بعد سلسلة الاحتجاجات: إرجاء بحث المخطط الذي يستهدف المسجد الأبيض في حيفا مؤقتا

أكدت لجنة متولي وقف الاستقلال في حيفا في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أنه في أعقاب الاحتجاج ضد إقامة مبنى يشمل 27 طابقا، بمحاذاة المسجد الصغير الأبيض (مسجد السوق)، تم إزالة المخطط عن طاولة البحث في لجنة التخطيط التابعة لبلدية حيفا بشكل مؤقت، حتى يتم دراسة تأثيره على المسجد.

وقالت إنه جرى اتخاذ أعضاء لجنة التخطيط والبناء البلدية هذا القرار على ضوء أهمية وحساسية المشروع، وبهدف فحص التخطيط مع طواقم العمل في البلدية مع المسؤولين عن الوقف في حيفا.

ويهدف المخطط إلى إقامة مبنى للسكن والفنادق والتجارة والمكاتب وبناء 258 وحدة سكنية بعنوان “عمارة المتحف – حيفا” وهو بمبادرة شركات ربحية خاصة باسم “متحف حيفا د.ر. ليميتيد، نفطالي شتيتسر، شنهاف إس متحف حيفا، شنهاف أر متحف حيفا، شركة بن كيما للاستثمار”.

وتجدر الإشارة إلى أن المخطط هو مخطط قديم – جديد، إذ صودق المخطط الأول عام 1985 والذي يتيح إقامة 27 طابق كمبنى مكاتب حكومية ومكاتب اتصالات على يد “ماعاتس” على الأرض المحاذية للمسجد والذي لم يتم تنفيذه حتى اليوم بل أقيم مبنى لشركة بيزك والبريد و4 طوابق تحت الأرض لركن السيارات. فجاء المخطط الجديد الحالي الذي تتم مناقشة إيداعه مؤخرًا، بهدف تغيير الاستخدامات في المخطط القديم المصادق عليه عام 1985 إلى استخدامات السكن والتجارة والمكاتب وتشييد مصف السيارات تحت الأرض. يهدف المخطط الجديد تحويل المخطط القديم إلى مشروع ربحي له منطق اقتصادي لتشجيع الشركات من البناء.

واعترضت لجنة متولي وقف الاستقلال على التخطيط، بسبب خشيتها من تأثير أي بناء بجانب المسجد وأي أعمال بناء تحت وفوق الأرض على المسجد الصغير (مسجد السوق) لحساسيته وأهميته التاريخية والمعمارية مطالبين تنسيق التخطيط مع المسؤولين في الوقف والتأكد من عدم المسّ في المسجد وأساساته.

وتجدر الإشارة إلى أن طواقم أقسام الهندسة والتخطيط في البلدية قد اعترضت على زيادة حجم البناء عن المخطط القديم وأيضا على طريقة دخول السيارات إلى المصف القديم تحت الأرض من الساحة المحاذية للمسجد مؤكدة أهمية فحص تشييد المصف وتخطيط حركة السيارات بطريقة لا تمس في المسجد. وبالإضافة طالبت أقسام الهندسة من الشركات المحافظة على المسجد والالتزام ببعد 9 متر عنه حتى لا يتم المساس به بشكل مباشر.

ونشير إلى أن المسجد الصغير (مسجد السوق) تأسس على يد الظاهر عمر عام 1761 ويعتبر من أقدم المقدّسات في حيفا، تم هدم جزء منه بعد النكبة وفِي عام 1974 على يد جرافات دائرة أراضي اسرائيل ولولا تدخل الأهالي آنذاك لتم هدم المسجد بأكمله.

ومن الجدير ذكره، أنه في حال بقي المخطط القديم ساري المفعول يصعب على الشركات الخاصة الاستفادة ربحيًا من المشروع وتنفيذ التخطيط واستنفاذ حقوق البناء المتاحة، لذا قدمت مخططا جديدا لتغيير الاستخدامات في الأرض حتى يتحول المشروع الى ربحي واقتصادي يمكن تنفيذه.

وأكدت لجنة متولي وقف الاستقلال أن هناك تفاصيل قانونية وتخطيطية معقدة ستتم دراسة كافة جوانبها بشكل معمق من خلال مجموعة من المهندسين والمخططين والمحامين لصيانة الوقف وحماية المسجد الصغير (مسجد السوق)، وسيتم نشر كافة التفاصيل للجمهور.