقى مكتوم الأنفاس مكتوم الصوت منقطعا عن شعبنا الفلسطيني، عن أمتنا الإسلامية عن عالمنا العربي، ولكن أقول ما شاء الله كان وما شاء لم يكن قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا رغم تحريض المحرضين.

 

المدينة: ابتسامتك، الطرائف التي تلطّف بها الأجواء خلال كلامك، ما سرها وخلفيتها رغم كل ما مرّ عليك؟

 

الشيخ رائد: أولا هذه الابتسامة هي جزء من مفاهيمنا الإسلامية التي نجتهد أن نلتزم بها، يكفي أن نقف عند حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي يقول فيه: ابتسامتك في وجه أخيك صدقة، فأحد وسائل إفشاء السلام هي الابتسامة الدائمة. الشيء الثاني، هو التفاؤل أيضا من أركان انتمائنا لمشروعنا الإسلامي، القرآن الكريم يدعو إلى التفاؤل، السنة النبوية تدعو إلى التفاؤل دراسة تاريخنا وحضارتنا الإسلامية في كل أبعادها الإسلامية العروبية الفلسطينية تدعو إلى التفاؤل.

 

المدينة: كيف تعرّف الحبس الانفرادي وعذاباته وكيفية الانتصار عليه؟

 

الشيخ رائد: إذا أردت أن أعرف الحبس الانفرادي بمفهوم مادي يقرب معناه إلى ذهن الاخوة والاخوات فأقول باختصار بسيط: الحبس الانفرادي هو إذابة روح الإنسان وهو إذابة معنوياته إذابة إرادته إذابة ثوابته إذابة تفاؤله حتى يبقى في الظاهر إنسان وفي حقيقته الداخلية مفرغ من الإنسانية هذه حقيقة محاولات دفع الأسير السياسي إلى الحبس الانفرادي، وهنا تأتي أهمية الإيمان بالله سبحانه وتعالى وتأتي أهمية قول الله تعالى: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا؛ ولكن الله يزكي من يشاء). هنا تأتي أهمية توصية رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما قال: (احفظ الله يحفظك) وتأتي أهمية أدبيات أمتنا الإسلامية من جيل الصحابة رضوان عليهم إلى الآن. هنا تأتي أدبيات امتدّت حتى هذا القرن لأن من ميزات تاريخنا وحضارتنا في بعدها الإسلامي العروبي الفلسطيني أنها مستمرة نامية وتجدد دورها دائما، حتى وإن تعثرت في محطات منها كما واقع التعثر اليوم، ستتجدد إن شاء تعالى. نحن بإن الله رب العالمين أولا في جدلية صراع مع النفس الأمارة بالسوء ومع وساوس الشيطان، يجب أن ننتصر عليها. إذا انتصرنا على هذه الأعداء الكامنة في الداخل سنكون بإذن الله على أهبة الاستعداد لنؤدي رسالتنا وأن نضبط مسيرتنا وأن نؤكد رؤيتنا بإذن الله على هذه الروح، التمسك بالثوابت برؤية متفائلة إن شاء الله تعالى.

 

المدينة: برنامج الشيخ رائد صلاح في العزل الانفرادي كتوصية لأسرانا فكّ الله أسرهم؟

 

الشيخ رائد: أولا يجب أن نعلم أن الحبس الانفرادي لن يمر على الأسير مرور كريم وسهل. كانت تمرّ عليّ لحظات وفعلا كنت أشعر وكأن جدران العزل أطبقت عليّ وتكاد أن تسحقني سحقا وبطبيعة الحال كنت أتألم ألمًا شديدا، وكان الملجأ الوحيد إلى الله تعالى، دائما كنت أقول: يا الله يا مفرج الكروب يا أرحم الراحمين يا غياث المستغيثين أدركني يا الله. لذلك روح الديوان الذي سيصدر إن شاء الله بعنوان “الربيع النبوي” فيه الكثير من قصائد الاستغاثة بالله سبحانه وتعالى، هذا رأس المال الأساس للأسير السياسي المعزول. الشيء الثاني، عملية برمجة الوقت بحيث لا يبقى هناك شيء اسمه فراغ، الفراغ في حياة الأسير مفسدة تفتح عليه أبواب وساوس النفس ووساوس الشيطان، ممنوع أن يبقى وقت فراغ عنده يجب أن يكون في برنامج دائم من لحظة استيقاظه حتى ينام وهكذا كان برنامجي بحمد الله رب العالمين، قراءة، كتابة، نظم شعر، رسم لوحات، حفظ قرآن، تسبيح طويل، أدعية تضرع إلى الله تعالى، طول الوقت من اللحظة الأولى التي كنت أستيقظ فيها حتى أنام بطبيعة الحال أداء الصلوات وما تيسر من النوافل، صيام النافلة إن كان هذا ممكن، هذا كان كل برنامج عملي وكنت أحرص، وهذا مهم جدا، على الخروج من غرفتي إلى ساحة القسم العزل وإن كانت ضيقة، الخروج إلى الساحة كان نسبيا كل يوم تقريبا ساعة ونصف ويكفي، عندما كنت أخرج إلى هذه الساحة الضيقة جدا، أرى السماء، هذا بالنسبة لي كان انجاز وربح وفير، يكفي أني كنت أشم رائحة هواء جديد وأسمع الطيور أو أرى بعض الطيور، هذا كان مهم جدا، ضبط وقت الإنسان ببرنامج دائم مهم جدا. والشيء الذي أريد قوله (رقم ثلاثة) في السياسية التي يجب أن يتبناها المعزول هي دائما أن يضع لنفسه الانتظار القائم على الأمل والتفاؤل، يعني على سبيل المثال كنت أضع لنفسي أنه في التاريخ الفلاني القادم بعد أسبوعين إن شاء الله سأكون قد ختمت حفظ سورة الإسراء، هذا الانتظار المتفائل مهم جدا، ينتهي هذا التاريخ كنت أضع لنفسي تاريخا آخر، أنه بعد شهر مثلا أكون قد ختمت السيرة النبوية للدكتور الصلابي، وهكذا طول وقتي في الأسر كنت أضع مواعيد لأمور مفرحة سأفعلها، وهذا مهم جدا. في تصوري هذه الخطوط العامة مهمة جدا، إلى جانب أني كنت أجتهد أن أستثمر كل فرصة ولو ثانية حتى أتحدث مع أسير آخر من الأسرى المعزولين البعيدين عني، حتى لو مجرد تحية، حتى لو كلمة جمعة مباركة، بالنسبة لي أن أقولها أو أسمعها من أسير آخر هذا كان مهم جدا ويشمل مددا كبيرا جدا. بهذه الصورة عشنا والحمد لله رب العالمين. والذي توّج ذلك هي زيارات الأهل، كانت بالنسبة لي مدد دائم من زيارة إلى زيارة، ما يكاد أن ينتهي أثر الزيارة السابقة فتأتي الزيارة التالية، وكان يدعمها زيارات المحامين التي كان فيها أثر كريم، فكل هذه العوامل شكّلت بحمد الله رب العالمين زادا دائما، حتى فرّج الله كربنا.

 

المدينة: عندما خرجت من السجن عام 2017 تحدثت عن مساومات تعرضت لها خلال تحقيق معك، هل عرضت عليك هذه المرة وهل فرضت عليك قيود ما؟

 

الشيخ رائد: حقيقة في هذه المرة لم يكن مساومات، ولكن كان ما كنت اتوقعه سلفت، أنه قبل خروجي من السجن بأيام، كان هناك حديث طويل جرى في داخل سجن “هشكيما” في عسقلان، بيني وبين شخصين من المخابرات. وطال الحديث على مدار ساعتين ونصف، وفي حينه دار الحديث حول نقطتين فقط، حول قضية العنف ما هو دورك وما هو تصورك لدور الشرطة وأجهزتها؟! وانا قلتها بشكل واضح قلت أنا دوري بإذن الله أن أجدّد الهد مع لجان إفشاء السلام التي بدأنا بها وإن شاء الله سنواصل بكل بلداتنا في الداخل بإذن الله رب العالمين. بالنسبة للأجهزة الرسمية، شرطة وغير شرطة، أنا الذي يمثلني في الاتصال معها، قلت لهم، رئيسي في أم الفحم هو الدكتور سمير صبحي وهو يمثلني، والذي من خلاله أعتبر نفسي صاحب هذا الدور، وهو الذي يمثلني عندما يتصل بالأجهزة الرسمية على اختلاف مواقعها ومسمياتها. قد تعقد جلسة في بلدية أم الفحم وقد يطلب مني مثلا رئيس البلدية أن أقدّم تصوري أنا حاضر من الآن فدوري الرسمي مع رئيسي الدكتور سمير صبحي رئيس بلدية أم الفحم، هذه مجمل الإجابة التي قلتها. كذلك كان لا شك حديث عن المسجد الأقصى فقلت لهم بشكل واضح حقيقة المسجد الأقصى ليست قابلة لإعادة النظر، لسبب أنها حقيقة قرآنية، كما أننا لا يمكن أن نعيد النظر في القرآن الكريم، لا يمكن النظر في حقائق القرآن الكريم ومن ضمنها المسجد الأقصى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آيتنا إنه هو السميع البصير) من يطالب بإعادة النظر في حقيقة المسجد الأقصى فكأنه يطالب بإعادة النظر في هذه الآية، وهذا غير معقول، وكذلك الأحاديث النبوية وأيضا أسمعت المخابرات حديثا نبويا مشهورا يحفظه الكثير منا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاث مساجد، المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى المسجد الأقصى”. قلت لهم هذا الحديث مهم جدا، دلالته أن مصير المسجد الأقصى جزء من مصير المسجد الحرام الموجود في مكة المكرمة وجزء من مصير المسجد النبوي الموجود في المدينة المنورة، معقول واحد يأتي ويقول نريد أن نعيد النظر في المسجد الحرام؟ لا غير معقول أو نعيد النظر في المسجد النبوي؟ غير معقول ونفس الشيء المسجد الأقصى، المسجد الأقصى حقيقته كما هي القرآن والسنة، غير منتهية هذه الحقيقة وتبقى حتى قيام الساعة.

أمّا بخصوص القيود، أبدا ما فرضت عليّ أية شروط. أنا الآن بإمكاني الذهاب في الوقت الذي أراه مناسبا إلى القدس والمسجد الأقصى المباركين. بإمكاني أن أسافر آخذا بعين الاعتبار الظروف الصحية وتقلبات وباء كورونا التي تمر في العالم، لكن في المجمل أملك أن أسافر إلى أية دولة أرغب بها بإذن الله رب العالمين. أنا الآن الحمد لله في مرحلة إنسان لا توجد عليه أية شروط تضيق عليه إن شاء الله تعالى، سوا أننا نعلم جميعا أن الدنيا هي سجن المؤمن ونحن في سجن الدنيا انتقلنا من سجن ضيق إلى سجن أوسع قليلا، نطمع أن نخرج منه لا لنا ولا علينا وهذا أقل شيء، ولكن الطمع أكثر أن نكون من الفائزين إن شاء الله وهذا لن يتم إلا بتوفيق الله تعالى.

 

المدينة: اعتُقلت بناء على تصريحات ومنشورات لو أعيد الزمن هل كنت تراجعها وتعيد صياغتها؟

 

الشيخ رائد: لا أستطيع، حتى لو فكرت، لا أستطيع أن أبحث عن بديل للحديث عن هذه الثوابت بأسلوب آخر، لسبب بسيط، هل يمكن في يوم من الأيام أن أجد بديلا عن قول الله تعالى (اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) هذه آية، لذلك أنا قلت إنهم لم يحاكموني أنا كشخص ولم يحاكموا أقوالي الشخصية، هم حاكموا القرآن يعني إن تفضلت حضرتك بهذا السؤال وانا سأفكر ببديل عن الآية، هذا يعني أنني فقدت إيماني وانتهى وأصبحت في واد والعياذ بالله والقرآن الكريم في واد آخر. هل أرضى ذلك لنفسي حاشى لله. القضية لم تكن قضية أنا ولا قضية قولي ولا قضية الأجواء التي تكلمت فيها لا إطلاقا، المحكمة لم تقف عند هذه الابعاد، المحكمة مباشرة تجرأت وقفزت عن كل هذه التفريعات وحاكمت القرآن الكريم مباشرة. ونفس الشيء السنة النبوية ماذا يمكن أن أجد بديلا عن قول رسول الله عليه الصلاة والسلام على سبيل المثال (وكثرة الخطى إلى المساجد ألا فذلكم الرباط ألا فذلكم الرباط ألا فذلكم الرباط) هذا ليس قولي وهذا ما قلته للقاضي هذا ليس قولي الشخصي هذا قول رسول الله عليه الصلاة والسلام يحثّ على داوم المسير إلى المسجد كثرة الخطى إلى المساجد واضح معناها معناها الرباط، إذن الرباط معناه واضح، الذين حاولوا أن يجعلوا معنى الرباط غامضا أرادوا أن يتصيدوا في المياه العكرة. أرادوا أن يجعلوا من مفهوم الرباط وكأنه غامض وقابل لأن يأتوا بخبراء وخبيرات، المسرحية المعروفة، وبعد ذلك يقول القاضي أنا أريد أن أنتقي أقوال الخبير!! القرآن ليس سوق خضرة، السنة النبوية ليست مزادا علنيا، القرآن هو القرآن حتى قيام الساعة، السنة النبوية هي السنة النبوية حتى قيام الساعة، اللغة العربية هي اللغة العربية أيضا أعتبرها أعظم لغة في الأرض هي ليست مشاعا حتى تُدخل المعنى الذي تريده وتفرضه على الكلمة العربية، إمّا أن تتأدب مع الكلمة العربية وإما أن ترفع يدك عنها، ممنوع أن تغتصب اللغة العربية. أنا لا أحب اللغة العربية فقط أنا أعتبرها بالنسبة لي ثابت من ثوابتي التي لا يمكن التنازل عنها، كذلك هناك شيء اسمه فلكلور شعبي هذا فلكلور ماذا تريدون منا أن نتحدث عن هذا الفلكلور أن نعلن مفارقته، هذا فلكلور قام على أيام الحصاد وقطف الزيتون وعلى ليالي الأفراح بالأعراس وقام على أحداث وانتج هذا الفلكلور، الآن جماهيرنا عندما تستشهد في جملة منه هذا فلكلور بهذه الرؤية يجب أن تفهم الموقف، لا سيّما وإن كنت قاضيا، ولكن كل هذه الامور تم تنحيتها وفقط كان المطلوب بكل ثمن أن أدخل السجن.

 

المدينة: موقفك من دخول القائمة العربية الموحدة (الحركة الإسلامية الجنوبية” إلى الائتلاف الحكومي؟

 

الشيخ رائد: دعني أقولها بشكل صريح إن شاء الله تعالى أولا: دخول القائمة الموحدة إلى الائتلاف الحكومي، أنا قلتها وما زلت أؤكدها هو اجتهاد خاطئ له تبعات سلبية سنعاني منها في الأيام القادمة، ولكن يجب أن نفهم كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟ وصلنا بعد خطوة سابقة كانت قبل ذلك وهي خطوة القائمة المشتركة، يعني لمّا تجرّأت القائمة المشتركة وفاجأت الجميع وأوصت بالجنرال غانتس لمنصب رئاسة الحكومة بالتبريرات التي قدّمتها للجماهير، هي فتحت الطريق أمام مثل اجتهادات غير مسبوقة صادمت كل توقعات مجتمعنا، فكانت البداية هي القائمة المشتركة ثم كان هذا النشاط من القائمة الموحدة. أنا حقيقة أقول أحزنني ذلك جدا وآلمني ذلك جدا في السجن وخارج السجن، آلمني وأحزنني عندما كنت ولا زلت أسمع البعض يحاول إعطاء الشرعية لمثل هذه الاجتهادات، ولذلك أقول لا خيار لنا في مثل هذه الأمور الصادمة إلا أن نبقى أوفياء لثوابتنا الإسلامية العروبية والفلسطينية التي تحدد لنا من نحن وما هي قضايانا وما هو خطابنا وما هو أصل الطريق وما هي معالم الطريق التي يجب أن نسير فيها، يجب أن نحافظ على كل ذلك، وإلا فإمكانيات أن تكون اجتهادات صادمة في المستقبل قد تكون أشد مما عشناه حتى الآن، آمل أن لا يكون ذلك، بالعكس آمل أن يعاد النظر من قبل من اجتهدوا هذا الاجتهاد الخاطئ وأن يعودوا إلى القواعد التي أطمع أن يعودوا إليها.

 

المدينة: بعض المراقبين يقولون إن الشيخ رائد سوف يعمل على تقوية القائمة المشتركة على حساب القائمة الموحدة؟

 

الشيخ رائد: أنا قلتها في الفترة التي عشتها في الحبس المنزلي عندما سمح لي آخر أيام الحبس المنزلي أن أخاطب الصحافة وقلتها بشكل واضح حقي أن أقول رأيي بأدب النقد المطلوب وهو ما قلته وأؤكده الآن: القائمة المشتركة قلت هي لا تمثلني ولا تمثل مجتمعنا في الداخل الفلسطيني هي تمثل من انتخبها وحتى الآن أقولها هي لا تمثلني ولا تمثل منهج ورؤية وفهم سلوكي السياسي، لي موقف واضح من الكنيست، أرفض مبدئيا مثل هذه المحاولات الولوج إلى الكنيست للأسباب التي كتبنا عنها وتحدثنا عنها الكثير، ولذلك بالنسبة لي القضية من الأصل ليست من سياقات ما أؤيده، حاشى لله، هي خارج كل ذلك، انا أملك أن أنتقد بأدب النقد إن كانت القائمة المشتركة أو القائمة الموحدة أن تكون روح انتقادي نصيحة وليست مجرد أن أنتقد وحتى لو بأدب النقد وروح الطمع لهم أن يعودوا إلى الموقف الصواب الذي تطمع به جماهيرنا في هذه اللحظات.

 

المدينة: البعض أيضا انتقد ما قلته خلال المؤتمر الصحفي عن محمد بركة (أبو السعيد)؟

 

الشيخ رائد: أبو السعيد عندما خاطبته بهذه الجملة، لم أخاطب “أبو السعيد” الشخص، من ينكر اليوم أن محمد بركة هو رئيس لجنة المتابعة، أنا عندما قلت سر “أبو السعيد” ونحن من وراك بمفهوم أنه رئيس لجنة المتابعة، بمفهوم أننا في مثل هذه الأيام الحالكة التي تشابكت فيها الكثير من الأمور لنا حاجة ملحة أن نجدد العهد مع لجنة المتابعة ومع قوتها وقدرتها على الالتحام مع جماهيرنا في الداخل، وذلك يحتاج إلى جهود بلا توقف وما في شك رئيس لجنة المتابعة عندما نخاطبه أبو السعيد فهذا شيء بدهي، أنا قلتها عدة مرات أنا اطمع أن نصل في يوم من الأيام وأتمنى أن يكون قريبا أن تنتخب لجنة المتابعة مباشرة من كل جماهيرنا، رئاسة وعضوية، ولكن حتى يتحقق ذلك أنا لست مع من يقول يجب أن نقاطع لجنة المتابعة. لا يجب أن ندعمها الآن ونعمل من خلالها وأن نجتهد لتنشيط كل لجانها الـ 10 إلى أن تتحقق مرحلة الانتخابات التي نطمع بها، هذه رؤيتي لها وطالما كتبت عن هذه الرؤية ولا زلت عند قناعاتي طبعا، والآن أستطيع أن أقول نعم سر “أبو السعيد” ونحن وراك في أن نجتهد لنعالج ظاهرة العنف، وفي قضية أن نجتهد في حفاظنا على مقدساتنا التي تتعرض للأذى في مواقع كثيرة في هذه الأيام، أن نؤكد على تواصلنا مع النقب الذين يعانون، أن نؤكد تواصلنا مع المدن الساحلية الذين يعانون، أن نؤكد تواصلنا مع القدس المباركة والمسجد الأقصى المبارك، أن نؤكد تواصلنا مع كل هموم شعبنا بدون استثناء بإذن الله رب العالمين. نعم في مثل هذا الدور نحن نقول نعم تفضل “أبو السعيد” سر ونحن وراك في لجنة المتابعة، أسال الله أن بعض الأخوة الأخيار بحسن نية، ألّا يعطوا المعنى أبعد مما يحتمل في دلالاته اللغوية العربية.

 

المدينة: هناك من يقارن بين أسلوب خطابك وبين خطاب الشيخ كمال خطاب في محاولة تحديدا للإساءة للشيخ كمال؟

 

الشيخ رائد: الشيخ كمال لو أردنا أن نقيّمه أستطيع أن أقول جملة واحدة كمفتاح لهذا التقييم، إن الشيخ كمال صاحب دور أساس بالحفاظ على الثوابت الإسلامية العروبية الفلسطينية وعدم إعطاء أي فرصة خاطئة متعثرة للتفلت على هذه الثوابت. هذا همّ الشيخ كمال خطيب وله هذا الدور، الآن قد تكون هناك حرارة الغيور عند الشيخ كمال خطيب وهذه تنعكس على نبرة خطابه بدافع الغيرة وحرارة الغيرة وهذا الشيء لا يجعل الإنسان المنصف أن يقف عند نبرة الخطاب وينسى فحوى قول الشيخ كمال خطيب. الذي يقوله الشيخ كمال ما هو؟ يطمع مثلي أنا، مثل أبي السعيد رئيس لجنة المتابعة، مثل كل أبناء شعبنا الذين يتمسكون بثوابتهم ويقبضون عليها بأيديهم وأسنانهم، هو واحد منهم يريد أن نحفظ هذه الثوابت. وانا نفس الشيء عندما اتحدث عندما أكتب نفس الهدف لي قد تكون عندي طبيعة ذاتية منذ طفولتي أن أميل إلى هذا الأسلوب في حديثي وخطابي، هذا ليس هو الجوهر الذي يجعل أن يقول احد أن هناك فرق. لا يوجد فرق. نقول مثلا شاعر وشاعر آخر قد تجدهم كتبوا قصيدة واحدة عن فحوى واحدة لكن هذا له صوت نبرة قوية وهذا شاعر آخر له نبرة هادئة، هذا لا يجعل هناك فرق في دلالات ما يتحدثون عنه. أنا بالمناسبة أقول: لا زلنا نؤكد ما كنا قد أكدناه منذ سنوات طويلة نحن مع حق النقد بشرط أن يقوم على أدب النقد، أدب النقد يجب أن تتوفر فيه خصال أختصرها بثلاث جمل يا من تريد أن تنتقد، أقول لك حق النقد سلفا أن تنتقدني في كل يوم وأن تنقد غيري وأتمنى عليك أن تحافظ على هذه الضوابط الثلاث: لا للتخوين لا للتكفير لا للتجريح وبعد ذلك انتقدني كما تشاء. أنا عندما أقوم بدور جماهيري بعد ذلك يعني أني دخلت في باب أصبح لديه قابلية في نقدي كل يوم، لما بدخل العمل الجماهيري سواء كان اجتماعيا أو سياسيا وحتى دعويا دينيا هناك جماهير تحيط بي قد يعجبها من أقوالي وسلوكياتي وهي لها حقها الكامل أن تنتقد، لكن لتتسع صدورنا إلى أدب الناقد عندما ينتقد والمنتَقد عندما يرد على الناقد يجب أن يكون هناك أدب النقد المتبادل بين هؤلاء الطرفين إن شاء الله تعالى.

 

 

المدينة: مقالك الأول كان عن مدينة أم الفحم، ماذا تقول لأهلها؟

 

الشيخ رائد صلاح: مدينة أم الفحم لا شك الله تعالى أكرمها بمركزية موقعها جغرافيا ومكانة ودورا في مسيرة جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، ويجب ان نجتهد سويا حتى نحتضنها كأسرة واحدة وكبيت واحد وكصوت واحد حتى تواصل دورها كما كان دورها معروف منذ عهد سيدنا صلاح الأيوبي بدأ اسمها يبرز وحتى الآن، يجب أن نحافظ على اسم مدينة أم الفحم وحتى نحافظ عليه لا بد من إشاعة السلم الأهلي لا بد من إفشاء السلام، نريد المحبة في ام الفحم نريد إفشاء السلام في أم الفحم نريد تأكيد وتجديد قواعد الإيمان في مدينة أم الفحم، وذلك يحتاج من كل أهلنا في أم الفحم أن نجدد العهد مع الله سبحانه وتعالى صغارا وكبارا رجالا ونساء، كل البيوت، نحن بحاجة أن نجدّد العهد مع الله سبحانه، نحن بحاجة أن نقوّي صلتنا مع الله لأنّ من توكل على الله فهو حسبه نحن بحاجة إلى هذا الزاد الآن بعد أن ظن الكثير منا أن كل الطرق أقفلت. نعم كل الطرق قد تقفل إلا الطريق إلى الله تعالى ستبقى مفتوحة إن شاء الله تعالى، هذا ما أريده لمدينتي لبيتي لأسرتي التي اسمها أم الفحم، التي حملت تاجا يجب أن يبقى على رأسها دائما، لمّا قالوا “خليها صلحة فحماوية”.

 

المدينة: ألم يحن الوقت لطرح مسألة حظرك من إقامة تنظيم سياسي على القضاء الإسرائيلي لو من باب إحراج هذا الجهاز؟ لا سيّما وانت تعمل من خلال لجنة المتابعة العليا؟

 

الشيخ رائد: لا شك سؤال هام وثقيل، ويحتاج ما يحتاج إليه حقيقة من ترو بالتفكير والتروي باتخاذ القرار بطبيعة الحال، إلا أن له قيمة لا نستطيع أن نتجاهلها، لذلك أقول كالتالي: أنا الآن بإذن الله رب العالمين، كخطوط عامة وخطواتي القادمة سنجتهد تجديد نشاطنا مع لجنة المتابعة، الدعوة إلى تنشيط لجانها العشر العمل على تهيئة الأجواء لانتخاب مباشر للجنة المتابعة الى جانب ذلك سأجتهد أن اجدد العهد مع لجان افشاء السلام وهذا يحتاج إلى توفيق من الله ثم إلى جهد طويل سأجتهد أن اجدد العهد مع نشاط جماهيري بدأ تحت عنوان العربية لغتي من أجل نصرة اللغة العربية على ألسنتنا وعلى أقلامنا وفي بيوتنا وكلافتات لمحلاتنا التجارية ولغة خطابنا التجارية، أن نحاول بقدر المستطاع أن نحفظ كل ذلك باللغة العربية وأن تحفظنا اللغة العربية وسأجتهد أن اجدد العهد وتواصلي مع القدس والمسجد الأقصى المباركين، معتكفا عابدا مصليا محبا مناصرا للقدس والأقصى المباركين، سأجتهد أن أجدد عهدي مع كل الهموم في الداخل الفلسطيني وما اكثرها ونصرتنا للقضايا العادلة في مسيرة أمّتنا المسلمة وعالمنا العربي ومسيرة شعبنا الفلسطيني، وأيضا سأجتهد أن أجدّد العهد مع التواصل مع الدائرة العالمية لأنني أؤمن كما قال الله تعالى: (وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان) هناك عناوين كثيرة ناصرتني من غير المسلمين والعرب في ملف الثوابت، وكانت لهم مناصرة واضحة شجاعة تحدوا فيها قوى الاستكبار العالمي التي تحاول خنق أنفاس كل من يقف في وجهها، مع ذلك لم يرضخوا لها. أيضا سيكون لي تواصل مع هذه العناوين وجملة واضحة سأقولها لكم الآن كما قلتها في الماضي: كل عملي سيكون تحت الشمس اللامعة ما في شيء وراء ذلك، إن قلت أو تكلمت أو عملت، كله تحت الشمس بإذن الله رب العالمين، وسيكون كلامي واضحا وضوح الشمس، سأجتهد سلفا ألا أضطر الآخر أن يقول إنه بحاجة إلى خبير، لا أنا لست بحاجة لخبير، من الآن سيكون كلامي واضحا وكله سيدور في دائرة ثوابتي الإسلامية العروبية الفلسطينية حتى ألقى الله سبحان وتعالى.

 

المدينة: في كلمته بالأمسية الختامية لأيام استقبالك قلت “لا يجوز الوقوف وقوف المراقب من بعيد”، وكأن هناك شعور بخذلان ما؟

 

الشيخ رائد: لا حاشى لله أن يكون مقصودي المعاتبة، وانما تأكيد ما هو قادم وهو يقول ستكون الأعباء ثقيلة والهموم صعبة ومشاريع العمل ستكون ثقيلة جدا جدا، تحتاج إلى جهد متواصل ومتشابك ما بين دائرة جماهيرنا وما بين دائرة المسؤولين في مسيرة جماهيرنا، ويجب أن يدرك الجميع أن المطلوب هو التعاون الدائم لتشكيل إرادة واحدة ومسيرة واحدة وقرار واحد ومتابعة واحدة، تجمع بين هذه القاعدة والمسؤولين في كل مسيرة حياتنا. مهما كانت القيادة ذات طاقات جبارة لا يمكن أن تستغني عن القاعدة. قيادة بدون قاعدة هي قيادة فاشلة مهما كانت مواهبها، لا يوجد شيء اسمه القيادة الخارقة التي قد يجعلون لها مكانا في عالم السينما والأفلام، نحن بشر والقيادة لها طاقاتها وإن كانت مبدعة، فهي محدودة ويعتريها النقص والتعب والتعثر والضعف. الذي يسدد هي الجماهير. أبو بكر الصديق-رضي الله عنه- لما وُلي الخلافة قال: اطيعون ما أطعت الله فيكم فإن عصيت الله قوموني. نحن مع بعض نعمل معا يجب أن يكون كل فرد من جماهيرنا هو الفرد وهو القائد، ويجب على كل قائد من جماهيرنا أن يكون هو القائد وهو الفرد، كذلك نأمل في الأيام القدمة أن نصل إلى هذه المرحلة.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى