الاحتجاجات بالضفة تقلق المؤسسة الإسرائيلية والسلطة نسقت مع جيش الاحتلال للوصول إلى “بنات”

تطرقت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم الاثنين، للاحتجاجات التي تشهدها مدن الضفة لليوم الثالث على التوالي بعد اغتيال الناشط السياسي نزار بنات.
وأشارت إلى أن “هذه الاحتجاجات لم يسبق لها مثيل منذ سنوات لاسيما وأنها ناتج عن تراكم الغضب والاحتقار الشعبي لسياسات السلطة وفسادها وتعاونها الأمني مع إسرائيل”.
وقال أوهد حمو مراسل القناة 12 العبرية إن “هذه الاحتجاجات تمثل نقطة تحول كبيرة وذروة لم يسبق لها مثيل، تشارك فيها جميع الفئات السكانية دون تمييز”.
وأضاف أن المسيرات “تجسد حالة الغليان والاحتقار للسلطة ودليل على عدم قدرة الشارع الفلسطيني تحملها والسكوت عن فسادها وسياستها الديكتاتورية واستمرارها في التنسيق الأمني الذي يعتبر ضمان لبقاء الاحتلال”، لافتا إلى ان هذه الظاهرة تفاقمت بعد إلغاء الانتخابات واغتيال نزار بنات الذي دفع حياته ثمن معارضته للسلطة.
وفيما يتعلق باغتيال بنات فقد كشف حمو أن “الوصول إلى المنزل الذي اختبأ فيه نزار بنات تم بالتنسيق بين أجهزة أمن السلطة والجيش الإسرائيلي الذي سمح لها بالدخول إلى المنطقة التي تخضع لسيطرته الأمنية في جنح الظلام”.
وبين أن عناصر أمن السلطة دخلوا إلى منزل نزار بنات بأعداد كبيرة وفاجأوه اثناء نومه ووجهوا له ضربات قاسية في جميع انحاء جسده بالعصى والقضبان الحديدية لمدة طويلة أحدثت نزيف داخلي أدى إلى وفاته.
أما مراسل يديعوت ليئور ليفي فقد أشار إلى ان السلطة قامت باعتقال نزار بنات عدة مرات لكنها لم تجد مبرر لتوجيه تهمة لمحاكمته وأطلقت سراحه؛ لذلك لجأت إلى تهديده وإطلاق النار على منزله؛ ما دفعه للهروب إلى المنطقة التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية على أمل ألا تتمكن أجهزة امن السلطة الوصول إليه؛ لكنهم فاجأوه وقاموا بضربه بقوة وقسوة على مدار ثماني دقائق متواصلة دون توقف – واصفا ما حدث بأنه “يشبه الأساليب التي تتبعها المافيا”.
وأضاف: الاحتجاجات التي شهدتها المدن الفلسطينية لم يسبق لها مثيل وقد استخدمت السلطة أجهزتها الأمنية ووحدات المستعربين لتفريقها؛ بل انهم اقتحموا المستشفيات للاعتداء على المصابين والصحفيين.
وتابع: اغتيال بنات مثل صاعق لتفجير غضب الشارع الفلسطيني المتراكم ضد السلطة وفسادها وهو ما يفسر استمرار الاحتجاجات غير المسبوقة لاسيما وان الحديث يدور عن شخصية عادية عبرت عن رأيها ورأي الشارع الفلسطيني.
وأشار إلى أن استمرار الاحتجاجات يخالف توقعات أجهزة أمن السلطة التي اعتقدت في بداية الأمر ان الأمر سينتهي بعد يوم أو يومين، وها هي الآن تبحث عن حل لإنهاء هذا الملف وأعلنت عن تشكيل لجنة تحقيق لامتصاص غضب الشارع والبحث عن كبش فداء لتحميله المسئولية عن اغتيال بنات.
ليفي وصف المرحلة التي تمر بها السلطة بأنها حرجة ومفصلية وهناك خشية من استمرار الاحتجاجات وما قد يترتب عليها من خطر على أمنها واستقرارها، منوها إلى أن السلطات الاسرائيلية تشعر بالقلق وتتابع تطورات الاحداث عن كثب؛ لان عدم استقرار الضفة يمثل اخبار سيئة لإسرائيل وسيؤثر على أمنها واستقرارها وستجد صعوبة في التعامل مع المظاهرات الشعبية والعمليات الفردية.

