أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

تراكتورون/ دبّاب: لعبة ممتعة أم أداة خطرة؟

عائشة حجار

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة استخدام الاطفال للمركبات الكهربائية وخاصة ما يعرف بالـ “دبّاب”، حيث يُستخدم كوسيلة نقل داخل البلدة وبين البلدان احيانًا. ويتعامل البعض مع هذه المركبات على أنها جزء من ألعاب ابنائهم كما يقول “د” (الاسم محفوظ في التحرير) والد طفل (11 عامًا): “اشتريت لابني هذا الدبّاب لأنه كان يشعر بالنقص بين أصدقائه، فكلهم لديهم دراجات كهربائية وأنواع أخرى من المركبات يخرجون للتنزه فيها. هذه المركبات من جهتي مثلها مثل الدراجة العادية فيها المخاطر ومن المهم الحذر وتدريب الأولاد على استخدامها”.

ويضيف لـ “المدينة”: “صحيح أنّ سعر الدبّاب مرتفع قليلًا لكن أنا مستعد لدفع كل المال لكي أرى ابتسامة ابني بين أصدقائه”. ويؤكد: “أنا اهتم بأن يضع ابني الخوذة ويخبرني كلما استخدم الدباب، اعلم اين هو في كل لحظة واهتم بأن لا يتصرف بأي شكل خطر، وأنصح كل الاهالي أن يفعلوا ذلك ويهتموا بحماية أطفالهم وإسعادهم”.

 

ذر الغفاري، صاحب محل العاب:  “لا يمكنني أن أتحكم في طريقة استخدام هذه السلع”

يوضح السيد ذر الغفاري، صاحب محل “الغفاري” للألعاب في أم الفحم، لـ “المدينة”، أن: “أي غرض نبيعه يخضع للرقابة وشروط الجودة، وكل الألعاب ومنها المركبات الكهربائية هي ألعاب مصادق عليها من معهد المواصفات ولذلك يسمح لنا ببيعها”.    كما يشير إلى الحاجة التي أدّت إلى تواجد هذه المركبات في الأسواق حيث أن: “الألعاب الكهربائية والصغيرة ملائمة للأجيال الصغيرة، بينما هنالك ألعاب للأجيال الأكبر سنًا، المشكلة كانت أن بعض الأولاد بين جيل 10 حتى 14 عاما لا يوجد مركبات تلائمهم وهذا النوع من المركبات الكهربائية يناسب جيلهم” ويؤكد الغفاري انه كصاحب محل يتعامل مع تجارة هذا النوع من المركبات بمسؤولية عالية: “أنا أبيع الألعاب التي تناسب الطفل، نشدد وننصح على عدم بيع مركبة لطفل لم يبلغ الجيل المناسب لقيادتها، لكن لا يمكنني أن أتحكم بطريقة استخدامهم للعبة”.

ويضيف: “إذا استخدم الأولاد هذه المركبات بشكل حذر وفقًا للقوانين ومع ارتداء خوذة والأهم بمرافقة الأهل فإنها ليست خطرة أبدًا، لكن البعض يستخدم المركبات بشكل خطر أو منافٍ للقوانين، وهذا ليس أمرًا نتحمل مسؤوليته، فانا كتاجر ألعاب أوفر هذه السلع ولا يمكنني أن أتحكم في طريقة استخدامها والمسؤولية تقع على الاهالي فقط”.                                                   وأضاف الغفاري: “ما نراه من تصرفات خطرة ليس فقط بسبب اللعبة بل بسبب الظروف التي نعيشها، فالبنى التحتية لدينا سيئة ومعدومة أحيانًا، نحن بحاجة إلى ساحات لكننا نرى انها قليلة جدًا وحتى الساحات لا تستغل للعب الأولاد. السلطات المحلية والشرطة البلدية ايضًا تتحمل جزءًا من المسؤولية، فانعدام القوانين بهذا الشأن يزيد من الخطر والاهتمام بمنع الظواهر الخطيرة بشكل عام هو من مسؤولياتهم”.

 

د. موسى طوطح: “أرى أبنائي في كل طفل من الأطفال المصابين”

أمّا الطبيب موسى طوطح، جراح أطفال في مستشفى “شنايدر” للأطفال تحدث لـ “المدينة” عن خطورة المركبات الكهربائية على الاطفال واختلاف الإصابات التي تسببها حوادث الدبّاب عن حوادث السير الأخرى فيقول: “في الدباب لا يوجد حماية من أي نوع تقريبًا، كما أن سرعته تؤدي إلى قذف الطفل وخاصة عندما لا يتم وضع حزام الامان والخوذة، لذلك نجد إصابات في أماكن متفرقة من الجسد مثل العامود الفقري والبطن”.

ويضيف “لا بد أن ننتبه أنّ مبنى جسد الطفل يختلف عن الشخص البالغ، ولذلك ففي هذه الحوادث إصابات الأطفال أصعب بكثير وقد تكون خطرة. الاطفال يهلعون عند الاصابة ولا يعلمون ماذا يجب عليهم فعله، فيؤدي هذا الخوف الى تصرفات تؤذيهم، بالإضافة الى توزيع الدم في الجسم بشكل مختلف وتركيزه في الاعضاء الكبيرة، وهو أمر قد يزيد النزيف ويشكل خطرًا على الحياة”.

د. موسى طوطح
د. موسى طوطح

كما يستذكر د. طوطح تجربته مع إصابات حوادث المركبات الكهربائية لدى الاطفال: “عملت في عدة مستشفيات، وعندما عملت في مستشفى سوروكا كنا نرى حالات أكثر، وأحدها أثر بي جدًا لطفل عمره 17 عامًا من بئر السبع سقط عن مركبة كهربائية وأصيب في البطن، وصل إلينا بإصابة جدية في الكبد واضطررنا الى إجراء عدة عمليات إحداها عملية مركبة جدًا لمنع تسرب عصارة المرارة، لا نجريها عادةً للأطفال. في النهاية عاد هذا الفتى سليمًا إلى بيته لكن أي تأخير في إسعافه كان يمكن أن يغير نهاية قصته. في المقابل وصلتنا مرّة فتاة مصابة بحادث دباب أدى إلى شلل رباعي لديها، ماذا تعني إصابة كهذه لفتاة في مقتبل العمر؟ هذا يمكن أن ينهي حياتها! وهنا أود أن أذكر أن معظم الحوادث تحصل في أماكن بعيدة وتؤخر الإسعاف، وهذا خطر حقيقي على الحياة، وهناك أطفال فقدناهم في مثل هذه الحوادث”. ويؤكد كذلك: “نحن دومًا قلقون من هذه الظاهرة ونتوقع وصول حالات طارئة بسبب حوادث المركبات الكهربائية في أي وقت”.

وحول رأيه في ظاهرة اقتناء مثل هذه المركبات للأطفال يقول د. طوطح: “عندما يصل إلى المستشفى أطفال مصابون أرى أطفالي فيهم، ففي وقت العمل يغيب الطبيب مشاعره لكي يركز على رعاية المصاب، لكن عندما أنهي المناوبة ترافقني هذه المشاهد وأفكر في أطفالي، لذلك فأنا أصلي لكي لا يصل إلي أي طفل مصاب بحادث كان يمكن منعه”.

ويناشد د. طوطح بـ “منع هذه الحوادث فهذا أهم ما في الأمر، لا بد من نشر الوعي حول الحفاظ على سلامة أطفالنا ومسؤوليتنا تجاه الاطفال فهم أغلى ما لدينا”.

 

جمعية “ضوء أخضر”: حان الوقت لتغيير الصورة

في تعقيب لجمعية “ضوء أخضر” للأمان على الطرق جاء فيه: “دولة اسرائيل تتبوأ المرتبة الأولى من حيث نسبة الأطفال القتلى في حوادث الطرق بين دول الـ OECD وحان الوقت ليعمل كل من وزارة المواصلات والأمان على الطرق، الشرطة والسلطات المحلية لتغيير هذه الصورة البائسة. إن ظاهرة الأطفال الذين يتجولون بواسطة الدباب والدراجات النارية داخل وبين المدن خطرة وقد تؤدي إلى كارثة، ففي اللحظة التي يسافر فيها طفل في الشارع يتحول إلى قنبلة موقوتة، إنه لا يعرف قوانين السير وليس لديه الخبرة في التعامل مع الحالات المختلفة على الشارع. على وزارة المواصلات أن تزيد التوعية في هذا الشأن وقوننته، وعلى الشرطة أن تعمل على تنفيذ القانون. فقط العمل المركز على هذه الظاهرة يمكن أن يوقف الإصابة القادمة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى