القصف الإسرائيلي يتواصل على غزة ومنخفض جوي يغرق خيام النازحين ويعمّق الكارثة الإنسانية
يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه لمناطق متفرقة من قطاع غزة، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية بفعل منخفض جوي قوي مصحوب بأمطار غزيرة ورياح عاتية، ما زاد من معاناة مئات آلاف النازحين الذين يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية.
وأدت الأحوال الجوية القاسية إلى غرق آلاف خيام النازحين وتطاير عدد كبير منها في مناطق مختلفة من القطاع، الأمر الذي أجبر عائلات بأكملها، بينهم أطفال، على المبيت في العراء وسط طقس شديد البرودة. وفشلت محاولات تثبيت الخيام بسبب قوة الرياح التي وصلت سرعتها، بحسب التوقعات الجوية، إلى نحو 100 كيلومتر في الساعة.
وقالت بلدية غزة إن آلاف الأسر أصبحت دون مأوى بعد تضرر خيامها بشكل كامل، محذرة من تفاقم الكارثة الإنسانية، ودعت إلى ممارسة ضغوط عاجلة لفتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية ومستلزمات الإيواء والوقود.
وبحسب تقارير الدفاع المدني في غزة، أسفرت المنخفضات الجوية التي ضربت القطاع منذ ديسمبر/كانون الأول الجاري عن وفاة 17 فلسطينيا، بينهم 4 أطفال، كما تضرر أكثر من ربع مليون نازح من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في خيام وملاجئ مؤقتة لا توفر الحد الأدنى من الحماية. وأشارت الجهات المحلية إلى أن نحو 90% من مراكز الإيواء تعرضت للغرق أو أضرار جسيمة.
كما تسببت الأمطار والرياح بانهيار عدد من المباني السكنية المتضررة سابقا جراء القصف الإسرائيلي، في ظل لجوء فلسطينيين للسكن في منازل متصدعة وآيلة للسقوط نتيجة انعدام البدائل ومنع إدخال مواد البناء والبيوت المتنقلة.
وفي السياق السياسي، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتوجه الأحد إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث من المتوقع أن تبحث الزيارة سبل إنهاء الحرب على غزة، إلى جانب ملفات إقليمية أخرى.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو يعتزم إبلاغ الإدارة الأمريكية رفض حكومته الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة قبل نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين أفادت قناة “كان” الإسرائيلية بأن المحادثات قد تتناول مستقبل إدارة القطاع، وتشكيل حكومة تكنوقراط، وإنشاء قوة دولية، إضافة إلى انسحاب إسرائيلي جزئي.
وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات متزايدة من تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية والأمنية في قطاع غزة، في ظل استمرار القصف، وتشديد الحصار، وتأثير الأحوال الجوية القاسية على حياة السكان المنكوبين.


