أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

ترقب وهدوء في درعا البلد بانتظار تطبيق الاتفاق الجديد

يسود هدوء تام في درعا البلد منذ عصر أمس الثلاثاء، وسط ترقب من أهالي المنطقة لتنفيذ بنود الاتفاق الأخير بشأن المنطقة، الذي من المفترض أن يؤدي إلى تهجير مجموعة من الأشخاص الرافضين لإجراء تسوية ومصالحة مع النظام السوري، مقابل سحب النظام للمليشيات التابعة لـ”الفرقة الرابعة” من محيط درعا.

وبحسب ما أفادت به مصادر لـ”العربي الجديد”، فإن الاتفاق الجديد يتقاطع في بنوده مع “خريطة الطريق الروسية” التي كانت قد طرحتها روسيا على اللجان المركزية سابقاً، والتي تنصّ على تهجير رافضي التسوية، وتسليم السلاح الفردي، وعودة مؤسسات النظام للعمل في المنطقة.

من جهتها، زعمت صحيفة “الوطن” التابعة للنظام السوري، أن الاتفاق الأخير هو ذاته خريطة الطريق التي طرحها النظام السوري سابقاً، والتي تتضمن جمع كل السلاح الموجود لدى المسلحين وترحيل الرافضين لها، وتسوية أوضاع الراغبين منهم، وإجبار متزعمي المسلحين على تسليم سلاحهم الخفيف والمتوسط والثقيل، ودخول قوات النظام إلى كل المناطق التي ينتشر فيها “إرهابيون”، والتفتيش على السلاح والذخيرة، وعودة مؤسسات الدولة إلى كل المناطق، ورفع “علم الجمهورية العربية السورية” فيها.

وقال الناشط محمد الحوراني إن الاجتماع الأخير من جولة التفاوض حضره وزير دفاع النظام علي أيوب، وقائد القوات الروسية الجنرال أندريه، إضافة إلى مسؤولين أمنيين في النظام، وممثلين عن اللواء الثامن في الفيلق الخامس المدعوم من روسيا، وممثلين عن اللجان المركزية في درعا.

وبحسب الناشط، فقد جاء الاجتماع بطلب من وجهاء درعا وعشائرها وقياديين في اللواء الثامن، بهدف إنهاء حالة التصعيد التي لجأ إليها النظام أخيراً، والتي من شأنها تدمير المنطقة وتهجير سكانها في النهاية.

ومن أبرز بنود الاتفاق الذي لم يُعلَن رسمياً حتى الآن، تسليم سلاح مجموعة من الأفراد، وتهجير الرافضين للاتفاق نحو الشمال السوري، وإجراء تسويات لعدد من المطلوبين، وسحب قوات الفرقة الرابعة والمليشيات التابعة للنظام من محيط درعا، بالإضافة إلى إنشاء نقاط مشتركة بين قوات النظام والفيلق الثامن برعاية روسية في درعا البلد.

ومن المفترض أن يبدأ تنفيذ الاتفاق صباح اليوم الأربعاء، ولمدة ثلاثة أيام، في ظل وقف إطلاق نار من قوات النظام بهدف السماح بتنفيذ الاتفاق.

وبحسب المصادر، يفترض الاتفاق دخول دورية من الشرطة العسكرية الروسية إلى درعا البلد مع مجموعة من عناصر “اللواء الثامن” من أبناء محافظة درعا تحديداً، وتثبيت نقطة عسكرية في المنطقة، وهي ستكون مرحلة لتثبيت وقف إطلاق النار، ثم تليها عملية تسليم سلاح مجموعة من الأفراد وتسوية أوضاعهم، ونقل من يرفض التسوية إلى الشمال.

ومن المفترض بعد ذلك أن يسحب النظام مباشرة كلّ التعزيزات العسكرية التي جلبها أخيراً إلى درعا، إضافة إلى سحب المليشيات التي تتبع لـ”الفرقة الرابعة”، والتي يرفض الأهالي وجودها، لكونها تخضع للنفوذ الإيراني، يليها بعد ذلك تثبيت نقاط عسكرية مشتركة بين فرع الأمن العسكري التابع للنظام و”اللواء الثامن” المدعوم من روسيا.

من جانبها، أعلنت واشنطن إدانتها للانتهاكات التي يقوم بها النظام السوري في درعا. ونشر حساب السفارة الأميركية في دمشق على “فيسبوك” تصريحاً جاء فيه: “ندين هجوم نظام الأسد الوحشي على درعا، الذي أدى إلى مقتل مدنيين وتشريد الآلاف ونقص في الغذاء والدواء. تدعو الولايات المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار وحرية الدخول من دون عوائق للأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإنسانية.”

وتحاصر قوات النظام السوري منذ قرابة 70 يوماً درعا البلد، وبدأت صباح أمس حملة تصعيد عنيفة توقفت مع عقد جولة جديدة من التفاوض بهدف إنهاء ملف المنطقة، وكانت اللجنة المركزية لدرعا قد رفضت الخضوع لشروط النظام السوري التي تسعى إلى تهجير سكان المنطقة، وفرض الاعتراف بـ “شرعية انتخاب بشار الأسد”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى