أخبار رئيسية إضافيةأخبار وتقاريرعرب ودوليومضات

دبلوماسية اللقاحات..وسيلة صينية لكسب ود النيبال

بينما تكافح النيبال للحصول على لقاحات كورونا وسط ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس، تدخلت الصين لتقديم المساعدة مستفيدة من انشغال منافسها الإقليمي (الهند) في مواجهة أزمتها الخاصة.

وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، الثلاثاء الماضي، عقب اتصال هاتفي مع نظيرته النيبالية بيدهيا ديفي بهانداري، تلقي بلاد الأخيرة، 800 ألف جرعة من أصل مليون من لقاح سينوفارم.

وتعرضت الحكومة النيبالية لضغوطات شعبية كبيرة لشراء اللقاحات بسبب النقص الحاد في الإمدادات الطبية، بما في ذلك الأكسجين الطبي، وانتشار النوع الجديد من فيروس كورونا في البلاد.

جاء ذلك بعد تعثر حملة التطعيم في النيبال إثر فشل معهد سيروم الهندي في تقديم مليون جرعة إضافية من لقاح أسترازينيكا/أكسفورد، المعروف محليًا باسم كوفيشيلد، بعد ارتفاع عدد الحالات في الهند وحظر المحكمة العليا بالبلاد تصدير اللقاحات.

تسبب هذا التعثر في ترك 1.4 ملايين شخص من كبار السن في البلاد، الذين تلقوا أول جرعة لكوفيشيلد قبل أشهر، في طي النسيان.

وعلى الرغم من أن الرئيسة النيبالية، بهانداري وجهت رسالة إلى نظيرها الهندي رام ناث كوفيند، لطب اللقاحات، إلا أن الصين، التي أرسلت في وقت سابق إمدادات طبية وأسطوانات أكسجين، أصبحت أول دولة تتعهد بتقديم اللقاحات للنيبال.

ـ دبلوماسية اللقاحات

في حين أن الجارتين العملاقتين للنيبال، الهند والصين، قد زودتا الدولة الفقيرة بجرعات منقذة للحياة، إلا أن ذلك قد أثبت أن دبلوماسية اللقاحات صعبة بالنسبة للنيبال.

وقال السفير الصيني لدى النيبال، هو يانكي، في مقابلة مع صحيفة “ريبابليكا” إن “هذه الإجراءات التي تم تنفيذها ستدعم بشكل فعال البلدان النامية في مكافحتها للوباء واستعادة التنمية الاقتصادية، وستوفر دفعة قوية لبناء مجتمع عالمي يوفر الصحة للجميع”.

فيما أوضح بورنا باسنت، رئيس تحرير “نيبال خبر”، وهي منصة رقمية ناطقة باللغة النيبالية، إن الحكومة تباطأت في عملية الشراء “لأنها كانت تحت ضغط الهند بعدم طلب المساعدة من الصين”.

وأضاف باسنت للأناضول: “كانت الصين حريصة على مساعدة النيبال في مجال اللقاحات، لكن الحكومة بدت مترددة في الاقتراب من جارها لأنها لا تريد إغضاب الهند”.

وبصرف النظر عن انتشار الموجة الثانية القاتلة من فيروس كورونا، كان اندفاع النيبال للحصول على اللقاحات ناجمًا أيضًا عن الحاجة الملحة لتطعيم شعبها، خاصة بعد أن دعت الحكومة إلى انتخابات منتصف المدة (انتخابات التجديد النصفي) في نوفمبر القادم.

وتعرضت الرئيسة بهانداري، التي تعلب دورًا تشريفيًا في الدولة، لانتقادات بسبب قيادتها لحملة التطعيم بدلاً من رئيس الوزراء كيه بي شارما أولي، الذي أتهم بالتقليل من تأثير الفيروس.

وقالت صحيفة “كانتيبور”، أكبر الصحف مبيعًا في البلاد، في مقالها الافتتاحي الجمعة الماضية: “هذا لا يشير فقط أن الرئيسة تسعى إلى أن يكون لها دور في شؤون الدولة، ولكن قد يعني أيضًا أنها تتخطى السلطة التنفيذية [الحكومة] التي تعد هي السلطة بموجب الدستور”.

من جانبه دافع تيكا داكال، المتحدث باسم بهانداري، عن هذه الخطوة قائلاً إن تدهور الوضع في النيبال يتطلب ذلك. وقال لموقع “نيبال لايف توداي”، منصة رقمية ناطقة باللغة الإنجليزية: “بالنسبة للرئيسة، يظل إنقاذ أرواح الناس من جائحة كورونا أولوية فردية قصوى. إنها قضية إنسانية ملحة بالنسبة لنا”.

وقال الصحفي باسنيت إن مبادرة الرئيسة كانت محاولة لإصلاح صورة الحكومة التي اتهمت بتقويض الدستور للبقاء في السلطة.

وأضاف: “إذا فشلت الحكومة في تطعيم ما لا يقل عن 10 ملايين شخص بحلول آب/أغسطس المقبل، حسب وعدها، فسيتعين عليها دفع ثمن باهظ”.

وتابع” “إذا نجحت في ذلك، ستكون الحكومة هي المستفيد الأكبر، لأن ذلك سيكون له تداعيات كبيرة في الانتخابات”.

وبالفعل، انتقل النيباليون إلى وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام هاشتاغ #novaccinenovote (لا تصويت بلا تطعيم)، وحثوا الحكومات الأجنبية والمجتمع الدولي على توفير اللقاحات.

وفي الوقت نفسه، تستفيد بكين أيضًا من دبلوماسية اللقاحات لتعزيز تنافسها على النفوذ في جنوب آسيا مع الهند التي تعد القوة التقليدية المهيمنة في تلك المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى