أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

الخلفيات الحقيقية لاجتماع شرم الشيخ.. ماذا يريد بينيت من السيسي؟

الإعلامي أحمد حازم

الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت لمصر في الثالث عشر من شهر سبتمبر/ أيلول الحالي، للقاء عبد الفتاح السيسي في منتجعه في شرم الشيخ، كانت تحمل في طياتها قضايا معلنة وأخرى غير معلنة. وكالعادة، تم الحديث عن زيارة ودّية، رغم أن هذه الزيارة لم تستغرق سوى ساعات قليلة جدا عاد بعدها الزائر في نفس اليوم إلى تل أبيب.

على ذمة بينيت، كان الاجتماع مع السيسي “مهما وجيدا للغاية”، لكنه لم يتحدث أبدًا عن هذه الأهمية ولماذا كان الاجتماع جيدًا. حتى أن السيسي، لم يتحدث عن ذلك لكنه أكد على ضرورة دعم حل الدولتين وجهود القاهرة لإعادة إعمار المناطق الفلسطينية.

لست أدري إذا كان السيسي الذي اغتصب الحكم من الراحل الدكتور محمد مرسي يعرف المثل الفلسطيني “خض المي هي مي” بمعنى أن التصريحات لا تجدي نفعًا إذا لم تكن مرفقة بأفعال. بينيت قالها صراحة للرئيس الأمريكي بايدن خلال زيارته الأخيرة لواشنطن الشهر الماضي، ويقولها دائما في تصريحاته في إسرائيل: لا لحل الدولتين ولا للمفاوضات وحتى لا للقاء مع عباس. فماذا يريد السيسي بعد؟

هذا موقف بينيت رئيس الحكومة الإسرائيلية وهو رئيس حزب يميني تولى السلطة في يونيو/ حزيران الماضي ضمن ائتلاف شاركت فيه القائمة العربية الموحدة (الجناح السياسي للحركة الإسلامية الجنوبية) وهي التي كانت سببًا في نجاح هذا اليميني العنصري.

الزيارة لم تكن بمبادرة من بينيت، بل كانت بدعوة من عبد الفتاح السيسي، وعلى الأكثر ليتعرف عن قرب على رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد، ليضعا معًا خططًا مستقبلية (؟!). ويبدو أن السيسي قد مهّد لهذه الزيارة بالتشاور مع الأصدقاء أولًا، وعلى طريقة “الصديق وقت الضيق”. فقد وجّه السيسي دعوة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني واستقبلهما للبحث في تطور الأوضاع في المنطقة. وعلى الأكثر فإن هذا اللقاء كان أيضًا تهيئة للتشاور حول اللقاء بين السيسي وبينيت.

المتحدث باسم السلطات المصرية بسام راضي، أوضح أن المحادثات تناولت “تطورات العلاقات الثنائية ودعم مصر لكافة جهود تحقيق السلام الشامل بالشرق الأوسط، استنادا إلى حل الدولتين وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية في مختلف المجالات، فضلًا عن مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية”. ويبدو أن الإثنين (السيسي وبينيت) يكذبان على بعضهما البعض وعلى شعبيهما أيضًا، فيما يتعلق بالسلام وقرارات الشرعية الدولية، وقد يكونا صادقين في موضوع تطور العلاقات الثنائية فقط. فعن أي سلام يتحدثون ما دام بينيت أعلن بصراحة عن موقفه الرافض لكل عملية سلام؟! وعن أية شرعية يتحدثون ما دامت إسرائيل ترفض كافة قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية؟

محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين انهارت في العام 2014 واحتمالات استئنافها ضئيلة للغاية، خصوصا أن نفتالي بينيت اليميني القومي يرفض قيام دولة فلسطينية، ولكن ما الذي يريده بينيت من السيسي. القناة التلفزيونية العبرية 12 ذكرت “أنّ بينيت طلب من السيسي إيصال رسالة تهديد إلى حركة حماس، تقول إنّ إسرائيل لن تتحمّل بعد الآن ضرب عمق الدولة العبريّة بالصواريخ، وأنّها ستقوم بحملةٍ قويّةٍ لتدمير البنية التحتيّة لحركة حماس، وأنها مُستعدّةً للقيام بعمليةٍ عسكريّةٍ ضدّ حماس في قطاع غزّة، في حال قيام الأخيرة بإطلاق الصواريخ باتجاه العمق الإسرائيلي.

من جهة ثانية وفي السياق نفسه، تحدث وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الأحد الماضي، عن أهمية الدور المصري في معرض طرحه خطة لتنمية غزة تستهدف تحسين حياة المواطنين في القطاع مقابل أمن إسرائيل. وقال لبيد “لن يحدث ذلك بدون دعم وانخراط شركائنا المصريّين، وبدون قدرتهم على التحدّث مع جميع الأطراف المعنيّين”.

وتجدر الإشارة إلى أن آخر اجتماع جرى بين رئيس حكومة إسرائيلي ورئيس للنظام المصري كان في العام 2011 أي قبل عشر سنوات، حيث التقى وقتها نتنياهو مع حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ قبل حوالي شهر من الإطاحة به.

إذًا، زيارة بينيت لمصر تتلخص في أربعة أمور: إيصال رسالة تهديد لحركة حماس، تطوير العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل والتركيز عليها، وفض حل الدولتين ومفاوضات السلام مع الفلسطينيين، والوضع في غزة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى