أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

“الأقصى بستاهل أكثر من هيك”… خطيب الكمال بريء من تهم الاحتلال

الإعلامي أحمد حازم

في الـرابع عشر من شهر مايو/أيار الماضي، توجهت قوة من حرس الحدود والشرطة إلى بلدة كفر كنا وقامت باعتقال فضيلة الشيخ كمال خطيب من منزله بطريقة ترهيب ورعب. فقد كان بإمكان أصحاب قرار الاعتقال استدعاء فضيلة الشيخ بدون هذه القوة البوليسية الكبيرة.

جهاز الأمن العام “الشاباك” ادّعى في بيان له بأن اعتقال الشيخ جرى بسبب استمراره في تأجيج الأوضاع في باحات المسجد الأقصى المبارك، وتحريض المسلمين في مختلف انحاء البلاد، على الرغم من تحذيره من مغبة مواصلة نشاطاته غير الشرعية. هم يعرفون تمامًا أن ادّعاءهم كاذب وأنّ القضية ليست سوى ملاحقة سياسية. هم يحاكمونه على أفكاره وليس على أعماله. يريدون منعه حتى من التفكير بشعبه وأقصاه. هم يريدون إسكاته، لكن صاحب الحق لا يسكت لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس. فهم في الحقيقة الشياطين في ثياب بشر.

الدول التي تحترم نفسها وقوانينها تتعامل مع مواطنيها بالمساواة والعدالة وليس بالحقد والكراهية لفئة وبالميل بعنصرية لفئة أخرى. تصوروا أن المستوطن اليهودي اليميني المتطرف يرفع شعار “الموت للعرب” ويلقى حماية من الشرطة ولا يتعرض للتساؤل ولا لتوجيه تهم استخدام العنف والعنصرية والكراهية ولا يتم اعتقاله، بل تكريمه ولا يتم معاقبته حتى ولو بكلمات توبيخ بسيطة، رغم أن كافة القوانين تحرم استخدام التمييز العنصري ضد الآخرين.

وبالعكس من ذلك، فإن المواطن الفلسطيني الذي يدافع عن كرامته وكرامة مقدساته هو في نظر حكام بني صهيون داعم للإرهاب ويجوز اعتقاله ومحاكمته. والانكى من ذلك يقولون عن دولتهم بأنها ديمقراطية. فأين الديمقراطية واحترام القضاء في أجهزتهم ومحاكمهم؟ هل هي مثلًا في التمييز بين اليهودي وتفضيله على العربي؟ أم في اعتبار العرب درجة ثالثة ورابعة وأكثر من ذلك؟ “الميزان” هو شعار القضاء في العالم، لكن “ميزان” القضاء الإسرائيلي (مهنيا) مختلف تمامًا لأنه يميل إلى “قانون القومية”.

الأحداث الأخيرة التي جرت وتم اعتقال الشيخ وغيره من الشباب العرب بسببها، شارك فيها أيضًا شباب يهود مارسوا العنف بشتى الأشكال ضد الفلسطينيين، فلماذا لم يتم التعامل معهم مثل الشباب العرب؟ يعني العنصرية تمارس “على عينك يا تاجر” دون الأخذ بعين الاعتبار للرأي العام العالمي والقوانين الدولية، لأن اليهودي القادم من الشتات والغريب على هذه الأرض الفلسطينية أهم بكثير من كل قوانين العالم ومن أصحاب الأرض الحقيقيين.

وبالرغم من محاولات الشرطة تثبيت التهم الموجهة للشيخ كمال، بهدف إصدار حكم بالسجن عليه من خلال تمديد اعتقاله، إلا أن دفاع طاقم المحامين عن فضيلته كان أقوى من أكاذيبهم، لأن الحق أقوى من الباطل. فقد قررت المحكمة المركزية، الأحد إبعاد الشيخ كمال خطيب عن كفركنا لقرية العزير لمدة 45 يوما مع قيود معينة. قاضي المحكمة (عربي) استخدم ضميره القضائي ضمير العدالة، وأبى السكوت عن الحق الذي رآه أمامه واضحًا. فقد ردّ الطلب الذي قدّمته النيابة العامة لتأجيل الإفراج عن الشيخ وقرر الإفراج عنه الأحد دون تأخير أو تأجيل.

فضيلة الشيخ كمال معروف على الصعيد العربي محليًا وخارجيًا، والتهم الباطلة التي وجّهت إليه بعيدة كل البعد عنه أكثر من بعد السماء عن الأرض. لكن من غير المعقول أن يقتنع من احتل الأرض والوطن ببراءة إنسان نزيه شريف ووطني، لا همّ له في هذه الدنيا سوى مصالح شعبه و”أقصى الإسلام”. ولم أستغرب أبدا ما قاله الشيخ كمال في جلسة محاكمته الأربعاء الماضي: “نحن على العهد بإذن الله، المعنويات مرتفعة والأقصى يستحق أكثر من ذلك”.

ظهر الحق وزهق الباطل. خرج الشيخ من الاعتقال وهو مرفوع الرأس، فالله معه وشعبه معه والعالم الحر معه. لم يستطع كارهو نهج الشيخ كمال الإتيان ببرهان واحد على أنه “محرض”، لأن التحريض والعنف واستخدام الإرهاب لغة وفعلاً من صفات المحتل. وهل يوجد برهان على ذلك أكثر من يافطات “الموت للعرب”؟ أليس هذا هو التحريض بعينه؟ هؤلاء هم الذين يجب اعتقالهم ومحاسبتهم وليس رجل دين ورجل إصلاح مثل خطيب الكمال.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى