أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

تخلي الأسد عن إيران وهم.. ولاء دائم وإبعاد مستحيل

الإعلامي أحمد حازم

كثيرًا ما نسمع في الأخبار عن محاولات أمريكية وروسية أيضًا لإقناع رئيس النظام السوري بشار الأسد، بالتخلي عن إيران، وأن ذلك لن يتم بطبيعة الحال مجانا، فلكل عمل ثمنه. العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كان قد قام بزيارة لكل من واشنطن وموسكو، وقيل وقتها أن العاهل الأردني أقنع بايدن وبوتين بالعمل على عودة سوريا للجامعة العربية والمؤسسات الدولية الأخرى التي تم طردها منها بسبب جرائم بشار الأسد ضد الشعب السوري. ورغم ذلك فإن العاهل الأردني يرى أن ما طالب به هو أفضل طريقة لإبعاد سوريا عن طهران.

لست أدري ما الذي دفع العاهل الأردني إلى التفكير بهذا العرض أو هذا الاقتراح لواشنطن وموسكو، رغم أن له الكثير من التجارب السيئة مع نظام الأسد. قد يقول قائل إن الوضع الاقتصادي السيء الذي تعيشه المملكة بسبب وباء كورونا وبسبب عشرات الآلاف من اللاجئين السورين على أراضي المملكة، قد يكونا السبب في ذلك. بعض المحللين يرون أن عملية إعادة فتح الحدود الأردنية السورية ستحسن الوضع الاقتصادي الأردني لأن حركة التجارة والمواصلات ستنشط بين الجانبين بشكل كبير.

على كل حال، هناك تجارب مخيبة للآمال مع النظام السوري وبالتحديد مع الأسد فيما يتعلق بعدم التزامه بالوعود. فقد حاول العاهل السعودي الراحل عبد الله طرح مصالحة بين بشار الأسد والرئيس المصري المخلوع حسني مبارك خلال قمة الكويت الاقتصادية العربية عام 2009. يومها قال العاهل السعودي لمبارك، إن الهدف من المصالحة هو إبعاد الأسد عن طهران، وأن الأسد وعده بذلك. لكن محاولة الملك السعودي باءت بالفشل وظل بشار متمسكًا بإيران بمعنى أنه لم يف بوعده.

مرة أخرى حاول العاهل السعودي، دفع رئيس الحكومة اللبنانية في حينه سعد الحريري للقاء الأسد من أجل نفس الهدف. وفشل مرة ثانية، والعاهل الأردني بالتأكيد يعرف تفاصيل حكايتي المصالحة مع الأسد ورغم ذلك يحاول هو مجددًا القيام بما قام به الملك السعودي الذي فشل في مهمته.

وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي اللبناني الصديق حسن صبرا في تحليل له: “لعل الذاكرة الجيدة للعاهل الهاشمي تجعله يستحضر كيف جرى تكليفه عربيًا ودوليًا بأن يحتضن بشار الاسد مع بدء وراثة والده في تموز/ يوليو عام 2000، والملك عبد الله الثاني-يعلم حجم معاناته مع بشار من ناحية عدم التزامه أي عهد أو وعد، ومع هذا تراه ويا للدهشة يبادر إلى إقناع عربًا وغربيين بضرورة احتضان بشار بحجة إبعاده عن طهران”.

نقطة أخرى مهمة، يجب تذكير العاهل الأردني بها: في السابع عشر من شهر كانون ثاني/يناير، ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، استضافت في شهر ديسمبر/كانون أول الماضي، اجتماعًا بين كبار مسؤولين سوريين وإسرائيليين برعاية روسية تضمن بحث عدد من النقاط بينها مطالبة تل أبيب بإخراج إيران وميليشياتها من سوريا.

واستنادًا إلى تقرير “مركز جسور للدراسات” السوري، فإن الوفد السوري طلب “تسهيل العودة إلى الجامعة العربية والحصول على مساعدات مالية لسداد الديون الإيرانية ووقف العقوبات الغربية لفتح المجال (أمام دمشق) لإخراج إيران”. وحسب المركز السوري فإن الاجتماع “يشكل بداية مسار تدفع روسيا باتجاهه ويتوقع أن يشهد توسعًا كبيرًا في عام 2021، حيث ترى موسكو أن بناء علاقة مباشرة بين النظام السوري وإسرائيل يمكن أن يشكل طوق النجاة للنظام والحصول على دعم دولي لمشروعها السياسي في سوريا”.

لغاية الآن لم يحدث أي شيء، وقد تكون محاولة العاهل الأردني قد اعتمدت على مثل هذه المحاولات السابقة، لكن قد يكون الاختلاف واضحًا هذه المرة عن غيرها من المحاولات، لأن هدف العاهل الأردني وكما يبدو هو مصلحة أردنية بالدرجة الأولى.

على كل حال، فإن الرهان على مصداقية الأسد هو رهان خاسر حتمًا بسبب تجارب سابقة، وإذا اعتقدت واشنطن وموسكو والاتحاد الأوروبي والعرب أيضًا بأن بشار الأسد قد يتخلى يومًا عن إيران فهم واهمون ويراهنون أيضًا على وهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى