أخبار رئيسيةأخبار عاجلةعرب ودوليومضات

سوريون: الثورة مستمرة ورهان النظام العسكري فشل

تتباين القراءات التي تشرح الحال التي وصلت إليه ثورة السوريين بعد عقد على انطلاقتها، لكن غالبية الآراء تتفق على استمراريتها، بالنظر إلى تمسك قسم كبير من السوريين بأهدافها.

ومع حلول شهر آذار/مارس من كل عام، يجدد السوريون تمسكهم بالثورة، رغم شدة الخراب والأوضاع الإنسانية والاقتصادية المعقدة.

السوريون يراجعون الأخطاء

وفي هذا السياق، يرى السياسي المعارض والرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، الدكتور عبد الباسط سيدا، أن الأسباب التي أدت إلى انطلاقة الثورة السورية ما زالت موجودة.

وأوضح في تصريحات صحفية، أن “الآفاق مسدودة أمام الشباب السوري، والحريات معدومة، والفقر بات ظاهرة شمولية، وملايين الأطفال خارج المدرسة، وبات النظام مجرد واجهة لشرعنة تدخل الجيوش الأجنبية والمليشيات والمافيات”.

وقال سيدا: “لقد تعرضت الثورة السورية للكثير من الانتكاسات والخذلان، كما استغلت من قبل أصحاب المشاريع العابرة للحدود، وهي المشاريع التي وظّفتها القوى غير السورية لبلوغ مأربها، كما استفاد منها النظام، ولكن السوريين اليوم يراجعون الأخطاء، ويعيدون ترتيب أفكارهم، ويتوافقون على المشروع الوطني العام الذي يطمئن سائر السوريين من دون أي استثناء أو تمييز”.

وأضاف أن “ملايين السوريين ممن قطعوا الخوف والأكاذيب التي كان يستخدمها النظام لتضليل الداخل الوطني والانقضاض عليه، هم الحامل الواعي للمشروع الوطني السوري المنشود، ولن تستطيع قوة في الدنيا أن تقنع هؤلاء بالعودة إلى حظيرة آل الأسد”.

اختلاف أساليب النضال

من جانبه، شدد الباحث في جامعة “يوزنجويل فان” التركية، الدكتور أحمد ناصيف، على استمرارية الثورة السورية، لكن باختلاف أساليب النضال وأدواته.

وقال في حديث صحفي؛ إنه من الطبيعي أن تتغير الأساليب بعد عقد على اندلاع الثورة، وخصوصا بعد التجارب الجديدة التي خاضها عدد كبير من اللاجئين السوريين، نتيجة اختلاطهم بمجتمعات وثقافات جديدة.

وأضاف ناصيف، أن التظاهرات التي نظمها السوريون في الشمال السوري وفي دول الشتات، أظهرت زخما غير مسبوق للثورة السورية، وإصرارا على أهداف الثورة.

وأشار الباحث إلى أن “السوريين خرجوا من فكرة العبودية لأشخاص أو نظام، وهذا ما يبنى عليه لإجراء تغيير حقيقي في المستقبل”.

النظام فشل في كسر الإرادة

بدوره، أشار مدير مركز “فكر للدراسات”، الباحث غياث الدك، إلى تحول شعارات الثورة السورية المطالبة بالحرية والتغيير إلى فكر متجذر لدى السوريين.

وفي حديث صحفي، قال إنه لم تعد شعارات النظام وأساليبه قابلة للتصديق من الطفل السوري قبل الشاب، والشعب السوري تحرر تماما من كل القيود السابقة.

وقال الدك: “النظام فشل رغم القتل الممنهج وأدوات القتل في كسر إرادة السوريين، ورغم الاستقواء بالمليشيات العابرة للحدود وروسيا وإيران”.

ومثل الدك، قال الكاتب الصحفي عمر البنية؛ إن الثورة السورية مستمرة رغم الانتكاسات، والخذلان، والألم، والمخاض الطويل.

وقال في تصريحات صحفية؛ إن الشعب السوري كسر حاجز الخوف، ولن يعود مجددا لتقديم الطاعة للنظام، والثورة مستمرة حتى رحيل الأسد. وأما عن طول مدة الثورة، فهذا اعتيادي في تاريخ الثورات، وبعضها امتد على عقود وعقود، ولنا في الثورة السورية شاهد.

فشل الرهان العسكري

الباحث في مركز “جسور للدراسات” فراس فحام، قال إن النظام راهن عسكريا على قتل الثورة، ولكن رهان النظام على الحسم العسكري وصل إلى طريق مسدود؛ نتيجة عوامل داخلية وخارجية.

وأضاف في تصريحات صحفية: “داخليا لا زالت هناك مقاومة ضد رغبة النظام باستعادة المناطق الخارجة عن سيطرته”.

وأشار فحام إلى الوجود التركي العسكري الذي يقف حائلا دون هجمات النظام في شمال سوريا وغربها، منوها إلى الوجود الأمريكي الذي يمنع النظام كذلك من استعادة المناطق شمال شرق سوريا.

وبحسب الباحث، فإن النظام غير قادر على فرض سيطرته على كل الجغرافيا السورية، لافتا إلى عدم استقرار الجنوب السوري رغم سيطرة النظام عليه، حيث لا زال الجنوب يشهد حراكا وتظاهرات مطالبة بإسقاط النظام.

ويقابل ذلك، وفق فحام، زيادة حالة التململ الشعبي في مناطق سيطرة النظام، نتيجة الفقر، ما يعني أن النظام أمام حتمية التغيير، منهيا بالقول: “نحن أمام تطورات محتملة لا تصب في صالح النظام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى