أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

اعتقلوا الشيخ لأنه يفضحهم… كلنا الشيخ كمال و “إن ينصركم الله فلا غالب لكم”

الإعلامي أحمد حازم

في الرابع عشر من الشهر الحالي، كان محيط مسجد عمر بن الخطاب في كفر أشبه بساحة حرب: قوات كبيرة من الشرطة مدججة بالسلاح ترافقها آليات عسكرية، استخدام الغاز ضد أهالي الحي الذين تصدّوا للشرطة وقت محاصرة بيت الشيخ كمال لاعتقاله. أفراد الشرطة يعتلون أسطح المنازل لترهيب المحتجين، وفرضوا حصارًا على بيت الشيخ.

هذه الآليات والوحدات المدججة بالسلاح، استخدمتها الشرطة لاعتقال شيخ فاضل. أين تكون هذه القوة عندما تعيث “المافيا” فسادًا وعنفًا؟ لماذا لم نر هذه الوحدات تكافح مرتكبي الجرائم في المجتمع العربي، بينما هي جاهزة دائمًا لاعتقال شرفاء وأوفياء لقضاياهم وشعبهم، مثل الشيخ كمال خطيب.

ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الشيخ كمال للاعتقال. كان بإمكانهم أن يستدعوه ويحققوا معه كما يفعلون دائمًا. لكنهم هذه المرة تجاوزوا كل الحدود باستعمال القوة ضد شخص أعزل. إنه الحقد بعينه، إنه الكره بحد ذاته، وإنها العنصرية البغيضة المشهور بها أحفاد شارون وشامير وديان. لقد اعتقدوا بأنهم بطريقة الاعتقال هذه، يخيفون الآخرين، لكن هؤلاء الآخرين في كفر كنا هبوا جميعًا لنصرة الشيخ كمال دون الأخذ بعين الاعتبار للقوة المخصصة للاعتقال. قالوا في أكاذيبهم إن الشيخ كمال تمّ اعتقاله بسبب التحريض. الناطق بلسان الشرطة ادّعى: “بأن الشرطة اعتقلت الشيخ كمال خطيب في كفر كنا، بالتعاون مع جهاز الأمن العام بسبب تحريضه لعرب اسرائيل”.

شعبنا الفلسطيني ليس بحاجة إلى تحريض، فهو يرى ويسمع ما تقوم به قوات الشرطة الإسرائيلية ضد شعبنا في كل مناطق الـ 48. هم حاقدون على الشيخ كمال لأنه يفضحهم ويعريهم في خطبه. هم أصحاب “القلوب المليانة” على الشيخ لأنه يفنّد تآمر “عرب التطبيع” الخليجيين “وعرب جيدون” آخرون مثل الـ سعود والإمارات. نعم الشيخ كمال يحذر دائما من المخطط التآمري على الأقصى بين حكام إسرائيل ومشايخ الامارات والسعودية. ولذلك يرون أنه لا بد من اعتقاله بحجة التحريض.

من يحمي الأقصى هم الفلسطينيون فقط. ومن يتم اعتقالهم هم الفلسطينيون بالاسم والفعل والممارسة. قبل ذلك اعتقلوا الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية (الأصل) في البلاد، بسبب نشاطه المكثف للأقصى. وقالوا إن حركته إرهابية بنظرهم وأعلنوا حظرها. لكن الشيخ وبرغم الحظر استمر في العمل من أجل الأقصى فلم يعجبهم ذلك، ووجدوا أسبابا سخيفة أخرى لزجّه في السجن.

والآن يستخدمون نفس الطريقة مع الشيخ كمال. لكن شيخ قانا الجليل والبلدات العربية لا يخضع للترهيب أو التهديد، لأنه يتكل على الله وحكمته في كل خطوة. إنه يقول كلمة حق ولا يخشى لومة لائم. والشيخ كمال ليس وحده في الشارع الكناوي والشارع العربي. فما دام الأمر يعود للأرض الفلسطينية وكرامة أهلها “فكلنا الشيخ كمال”.

“العرب الجيدون” أصدقاء نتنياهو على الصعيد المحلي والعربي لن ينالوا من الشيخ الثائر ضد الظلم والقهر والاستبداد والاستعباد ولن يستطيع أعداؤه أن يجعلوا منه شيطاناً اخرس بل سيبقى قائداً فلسطينياً مناضلاً يقف دائماً إلى جانب شعبه في محنته وفي مطالبه من أجل حقوقه، وليس ضد شعبه ليكون في نظر نتنياهو من “العرب الجيدين” الذين يفضلهم حكام إسرائيل.

خلال اجتماع لأكثر من مئة سلطة محلية يهودية وعربية من كافة أنحاء البلاد بمبادرة من الحكم المحلي، قال رئيس الحكم المحلي حاييم بيباس: “نريد أن نشدّ على أيادي جيش الدفاع وقوات الأمن التي تقوم بحماية كل مواطني دولة إسرائيل، كما، واريد أن أشد على ايادي الشرطة، كي تتمكن من معالجة الامور من جذورها”. يبدو أن رئيس الحكم المحلي يعرف تماماً ما تفعله الشرطة ضد المواطنين العرب لأنه يعلن جهراً أنه يشد على أياديها. وما حصل مع الشيخ كمال خطيب مثال على ذلك. فهل بهذه الطريقة العنصرية تعالج الأمور من قبل الشرطة حتى تشد على أياديها يا سعادة رئيس الحكم المحلي؟

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تقوم الشرطة بهذه الطريقة البشعة مع يهودي مهما كانت درجة جريمته؟ بالطبع لا. والمثال على ذلك: أن وزير الأمن الداخلي صرّح بعد قيام مستوطن بقتل موسى حسونة في اللد، أن الأمر لو يعود له فلن يعتقل القاتل. هؤلاء هم على حقيقتهم. ثم يأتي رئيس الحكم ويتحدث عن “كل مواطني إسرائيل” وأنا أعتقد بأن المقصود هم المواطنون اليهود فقط، لأن هذه الدولة وحسب قانون القومية هي دولة اليهود.

وليعلم بيباس ونتنياهو وقادة دولة قانون القومية أن الفلسطيني لن يقهر، لأنه يؤمن بالآية الكريمة: “إن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُم”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى