أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

الرسائل الخفية في الاعلام وكيف تجدها (32)… كيف تقول “עצמאות” بالعربي؟

عائشة حجار

هذا الأربعاء، مباشرة مع انتهاء “يوم ذكرى قتلى الجيش الاسرائيلي والعمليات المعادية”، بدأت احتفالات “يوم الاستقلال” الاسرائيلي بحدث إشعال الشعلات السنوي، وفيه يشعل اثنا عشر شخصًا أو أكثر اثني عشر شعلة ترمز كل منهن إلى سبط من أسباط بني إسرائيل الاثني عشر. هذا الحفل يمكن أن يعتبر ذروة الاحتفالات الإسرائيلية السنوية، يتخلله كلمات رسمية واغانٍ وعروضًا مختلفة، ويتم بثه مباشرة في كافة القنوات الإعلامية الإسرائيلية المركزية. هذا العام كان الموضوع الرئيسي للحفل “الإخوة الإسرائيلية”، في حالة اليهود كان المعنى التعاضد والوقوف جنبًا إلى جنب، مثلًا أشعلت إحدى الشعل “شيرا ايسكوف” التي حاول زوجها قتلها وتحوّلت إلى ناشطة اجتماعية، مع “عدي غوزي” التي أنقذت شيرا من الموت المحتم، كذلك أُشعلت كما في كل عام تقريبًا، شعلة واحدة “بأيدٍ عربية” شعلة واحدة أشعلها هذا العام الممرضان نرجس أبو يامن وماهر ابراهيم اللّذان رافقا مرضى كورونا خلال السنة الأخيرة ونالا بعض التغطية الإعلامية، خاصة عندما قام ماهر بقراءة صلاة يهودية على رأس رجل دين يهودي قبيل موته. هذه الشعلة ليست سوى ورقة تين لا تكفي لتغطية القوانين الاسرائيلية التي تقول إن نرجس وماهر ليسا مواطنين متساويين أمام الدولة، وتسلبهما كل حقوقهما التاريخية من ملكية الأرض حتى الحق البسيط في حفظ هويتهما كشعب أصيل في هذه البلاد. العرب الذين يشعلون الشعلة في كل عام بينهم أمر مشترك، أنهم لا ينالون هذا “الشرف” لنشاطهم في مجتمعهم، بل لنشاط يخدم المجتمع اليهودي وفيه شيء من الذوبان وإلغاء الذات، أنهم من العرب الطيبين الذين لا يتذمرون كثيرًا، بل يسعون لإرضاء السيد الإسرائيلي، وفي معظم الأحيان يفعلون شيئًا يناقض عادات ومبادئ وهوية المجتمع الذي يأتون منه.  في كل عام يختار وزير الثقافة الإسرائيلي عربيًا ليشعل شعلة ترمز إلى العربي الجيد، كيف يجب أن يبدو العربي ليرضيهم، وهو دومًا كائن لطيف ضعيف يسبح مع التيار الاسرائيلي. لذلك في العام القادم إذا فتحت التلفاز وشاهدت هذا الطقس والعربي الذي سيتم اختياره، اعلم أن هذا النموذج هو بالضبط ما لا يجب أن نكونه.

بالإضافة إلى ذلك، احتوت كلمات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الكنيست ياريف لفين ذكر العرب أكثر من مرة، والتأكيد على دورهم في “بناء المجتمع الإسرائيلي” والتغلب على جائحة كورونا. للوهلة الأولى يبدو أن ذكر العرب بهذه الغزارة في الحفل الرسمي هو اعتراف بوجودهم وأهميتهم، وهو أمر إيجابي بالنسبة لملتقطي الفتات، لكن إن دقّقنا النظر نجد أنّ إسهام العرب يذكر غالبًا في إطار إلغاء الذات وخدمة السيد تحت مسمى التعاون والتعايش، بل تم استغلال أبنائنا العاملين في مجال الطب لرسم صورة مكذوبة عن تعايش عربي-يهودي، بينما ذات هؤلاء الأطباء والممرضين يواجهون بالقمع إنْ طالبوا بحقهم في الصلاة في الأقصى أو الحياة وعدم التعرض للقتل في أم الفحم، أو السكن والتملك في وادي النعم وكلها حقوق إنسانية أساسية. ملخص الحفل تجاه العرب هو أن لديهم “حقًا” واحدًا يجب أن يكونوا ممتنين لأجله، “الحق” في أن تكون خادمًا للسيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى