أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

الطفل وتنمية مهاراته الاجتماعية

سندس ذياب- استشارة تربوية وتوجيه مجموعات لشباب في ضائقة

(جمعية سند لصلاح الأسرة وبناء المجتمع)

المهارات الاجتماعية لا تولد مع الإنسان، ولا يمكن أن تظهر عند الحاجة، إنما تحتاج تعلما واكتسابا، لذا يتوجب على الآباء والأمهات تعليم أبنائهم المهارات الاجتماعية، وتدريبهم عليها، وحثّهم وإعطاء المساحة على ممارستها، حتى يعتاد عليها الطفل ويصبح متقنا لها وتصبح تلقائية.

خلقنا الله تبارك وتعالى وجبل في الانسان حب اللعب، يبدأ الطفل اللعب من أول أيام حياته، حيث نراه في أشهر حياته الأولى يبدأ بالمكاغاة لوالديه، ونستقبل بعض الابتسامات من الطفل مثلا عندما يرى قنينة الحليب، أو يشاهد أمه، وهذا يشير على أن مثل هذه التصرفات هي لغة تواصل ما بين الطفل والطفل، والطفل والكبار، وهنا على الوالدين دور كبير لدفع الطفل للعب مع الجماعة مثلا عن طريق الحبو في السنة الأولى.

الأطفال يمارسون ألعابا مختلفة تساهم في تطوير شخصياتهم بصورة عامة وتطوير الجانب الاجتماعي بصورة خاصة، فاللعب الجماعي على جميع أشكاله وأصنافه يعمل على نماء سلوك الأطفال، وهنا يجب أن نسلّط الضوء على تصرفات الكبار، دائما يتوقعون من الأطفال فهم حاجاتهم ومتطلباتهم، وخصوصا في اللعب وعندما نلتقي مع أشخاص في الحديقة أو زيارة عائلية، يكون مفهوم لنا أن الطفل سيبدأ باللعب مع الأطفال الآخرين فورا ومن دون أي اعتراضات وفي بعض الأحيان نصادف من الأقرباء وأحيانا نلتقي الغريب منهم، ونضجر لعدم اندماج طفلنا مع أبناء جيله أو حتى أكبره سنا.

الأطفال عادة تبدأ لديهم المساهمة في اللعب مع بقية الأطفال من جيل الثانية، الثالثة من العمر ويفقدون القدرة على التكيف والمشاركة ما قبل هذا الجيل، فيكون الطفل داخل فقاعة يشعر أنه هو الوحيد في هذا العالم وكل ما حوله هو ملك له.

رويدا رويدا يبدأ الطفل بنمو قدراته على اللعب والتأقلم، يتعلم مهارات الحديث والتواصل، يصبح لديه القدرة على التعبير والقدرة على فهم المواقف وبناء علاقات مع الأصدقاء مما يصبح الطفل بحاجة إلى العلاقات الاجتماعية ومعاشرة أطفال من نفس الجيل، مثل هذه العلاقات والبيئة الاجتماعية للأطفال هي بمثابة عالم مؤثر على الشخصية، يستثمر الطفل اللعب من أجل التعبير عن مشاعره بل يزيد لديه القدرة على فهم مشاعره والتعامل معها، وهنا دور الاهل في التوجيه واسقاط المشاعر في مكانها وحسب وقعها، واعطاء الطفل المساحة في التعبير حتى يصبح قادرا اجتماعيا على اللعب والتأقلم مع الاصدقاء.

اللعب مع الجماعات هو مؤشر لأسلوب الطفل في الحياة ونمط علاقاته مع البيئة ومن الضرورة علينا ان نلجأ الى الاستفادة قدر المستطاع من لعب الطفل بهدف توصله لإدراك صحيح لمفهوم اللعب، وفرصة للتعلم وتطوير من مهارته الاجتماعية.

من خلال اللعب، والتعامل مع البيئة الخارجية يزيد من إدراك الطفل وزيادة خبرات جديدة، اكتساب صداقات، التعرف والتعامل مع سلوكيات اجتماعية، عادات تميز أنواع الالعاب المختلفة، احترام القوانين، خوض مشكلات ومحاولة حلها مع الجماعة، حب الاستطلاع وحب الاستكشاف، خوض مغامرات جديدة مع أقرانه مما يساهم في تعلم الخصائص الأخلاقية كالتعاون، الصبر، الصدق، الانتماء إلى مجموعة واحترام حقوق الآخرين، المشاركة هي من الخصائص التي يمكن اكتسابها من اللعب مع مجموعات من الأطفال، تبادل الآراء من أقرانه، كما يكسب اللعب تعلم فن التواصل مع الآخرين، تقدير جهود الآخرين واحترام أدوارهم، قبول النظام والالتزام به، التّكيّف مع دور الربح والخسارة داخل المجموعة وهذا أكثر ما يشكوه صغارنا في هذا العصر، روح الجماعة واللعب الجماعي ينمي روح المشاركة، فالأطفال الذين لا يلعبون مع أقرانهم أو في مجموعات يميلون إلى الانعزال والانطوائية والعدوانية، تتسلط الأنانية على شخصيتهم ويتمركزون حول ذواتهم.

توصيات للأهل:

  • دورنا كأهل مراقبة صغارنا، ودعمهم في بناء شخصية واثقة راضية عن نفسها.
  • عليك يا أختي الحبيبة أن تحضري في حقيبتك ألعابا إذ ما خرجت من البيت حتى لا يشعر طفلك بالملل، وأشدد وأقول لعبة أو أكثر، وهنا يتم تعليم الطفل منذ نعومة أظفاره على تعلم استغلال الوقت بما هو مفيد.
  • تخصيص وقت لتجمع الأسرة وقضاء وقت مشترك في اللعب والحديث.
  • تحديد وقت خاص للحاسوب والأجهزة الذكية.
  • مشاركة الأطفال في نشاطات مختلفة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى