أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

“فتح “مهددة بانشقاق رابع… ومحمود عباس يتوعد بفرض عقوبات

الإعلامي أحمد حازم
يبدو أن الرئيس الفلسطيني تعلم شيئًا من الرئيس الأمريكي السابق ترامب، ولكن ليس بالمعنى الإيجابي بل السلبي. فالمعروف عن ترامب الذي ذهب بلا رجعة، وعسى أن يكون ذهابه حسب المثل الشعبي: “درب يسد ما يرد” وهو مثل يُقال في ذهاب الثقيل والمزعج والمؤذي والمكروه، عسى أن تُسد الطريق في وجهه لكيلا يعود.
لكن ماذا تعلم عباس؟ المعروف أن ترامب كان يفرض عقابًا معينًا على كل رئيس لا يطيع أوامر البيت الأبيض، بمعنى من يخالفه الرأي ولا ينفذ ما يقوله يتعرض لعقوبات. وهذا ما تعلمه محمود عباس كما يبدو من ترامب. الرئيس الفلسطيني، وحسب مصادر فلسطينية موثوق بها، يعتزم فرض عقوبات على كل شخصية فتحاوية تنضم لقائمة انتخابية معارضة لقائمة أبو مازن، في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي ستجري في شهر مايو/أيار المقبل والانتخابات الرئاسية في يوليو القادم.
ولا شك أن الصراع الدائر الآن داخل قيادات حركة فتح، لم يعد من الممكن التستر عليه بسبب قوة هذا الخلاف الحاصل بين معارضة (فتحاوية) لمحمود عباس ونهجه ومجموعة مؤيدة له كونه هو الزعيم رقم واحد في حركة فتح، وفي السلطة الفلسطينية وفي منظمة التحرير الفلسطينية وهو القائد العام الأول لكل شيء. ما شاء الله عليه “جمعها من كل النواحي”.
لكن ما يحدث داخل فتح ليس جديدًا، فقد عاشت حركة فتح قبل ذلك ثلاثة انشقاقات، والتاريخ شاهد على ذلك، الانشقاق الأول قام به القيادي في حركة فتح صبري البنا المعروف بـ (أبو نضال) عام 1974بدعم سوري، والانشقاق الثاني وقع في العام 1983 وقاده نائب قائد قوات العاصفة أبو صالح (نمر صالح) إلى جانب العقيدين أبو موسى وأبو خالد العملة. وقد أطلقوا على حركتهم الانفصالية “فتح الانتفاضة” . أمّا الانشقاق الثالث عن فتح فقد قام به محمد دحلان وأطلق عليه “التيار الإصلاحي الديمقراطي في حركة فتح”. فبعد صراع داخل الحركة تمّ فصل القياديّ السابق محمّد دحلان من لجنتها المركزيّة وإنهاء علاقته معها في 12 حزيران/يونيو من عام 2011، إثر اتّهامه بقضايا فساد ماليّة، غير أن محكمة جرائم الفساد في رام الله رفضت في العام 2015 التهم الموجّهة له وأغلقت الملف. وبقي دحلان يعيش في الإمارات العربية المتحدة حتى اليوم.
الواضح للعيان أن المنافسة في الانتخابات الفلسطينية المقبلة ستكون حامية الوطيس، ولا سيّما بين قائمة “فتح” الرسمية وقائمة “فتح” المعارضة الإصلاحية التي يقودها ناصر القدوة، عضو اللجنة المركزية لفتح وابن شقيقة الراحل ياسر عرفات. والقدوة ليس الشخصية الاعتبارية الوحيدة، بل سيكون معه الأسير مروان البرغوثي، إذا تمت الأمور كما يجب لأن هناك مراسلات بين الإثنين حول هذا الموضوع، حسب مصدر فلسطيني موثوق به.
ولكن لماذا يصرّ القدوة على التغريد خارج السرب الرسمي لفتح؟ يرد القدوة على ذلك بالقول: “إن الفلسطينيين سئموا الوضع الحالي… سواء التصرفات أو سوء التصرفات الداخلية؛ أمور مثل غياب سيادة القانون وغياب المساواة وغياب العدل”. ويرى القدوة “أن قائمة عباس لن تلبي شرط الجدارة التي تحتاجها فتح في هذه الانتخابات”. وقد طرح القدوة برنامجا يتضمن، إلى جانب الأهداف المعروفة عن الدولة والقدس، مطالب مشتقة من اللحظة الفلسطينية الراهنة، وفي مقدمتها إعادة الوحدة بين قطاع غزة والضفة الغربية، وإعادة بناء منظمة التحرير، وتعزيز الديمقراطية وسيادة القانون ومكافحة الفساد.
وفي ظل هذا التطور كيف تنظر القيادة الفلسطينية إلى خطوة القدوة؟ مصدر فلسطيني مسؤول أكد لي :”أن الرئيس عباس قد يلجأ لفرض عقوبات على القيادي في فتح ناصر القدوة بعد قراره الترشح في قائمة انتخابية مستقلة عن الحركة”.
أما القياديان في “فتح”، عزام الأحمد وجمال نزال، فقد صرّحا “أن الحركة ستحاسب أيّاً من أعضائها الذين قد يحاربونها بترشّحهم مستقلّين حسابًا عسيرًا” ووصل الحقد بعزام الأحمد إلى نكران نشاط مروان البرغوثي وتجاهل دوره. فقد صرّح: “أنّ البرغوثي منقطع عن السياسة وأمضى عمره في السجون، ولا يستطيع تلبية أمنيات شعبنا”. أما عزام فما شاء الله عليه فإنه يلبي مطالب شعبنا بشكل دائم. فعلًا اللي بستحوا ماتوا.
القيادي الفتحاوي حسين الشيخ، المقرب جدًا من الرئيس الفلسطيني ويعتبره ساعده الأيمن، ذكر في تغريدة له ساخرًا من القدوة عبر تويتر: “الاصلاح كلمة جميلة رنانة وضرورة لا يختلف عليها احد، ولكن المثير للاستغراب أن معظم من يتحدثون عن الاصلاح الآن وعلى أبواب الانتخابات، هم من سادة الحكم وتقلدوا مواقع الصف الاول في النظام السياسي، وأصحاب نفوذ وسطوة في الماضي أو الحاضر، ربما الدعوات من غيرهم لها مصداقية وتأثير اكبر”.
إذًا، المشهد الانتخابي الفلسطيني يبدو كالتالي: ثلاث قوائم على صعيد فتح، قائمة لحماس (فيما لو غيرت موقفها من خوض المعركة الانتخابية في قائمة مع عباس)، (قائمة ناصر القدوة ـ البرغوثي) إذا لم تحصل تطورات مستقبلية وقائمة محمد دحلان. ويرى مراقبون أن الخلافات بين قيادات فتح قد تنتهي بحركة فتح إلى المزيد من التشرذم، في ظل إصرار عباس والفريق المحيط به على هندسة انتخابات وفق مقاسهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى