أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

كفى ذهابًا باتجاه اليمين… فاستوعبوا إن كنتم تفكرون

الإعلامي أحمد حازم

أقرأ يوميًا الكثير من المقالات العربية لكتاب محليين ومن العالم العربي، ولا سيّما المقالات التي تتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع في المنطقة، فتراني أقلب صفحات المقالات اليومية وأغوص في مضامينها وأحتفظ في ذاكرتي بما يعجبني منها، وأتجاهل ما هو غير مقبول.

مررت قبل أيام على مقال يحمل عنوان: “هل تعلم على ماذا ينتقدون عباس؟ “وقد شدّني العنوان وسارعت لقراءته لأعرف لماذا ينتقدون عباس من وجهة نظر كاتب المقال الذي ينتمي سياسيًا إلى “الإسلامية الجنوبية”. يقول صاحب المقال إن عباس يتعرض للنقد: “لأنه لم يحرّض كباقي قادة مجتمعنا العربي ويدفع بمجتمعنا للتصادم مع الدولة، ولأنه لم يطلق في الفضاء صرخات “”الأرض لنا” دون معنى، ولم يشتم المستوطن ويطالب بقتله”.

ما شاء الله عليك يا بطل؟ هل هذه تربية “جنوبيتك”؟ يعني أن القادة العرب الآخرين تعتبرهم محرضين، خصوصاً أنك لم تستثن أحدًا منهم، بل شملتهم كلهم بقولك: “لم يحرّض كباقي قادة مجتمعنا العربي”. هنا في هذه النقطة بالذات هناك تلاقي في وجهة النظر والموقف مع اليمين ومع نهج الشرطة، التي تتهم قيادات عربية شريفة بالتحريض تمامًا كما تفعل أنت. واعتقال فضيلة الشيخ كمال خطيب هو مثال على ذلك، لأنه من القيادات العربية المتهمة بالتحريض. برافو عليك يا كاتب المقال إنك بالفعل تنفذ سياسة معلمك منصور.

ثم يستمر الكاتب الموهوب بالاستمتاع في هرائه دفاعًا عن عباس بالقول: “ينتقدون عباس” لأنه لم يطلق في الفضاء صرخات (الأرض لنا) دون معنى، ولم يشتم المستوطن ويطالب بقتله”. ما هذه الهلوسات يا بني؟ هل أنت متأكد أنك رضعت حليبا أم بعد ولادتك أم أنك منذ رأيت نور الحياة “وقنينة حليب تنوفا” في فمك؟ لأن من يرضع حليب الأم الفلسطينية سيكبر بلا شك على حب الأرض والتمسك بها ويقول دائمًا: “الأرض لنا” نعم “الأرض لنا ونقولها بصوت عال وبمعنى كبير شاء من شاء وأبى من أبى، رضيتم أم رفضتم فالأرض لنا باعتراف الأمم المتحدة والقرارات الدولية. صحيح أن الدولة منذ تأسيسها عام 1948 هي دولتهم (أو دولتكم) وسمها كما تشاء، لكن الأرض هي عربية فلسطينية (لنا) منذ مئات السنين.

قادة المجتمع العربي الأوفياء الشرفاء لا يقولون فقط “الأرض لنا” بل يجاهرون بذلك علانية لأن هذا يدل على موقف وطني نبيل تجاه الأرض، أرض أجدادنا. وفيما يتعلق بالمستوطن “المسكين” الذي تدافع عنه: اسأل معلمك منصور عباس من قتل أبن اللد موسى حسونة؟ أليس هو المستوطن الذي لا تريد شتمه رغم أنه محتل عنصري إرهابي قاتل، ولنا مع هذا الصنف البشري حكايات وحكايات، ثم تأتي وتدافع عنه بكل قلة ضمير وعدم مسؤولية؟ يا عيب الشوم على هيك تربية سياسية. أنا لا أستغرب فهذه تربية من نوع خاص.

ويدعي كاتب المقال: “بأن الجميع تكالبوا على عباس في آنٍ واحدٍ، من احزابٍ برلمانية منافسة، وكارهين للإسلامية وإسلامية شمالية، وكلُّ مُحرّض أرعنٍ غير مسؤول، مجتمعين ومتفقين مع اليمين الاسرائيلي المتطرف”. والله أضحكتني يا إنسان عندما تدعي بأن كل هؤلاء متفقين مع اليمين الإسرائيلي المتطرف. فهل نسيت أن معلمك منصور عباس هو صاحب فضل على اليمين ولا سيما على معلمه نتنياهو؟ وهل نسيت بأن عباس أنقذه أكثر من مرة من ورطات؟ وأنتم آخر من يتكلم عن الآخرين بالتعاون مع اليمين.

هل نسيت أن منصور عباس ترك وفد المتابعة وذهب ليتفقد ترميم كنيس مع واحد من أكثر اليمينيين تطرفًا وهو رئيس بلدية اللد؟ عيب عليكم والله عيب. اذًا ماذا كانت النتيجة؟ الجواب موجود في رد ابراهيم حجازي رئيس المكتب السياسي للإسلامية الجنوبية فهو يقول في بيان له حرفيًا: “إن لقاء النائب منصور عباس مع العنصري المحرّض على دماء أبنائنا وأهلنا في مدينة اللد، رئيس البلدية يائير رفيفو، الداعم للعصابات الاستيطانية التوراتية المحرّضة والمعتدية على أهلنا في اللد، ومرافقته لزيارة الكنيس الذي أحرق، هي زيارة فردانية خاطئة وليست في محلها”.

وأضاف حجازي: “إن رفيفو هو من يقود في السنوات الأخيرة الهجمة العنصرية على أبنائنا العرب وعلى وجودنا العربي في اللد، وهو الراعي الرسمي لجلب مليشيات المستوطنين العنصريين المعتدين لمدينة اللد، والداعم الكبير للبؤر الاستيطانية داخل أحيائنا العربية والتي تهدف إلى تصفية وجودنا العربي في هذه البلدات ومحاولة اقتلاعنا من أرضنا”. هل فهمت أيها المدافع عن المستوطن؟

وبما أن ابراهيم حجازي يحمل اللقب الأول في علم النفس، فالواجب “الأخوي الحركي” يتطلب منه معالجة صاحب نظرية “بيضة القبان” الذي لا يريدها في جيب اليمين ولا اليسار وأيضا معالجة كل من يكتب بجهل في خدمة عباس ولا يعرف ماذا يكتب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى