أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

لهذه الدرجة يخيفكم الشيخ كمال؟… كفاكم كذبًا وتحريضًا

الإعلامي أحمد حازم
لائحة الاتهام التي قدّمتها النيابة العامة الإسرائيلية، بحق فضيلة الشيخ كمال خطيب، تتضمن التحريض على الإرهاب والعنف والتماهي مع منظمة إرهابية. ولو قمنا ببحث عن إرهاب الدولة على محرك جوجل، لوجدنا أن إسرائيل ستكون من بين نتائج البحث، ولو قمنا أيضًا بإجراء تحقيق عن قوات الشرطة التي تستخدم الإرهاب ضد المواطنين لوجدنا أن الشرطة الإسرائيلية لها نصيب كبير في النتائج. وبالعكس من ذلك، لو بحثنا عن اسم الشيخ كمال في كل المحركات، لوجدنا النتائج مشرِّفة وكلها تصب في القضايا الإنسانية والاجتماعية والدينية، وهذا هو الفرق بين شيخ الجليل الذي يكرِّس حياته من أجل خدمة أبناء بلده وقضيته، وبين دولة يسعى قادتها إلى تجريم شرفاء أفاضل و(تلبيسهم) ثوب الإرهاب لأهداف سياسية. لا ينكر أحد أبدًا أن الصهاينة لهم باع طويل وبراعة في عمليات القتل الفردي والجماعي، ومارسوا ويمارسون كل أنواع العنف والإرهاب ضد الفلسطينيين ولا أحد يحاسبهم، حيث إنهم لم يتوقفوا عن هذه الأعمال منذ سنوات الثلاثينات. حتى أنهم أقاموا دولتهم (إسرائيل) بالقوة والإرهاب من خلال تشريد 700 ألف فلسطيني عام 1948 ورميهم خارج أراضيهم وفي دول الجوار مثل لبنان وسوريا والأردن وحتى العراق، إضافة إلى ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني.
هنا أريد أن أذكر النيابة العامة وقادة إسرائيل بما قالته رئيسة وزراء إسرائيل السابقة، جولدا مائير: “كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلًا فلسطينيًا واحدًا على قيد الحياة”. أليست هذه المقولة قمة الإرهاب؟ فهل تم محاسبة جولدا مائير أو تقديم لائحة اتهام ضدها؟ أكيد لا. ولو كانت القضية عكسية أي أن مسؤولاً فلسطينيا تفوه بمثل هذه الكلمات إزاء طفل يهودي، فكيف ستكون النتيجة؟ طبعاً سيحدث زلزال. الحقيقة أنكم يا سادة تعرفون أين الإرهاب والإرهابيين فابحثوا عنهم في أماكن تواجدهم واتركوا الناس الشرفاء بحالهم؟
المشكلة مع هذه الدولة التي لا يوجد لها حدود ولا يوجد لديها دستور، أنها تدِّعي بأنها تقاوم الإرهاب وهي عملياً تمارسه بحق الفلسطينيين علانية أينما كانوا. لا توجد دولة في العالم أقيمت على أنقاض دولة أخرى، يعني بالبطش والإرهاب مثل دولة إسرائيل. ثم يحدثك قادتها ومحاكمها عن الإرهاب ويصدرون قرارات اعتقال بحق أفاضل شرفاء أبرياء بتهمة المشاركة في الإرهاب أو دعم الإرهاب. وقرار اتهام فضيلة الشيخ كمال خطيب بتعاطي الإرهاب خير مثال على ذلك.
نريد أن نسأل المسؤولين عن اتخاذ القرار بشأن فضيلة الشيخ: هل قام الشيخ بقصف أبنائكم ونسائكم وأطفالكم وقتلهم بدم بارد كما فعلتم أنتم ولا زلتم تفعلون؟ هل الشيخ مطلوب للعدالة الدولية للمحاكمة مثل جنرالات عندكم وغيرهم من القادة، وبشهادة محكمة العدل الدولية؟ هل أمر الشيخ بشن حروب إبادة عليكم كما فعلتم أنتم؟
لكن من ناحية ثانية، فتاريخكم مليء بالبطش والإرهاب والقتل والإبادة للفلسطيني صغيراً كان أو كبيراً، طفلاً أكان أم مسناً، حتى النساء لم تسلم من بطش وإرهاب من نجوا من المحرقة، الذين هم بدورهم ارتكبوا مجازر ضد الفلسطينيين بصورة تضعها في مستوى المحرقة، وإن كانت بطرق أخرى. أنا لا أستغرب تبنيكم للإرهاب، لأن توراتكم المحرفة تحثكم على ذلك. لم أسمع عن دين يحث كتابه المقدس على القتل سوى في توراتكم (العهد القديم). يقول الدكتور مصطفى محمود استنادا للتوراة: “وجعلوا من الرب طاغوتًا دمويًا يستبيح لهم جميع الأمم”. أمّا الدكتور محمد عمارة فيقول: “وجدنا الأوامر الإلهيَّة أن تدعوهم إلى تدمير كل الأغيار من البشر إلى الشجر إلى الحجر، ومن الحيوان إلى الطبيعة، ومن الكبار إلى الأطفال، ومن الرجال إلى النساء”. ويقول د. سيد القمني: “وفي رحلة الخروج أو الهروب.. يسجل اليهود في توراتهم أبشع صور الوحشية، فيأتون على كل ما يقابلهم في الطريق ذبحًا وتحريقًا، ولم يسلم من أذاهم لا الإنسان ولا الحيوان ولا حتى نبات الأرض، بعد أن قرَّرته الشريعة الربانية وأباحته إباحة مُطلقة”.
عار عليكم أن تقدموا بحق شيخ جليل فاضل لائحة اتهام بممارسة الإرهاب، وأنتم نفسكم تعرفون جيداً أن الشيخ كمال لا يتعاطى أبداً بقضايا إرهابية، إنما يتعامل مع قضايا تهم مجتمعه العربي فقط. وهذا طبعاً يزعجكم وتريدون النيل منه. تريدون من الشيخ كمال أن يكون من أحجار الشطرنج الني تلعبون بها وتحركونها كما تشاؤون، يعني “عربي جيد” حسب وصفتكم.
عبثًا تحاولون. لن تحققوا ما تريدون أبدًا لأن الشيخ لديه مبادئ لا يحيد عنها قيد أنملة، ولو وضعتم الشمس في يمينه والقمر في شماله، لما غيّر رأيه، وهو على استعداد لتحمل كل شيء في سبيل قناعاته وشعبه وأقصاه وقدسه. ونقطة أول السطر. ابحثوا عن “عرب جيدون” في مكان آخر، وأنتم تعرفون أين تجدونهم، وهم في طبيعة الحال “من عظم الرقبة عندكم”. ومبروك عليكم هكذا عرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى