أخبار رئيسيةأخبار عاجلةعرب ودولي

ناشونال إنترست: أي حرب بين إسرائيل وإيران ستكون دموية ومكلفة

تحوّلت الأنظار عن المخاوف من نشوب حرب في الشرق الأوسط بين إيران وتل أبيب جراء التوتر بين الجانبين إلى أزمات أخرى في المنطقة.

ورغم ذلك فإن القلق الإسرائيلي من تنامي النفوذ الإيراني لم يهدأ، وما زال احتمال الحرب قائما في تلك البيئة الأمنية التي لا يمكن التنبؤ بما ستتمخض عنه، فما مآلات الحرب بين الكيان الإسرائيلي وإيران في حال اندلاعها؟

بهذا السؤال استهل روبرت فارلي -الأستاذ بكلية باترسون للدبلوماسية والتجارة الدولية في “جامعة كنتاكي” (University of Kentucky) الأميركية- مقالا له في موقع “ناشونال إنترست” (National Interest) الأميركي يستشرف فيه مآلات التوتر بين إيران والمؤسسة الإسرائيلية، ويستعرض ميزان القوى بين الجانبين والثمن الباهظ الذي سيدفعانه هما والمنطقة برمتها جراء الحرب.

ويرى فارلي -في مقاله- أنه بالرغم من المناوشات التي جرت بين إيران والمؤسسة الإسرائيلية على مدى السنوات الثلاث الماضية، فإن كلا البلدين يدركان أن الحرب المفتوحة ليست في مصلحتهما، لكن إذا تغيرت تلك النظرة في أي من البلدين، فإن ذلك قد يقود إلى نشوب حرب بينهما.

أسباب وتداعيات

ويشير الكاتب إلى أن طهران قد تقرر دخول حرب مع تل أبيب لتحويل الأنظار عن مشاكلها الداخلية، كالانتفاضة الشعبية وتدهور الاقتصاد. وقد ترى أن حربا قصيرة ضد إسرائيل قد تعود عليها بمكاسب سياسية في المنطقة تفوق المخاطر المترتبة على الحرب.

ومن جهتها، قد تقرر المؤسسة الإسرائيلية أن حربا سريعة ومدمرة قد تساعد في نزع الشرعية عن إيران وزعزعة استقرارها، وتسهم في الحد من نفوذها في المنطقة. فالإسرائيليون يدركون أن قصف مدنهم بوابل من الصواريخ الإيرانية سيكون غير مريح، ولكنهم يرون أن الحرب مع إيران لا تشكل خطرا وجوديا بالنسبة لإسرائيل.

ميزان القوى

وفيما يتعلق بميزان القوى بين الطرفين، يرى فارلي أن إسرائيل تتفوق على إيران في شتى المجالات العسكرية باستثناء الصواريخ الباليستية التقليدية.

وباستطاعة سلاح الجو الإسرائيلي أن يضرب أهدافا في جميع أنحاء إيران، بالرغم من أنه قد يواجه تحديات للحفاظ على الإذن بالتحليق في أجواء الدول المجاورة لإيران إذا طال أمد الحرب.

ويقول الكاتب إنه سيكون من الحكمة عدم مشاركة سلاح الجو الإيراني في الحرب، الذي ربما لا يتجنب التعرض للتدمير بسبب بُعد قواعده الشرقية عن تل أبيب. كما تتمتع إسرائيل بقدرات بحرية كبيرة تستطيع عن طريقها التغلب على أذرع إيران على الأرض.

ومن جهتها، تملك إيران مقدرات عسكرية كبيرة في كل من سوريا والعراق. وتستطيع صواريخ إيران الموجودة في البلدين ضرب أهداف في جميع أنحاء المؤسسة الإسرائيلية، وقد تتغلب مؤقتا على شبكة أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، كما تستطيع إيران قصف إسرائيل بالصواريخ الباليستية من الأراضي الإيرانية.

ثمن باهظ

ويتساءل البروفسور والمؤلف الأميركي -في مقاله- عن أمد الحرب في حال نشوبها، ويستعرض جملة من العوامل التي من شأنها أن تلعب دورا محوريا في تحديد ذلك، ومن بينها المخزون الصاروخي للفصائل والحركات التي تخوض حربا بالوكالة لصالح إيران، وقدرة تلك الجهات على تحمل “العقاب الإسرائيلي” كما يصفه الكاتب.

وفي المقابل، فإن إلحاق إسرائيل أضرارا كبيرة بإيران من شأنه استنفاد النوايا الحسنة لدول الخليج العربي، كما سيعتمد طول الحرب وقصرها على موقف الولايات المتحدة منها.

ويقول فارلي إنه بالرغم من تردد الولايات المتحدة الملحوظ في ضرب إيران خلال السنوات القليلة الماضية مع وجود ذرائع للقيام بذلك، فقد تكون أكثر ميلًا للتدخل لصالح المؤسسة الإسرائيلية.

وخلص المقال إلى أن تكلفة الحرب الباهظة سيدفعها -في النهاية- المدنيون الأبرياء في البلدان التي ستشملها، والذين لا علاقة لهم بكيفية وأسباب شن تلك الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى