أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

نوال السعداوي حاربت الحجاب وجاهرت بالمحرمات

الإعلامي أحمد حازم
كثيرون هم الذين يركبون موجة العداء للإسلام لأسباب عديدة: منها أن يكونوا من كارهي الدين الإسلامي انطلاقًا من حقد تربوي وتثقيفي، وإمّا أن يكونوا من المسلمين الذين يبغون الشهرة ولفت النظر إليهم إعلاميًا، ومن بينهم أيضًا وللأسف بعض المثقفين والمفكرين العرب. نعم، ليس من حق أحد قمع الرأي الآخر، ولكن هذا الرأي الآخر له حدود معينة، نحن مع الإصلاح الاجتماعي، ولكن ليس بضرب القيم الاجتماعية والدينية، فالتهجم على الإسلام وتعاليمه ومبادئه بأسلوب وقح واستفزاز رجال الدين الإسلامي واحتقار الصلاة والشك في مضمون القرآن، كل ذلك لا يعتبر حرية رأي، بل تجاوزًا لكل حدود الرأي واعتداء فظًّا على المعتقدات.
الحديث عن نوال السعداوي، التي توفيت قبل أيام، أخذ حجمًا مبالغًا فيه في “تعظيم” مكانتها والإشادة “بجرأتها!؟” النقدية الاجتماعية والسياسية. قد يكون لنوال السعداوي بعض المواقف التي تعتبر ايجابية للمجتمع المصري، ولذلك أستخدم كلمة (قد)، لكن شهرتها بشكل عام انطلقت وتوسّعت من خلال انتقاداتها للإسلام ومعاداتها لمبادئ إسلامية. فهل تستأهل أن يصفها أحد الكتاب بــ “المناضلة المبدعة صاحبة المواقف النبيلة؟”
يقولون إن نوال السعداوي أرادت تحرير المجتمع الإسلامي من القمع والظلم. فهل تحرير المجتمع الإسلامي يكون في احتقار رجال دين معروفين؟ وهل الإبداع هو في وصف الحجاب بأبشع الصفات؟ وهل الجرأة هي في القول عن الرسول الكريم أنه “أخطأ”؟ أليس من المبالغة وقصر النظر والتسرع في وصف نوال السعداوي بأنها: “مدرسة في العطاء والإبداع والفروسية والشجاعة والصلابة؟” فهل المطالبة بحق المرأة أن تتزوج من أربعة رجال هي شجاعة أم وقاحة؟ وهل هذا دفاعًا عن حق المرأة في المساواة أم ضد الشرع الإسلامي؟
في مقابلة مع موقع “إيلاف” عام 2003 وأعاد نشرها موقع مجلة “الشراع” اللبنانية في الثاني والعشرين من الشهر الجاري تقول السعداوي: “أنا أعلم في القرآن أكثر من الشيخ الشعراوي. لماذا يا ست نوال؟ “لأنني درست الأديان وقارنت بين القرآن والتوراة والإنجيل وهو لم يفعل ذلك، وكان متخصصًا في القرآن، الذي لا يمكن أن يفهم دون أن تقارنه بالكتب الأخرى، لأن العلم يبدأ بالمقارنة والتجربة والتجريب”. يا سلام على هكذا تبرير. الشيخ الشعراوي المعروف بتفسيره الصحيح للقرآن عربيًا وإسلاميًا وعالميًا لا يعجب “الست نوال” لأنه لم يمر على التوراة والإنجيل.. وهل التعمق في فهم القرآن يتطلب المرور على التوراة والإنجيل؟ من قال ذلك غير نوال السعداوي؟
ثم تتابع السعداوي بصيغة الكفر: “لا أستطيع أن أناقش أو أعارض ربنا”. وفي مكان آخر تخاطب الإنسان بالقول “اعبد الإله الذي يرضيك ويحقق مصالحك ومطالبك، ولماذا يتزوج الرجل 4 وأنا لا، هذه إهانة لي”. ما هذه الزندقة؟ هنا لا تعترف السعداوي بوحدانية رب العالمين وتشجع الناس على اختيار إله يناسبهم أليس هذا منتهى الإلحاد والكفر؟ ولم تكتف السعداوي بذلك، بل تطالب بتشريع الزنى إذ تطالب بحق المرأة المسلمة بالزواج من أربعة رجال أسوة بالرجل المسلم. السعداوي لا ترى ضرورة في أن يكون الرسول الكريم مثالاً للمسلم. فهي تقول: “ليس من الضروري أن تجعل الرسول صلى الله عليه وسلم مثلك، إذا كان النبي محمد قد أخطأ لأنه بشر يخطئ ويصيب فكيف تريدني أن أمشي خلفه في الخطأ”. هذا الرأي لا يندرج في إطار حرية التعبير، بل في إطار الإلحاد لأن الرسول الكريم معصوم عن الخطأ بينما السعداوي تعتبره إنسانًا عاديًا يصيب ويخطئ.
ليس هذا فحسب، فالسعداوي التي يعتبرها البعض “مبدعة وتنادي بإصلاح المجتمع، هي في الواقع كانت عاملًا من عوامل هدم المجتمع الإسلامي وتحتقر أركانه. “فهي ترى” أن الحج وتقبيل الحجر الأسود عادة وثنية وأنا أحارب عبادة الأوثان، وأنا لا أحب أن يناديني أحد بلقب (حجة)، لأنني لم أحج ولن أحج، بإمكاني أن أحج وأنا في شرفة بيتي وعملي. حتى أن هذه الجاحدة هي ضد الصلاة، إذ تقول: “كتبي هي صلاتي، وهناك من يصلي دون أن تنفعه صلاته. ولم يسلم الحجاب من انتقاد السعداوي التي ترى أنه للعبيد حسب تعريفها: “الحجاب مفروض للجواري والعبيد، والأسوأ منه حجاب العقل، لأنه لا يمكن لقلّة أن تتحكم في الأغلبية دون حجاب العقل، وينطبق نفس الشيء على حجاب الوجه.
والسؤال المطروح: كيف يمكن اعتبار السعداوي صاحبة منطق وحجة دامغة حسب تحليلات من هم على شاكلتها، خصوصًا أنها تطعن في ثوابت الدين وقدسية القرآن الكريم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى