أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرأدب ولغةمحلياتومضات

صدر عن منتدى “المدينة الثقافي”.. كتاب “مقاربات إسرائيلية لحظر الحركة الإسلامية” للكاتب والصحافي ساهر غزاوي من مدينة الناصرة

صدر عن منتدى “المدينة الثقافي” في مدينة أم الفحم، كتاب (مقاربات إسرائيلية لحظر الحركة الإسلامية) من تأليف الكاتب والصحافي ساهر غزاوي (43 عاما). يقع الكتاب في نحو 90 صفحة من القطع المتوسط.

يشتمل الكتاب على ستة فصول وخاتمة، وهو دراسة منهجية علمية تتناول الدوافع التي وقفت خلف قرار حظر الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح، وأجواء الشحن الإسرائيلي- التي سبقت قرار الحظر- ضد الحركة الإسلامية.

يركّز الكتاب على المؤشرات السياسة الدالة على تصعيد المؤسسة الإسرائيلية ضد الحركة الإسلامية والنظر إليها كتهديد إستراتيجي من خلال سرد القرائن والدلالات التي تؤكد أن حظر الحركة الإسلامية وإخراجها عن القانون الإسرائيلي لم يكن سوى مسألة وقت. وحُسم الأمر بعد نقاشات وتداولات إسرائيلية داخلية ضمن سياق تفاعلات محلية ودولية شجعت على ذلك.

بين يدي الكتاب، وفي مقدمته كتب الشيخ كمال خطيب- والذي شغل نائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا في تاريخ 17/11/2015: “هذا البحث الذي قام به الأستاذ والإعلامي ساهر غزاوي يمثل قراءة ثاقبة وفق منهجية بحثية علمية للدوافع التي وقفت خلف قرار الحظر وللأجواء التي خيمت وصاحبت قرار الحظر. يقينًا أن القارئ لهذا البحث سيجد فيه ما يجيب على كثير من الأسئلة حول ظروف وتداعيات قرار حظر الحركة الإسلامية خاصة وأنه استند إلى الكثير من الوثائق والتصريحات لمسؤولين إسرائيليين ولباحثين وصحافيين أصحاب تأثير على الملعب السياسي، لكن البحث يمثل قاعدة انطلاق لمزيد من الدراسات أجزم أنها لن تكون أقل من رسائل دكتوراه كثيرة”.

كذلك قدّم للكتاب، الباحث في العلوم السياسية، د. مهند مصطفى، مدير عام مركز مدى الكرمل، ومما جاء في تقديمه: “في هذا الكتاب الهام، يقدم لنا الباحث الواعد ساهر غزاوي توثيقًا هامًا لهذه الفترة، ويستعرض السجالات حول حظر الحركة الإسلامية. وهو كتاب لا غنى عنه لفهم ما جرى قبل الحظر وبعده. ويوثق هذه المسألة بكل تفاصيلها، فهو عمل مبارك وهام جدًا، ومكتوب بطريقة منهجية، حرص فيها الكاتب على الكتابة البحثية وفق أصولها العلمية، باذلًا فيه جهدًا كبيرًا في تجميع المعلومات من مصادر مختلفة، وترتيبها وتحليلها. فنبارك للزميل ساهر على هذا الجهد الهام بحثيًا ووطنيًا، ونسأل الله أن يجزيه الخير على هذا العمل”.

في حديثه إلى صحيفة “المدينة” حول الكتاب، يقول الزميل ساهر غزاوي: “في العام الماضي، أثناء دراستي في جامعة حيفا للحصول على اللقب الثاني في العلوم السياسية، توجه لي بشكل شخصي المحاضر البروفيسور أسعد غانم لكتابة وظيفة بحثية (سمنريون) عن حظر الحركة الإسلامية وتحديدًا عن النقاش الإسرائيلي وكيف تم حسمه لصالح قرار الحظر. عندها بدأت بجمع وترتيب المصادر. وقد زودني وقتها الأستاذ الإعلامي حامد اغبارية بعدد لا بأس من المصادر بعدة لغات كان قد جمعها سابقًا، قدمت الوظيفة وحصلت على علامة ممتازة لإجاباتي على سؤال البحث كما يجب. لكن الأمر لم ينته هنا، إنما كانت هذه البداية لتتبلور الفكرة إلى ما هو أكبر وأشمل من هذه الوظيفة الجامعية المختصرة التي لا تتعدى 20 صفحة”.

 

ساهر غزاوي
ساهر غزاوي

المدينة: كيف خرجت الفكرة إلى النور؟

غزاوي: بعد أن وجدت بين يدي مصادر لمادة دسمة تصلح أن تكون كتابا ودراسة شاملة، قمت بجمع ما لا يقل عن 50 مصدرًا في اللغات الثلاث (العربية، الإنجليزية، العبرية) هذا عدا عن المصادر الأخرى التي جمعتها أثناء الكتابة والتأليف. وقد خرجت الفكرة إلى النور بعد أن أنهيت التعليم في جامعة حيفا وسلمت كل الوظائف والمهام الدراسية المطلوبة مني. وقمت بعرضها على الزميليّن عبد الإله المعلواني وطه اغبارية في بداية الأمر اللذين باركا الفكرة وشجعاني كثيرًا على المضي في إنجاز هذا المشروع، ثم عرضتها على الدكتور مهند مصطفى الذي بارك بدوره فكرة الكتاب وقدم لي استشارات وتوجيهات أكاديمية في مراحل كثيرة من الكتابة والتأليف، ولهم مني جميعًا جزيل الشكر والعرفان.

 

المدينة: أهمية هذا الكتاب باعتقادك؟

غزاوي: تأتي أهمية هذا الكتاب من أهمية العنوان (مقاربات إسرائيلية لحظر الحركة الإسلامية) الذي يتناول النقاشات والسجالات الإسرائيلية حول حظر الحركة الإسلامية لنحو عشرين عامًا، وتأتي أهميته لأنه يوثق مرحلة تاريخية هامة لأكثر من ربع قرن من الزمن، ما جرى قبل وبعد الحظر، بكل تفاصيلها من خلال الوثائق والتصريحات لمسؤولين سياسيين إسرائيليين وإعلاميين وباحثين أكاديميين.

 

المدينة: مصاعب واجهتك خلال إعداد الكتاب؟

غزاوي: لا أبالغ إن قلت إن من أجمل الأوقات التي قضيتها في حياتي وأسعدها هي التي كانت خلال اعدادي للكتاب بكل تفاصيله، خاصة وأنني أشعر بالقيام بمهمة لم يطلبها مني أحد، بل هي مبادرة من تلقاء نفسي بدافع المسؤولية والواجب الذي أؤمن به، وبشعوري بأنني أستطيع أن أقدم ما أستطيع أن أقدمه لحاضر ومستقبل المجتمع عمومًا وللمشروع الإسلامي خصوصًا من خلال هذا الكتاب، هذا فضلًا على أن البحث والقراءة والكتابة لها طعم ومذاق خاص على لسان من صبر واصطبر على طلب العلم وحرص على تحصيله، وأمام هذا كله تتذلل الصعاب وتواجه التحديات بالتوكل على الله. غير أن أكبر تحدٍ بالنسبة لي كان تخصيص الوقت الكافي لإنجاز الكتاب بسبب التزامات العمل والبيت والمجتمع عامة، لذلك في أحيان كثيرة كنت أضطر لتخصيص وقت في ساعات الليل المتأخرة وفي أحيان أخرى أبدأ من بعد صلاة الفجر لحين بدء ساعات دوام العمل.

 

المدينة: لماذا اخترت هذا العنوان؟ وماذا يعني “مقاربات”؟

غزاوي: “مقاربات” مصطلح أكاديمي في العلوم السياسية ومعناه توجهات تحليلية ذات بعد تاريخي وراهن ومستقبلي وأطار تحليلي لظاهرة معينة في سياقها التاريخي والحاضر ومحاولة استشراف مستقبلها. وهذا المصطلح يعكس الطريقة المنهجية لتأليف الكتاب وفق الأصول العلمية المتعارف عليها أكاديميًا، وهذا ما حاولت إظهاره في هذا الكتاب من خلال النقاشات والسجالات الإسرائيلية حول حظر الحركة الإسلامية.

 

المدينة: من خلال مقارباتك، هناك سؤال طُرح كثيرًا في أوساط عدة لا سيما في أوساط أبناء المشروع الإسلامي نفسه، هل كان بالإمكان تفادي قرار الحظر الظالم؟ 

غزاوي: هذا السؤال مهم جدًا ويُعذر سائله، لأن سلسلة ملاحقة المؤسسة الإسرائيلية للحركة الإسلامية على مدار عشرين عامًا والتي تضمنت أيضًا محاولات الإغراء إن كانت في الترغيب أو الترهيب والتهديد للتوصل لتفاهمات مع الحركة لتتحول عن أجندتها السياسية وتتنازل عن مواقفها الثابتة التي كلها باءت بالفشل. هذه المعلومات والتفاصيل لا يعلمها ولا يدركها الجميع، لذلك أنا على قناعة تامة أن أي شخص متجرد من المواقف والآراء المُسبقة والمناوئة للحركة الإسلامية بعد أن ينتهي من قراءة هذا الكتاب ويقف عند التفاصيل التي ذكرتها في عدة فصول، سيجد الجواب الشافي والمقنع أن قرار الحظر لم يكن سوى مسألة وقت.

 

المدينة: لمحة سريعة عن هذه المسالة تحديدا؟

غزاوي: في اعتقادي أنه لم يكن بالإمكان تفادي قرار الحظر، لأن قناعة إسرائيلية تولدت بضرورة حظر الحركة الإسلامية ونزع الشرعية القانونية عنها في مرحلة مبكرة جدًا، وخاصة منذ العام 1996 عندما حدث الانشقاق وقررت الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح السير في طريق خارج إطار اللعبة السياسية الإسرائيلية وطرحت بعدها فكرة مشروع “المجتمع العصامي”، وقد أبدت السلطات الإسرائيلية حساسية شديدة تجاه هذا المشروع واعتبرت الحركة الإسلامية تشكل تهديدًا إستراتيجيًا على كيّانها ومستقبل مشروعها الصهيوني.

 

المدينة: إلى من تهدي هذا الكتاب؟

غزاوي: أهدي هذا الكتاب إلى روح أبي رحمه الله تعالى وإلى أمي أطال الله في عمرها وإلى زوجتي العزيزة التي وفرت لي كل وسائل الراحة النفسية والدعم المعنوي حتى أنجزت هذا الكتاب، وإلى أولادي وبناتي الأربعة، وأهدي هذا الكتاب إلى الشيخين الجبلين الراسخين الثابتين اللذين لم يبدلا ولم يغيرا مواقفهما وحافظا على نقاء وصفاء المشروع الإسلامي رغم ما تعرضا له من ملاحقات وتضييقات على طول مسيرتهما الدعوية، الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال خطيب، وأهديه إلى أبناء مجتمعنا وشعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وإلى أمتنا العربية والإسلامية.

 

نبذة عن مؤلف الكتاب

ساهر فوزي غزاوي، كاتب وصحافي في صحيفة “المدينة” وموقع “موطني 48”. من مواليد مدينة الناصرة عام 1978. حاصل على اللقب الأول (بكالوريوس) في العلوم الاجتماعية والإنسانية (دراسات الشرق الأوسط) من الجامعة المفتوحة. واللقب الثاني (ماجستير) في العلوم السياسية (السياسة في الشرق الأوسط في العصر الحديث) من جامعة حيفا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى