أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

تسمية غانتس لرئاسة الحكومة غباء… والتطاول على الأسرى حماقة

الإعلامي أحمد حازم
سألني صحفي ألماني متخصص في شؤون الشرق الأوسط، عمّا إذا كانت هناك بالفعل فائدة سياسية لفلسطينيي الداخل من وجودهم في الكنيست، فأجبته حسب قناعاتي، بأن لا فائدة على الإطلاق للشعب باستثناء امتيازات للنواب العرب. فاستغرب قائلاً: “لكني استمعت لمحاضرة لمسؤول إسرائيلي (يهودي) تحدث فيها أيضًا عن حرية الترشيح والتصويت للعرب وعن أمور إيجابية أخرى مقنعة”. فأجبته بسؤال: “هل تحدّث عن قوانين التمييز العنصري في التعامل والتحريض وتفضيل اليهودي على العربي في كافة نواحي الحياة”؟ هل تحدث مثلًا عن أن إسرائيل هي دولة اليهود؟ هل أخبركم في المحاضرة عن قانون “كيمنتس” لهدم بيوت عربية؟ وظللت أشرح له حتى قال: كفى. لكنني أصررت على قول جملة أخيرة زرعتها في رأسه: المحاضر لم يقل إن الكنيست (انتخابات وعضوية) هي مجرد عملية تجميلية للوجه الإسرائيلي القبيح.
ما قاله لي الصحفي الألماني يذكرني بإصرار (بعضهم) على تسمية غانتس لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، وكأن غانتس يستطيع “إنقاذ الزير من البير”، وكأنه في حال (فشل نتنياهو) واستلام غانتس منصب رئيس الحكومة سيتغير وضع العرب كليًا، وهنا مكمن الغباء، فلا فرق بين سياسة نتنياهو وغانتس فيما يتعلق بالمواطن العربي الفلسطيني داخل إسرائيل، فكلاهما عنصري، تمامًا مثل الأفعى السوداء والشقراء لا فرق بينهما، فكلتاهما سامتان قاتلتان.
أمّا مواقف منصور عباس تجاه نتنياهو، فلا تقل سوءًا عن تسمية غانتس. بين فترة وأخرى يطلع علينا عباس بتصريحات مثيرة للجدل. وكأن الهدف منها “خالف تعرف”. وبصورة أوضح “خالف لتجلب اهتمام الناس إليك”. وأصبح عباس بذلك، حديث الساعة، حديث الناس وحديث الشارع في المجتمعين العربي واليهودي. واستطاع لفت الأنظار إليه ولكن سلبيًا وليس إيجابيًا، فمواقفه التي عبّر فيها عن ميوله لنتنياهو الحاقد الأكبر على العرب وضعته أمام علامة استفهام كبيرة لدى الجمهور العربي، حتى أنها لم تلق قبولًا في الوسط اليهودي، باستثناء نتنياهو وقطيعه.
قد يكون من حق عباس اتخاذ الموقف الذي يريده، ولكن ليس من حقه التطاول على الأسرى الفلسطينيين. وقد جاء في بيان صادر عن عباس بالحرف الواحد: “مؤخّرًا ادّعى نفتالي بينيت أنّي التقيت “بمخرّبين في السجن”، وأنا أجبت في المقابلة مع القناة 12 في الخامس من الشهر الحالي أنّني لم أزر السجون ولم ألتقِ “بمخرّبين” وأجبتهم على طريقة القرآن الكريم عندما قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿قُل لا تُسـَٔلونَ عَمّا أَجرَمنا وَلا نُسـَٔلُ عَمّا تَعمَلونَ﴾ [سبإ: 25 – 25]. فهل اعترف الرسول بهذا القول إنه أجرم أم أنه أعاد كلام خصومه؟” أليس هذا التعبير من عباس هو تشبيه فعله بما فعله الرسول الكريم؟
تصريحات منصور عباس كان لها رود فعل شديدة اللهجة لدى الفلسطينيين ولا سيما في مناطق السلطة وغزة. المتحدث باسم حركة “حماس”، حازم قاسم، وصف تصريحات عباس بأنها “مشينة ومعيبة وتعكس انحدارًا قيميًا وأخلاقيًا، وتمثل تبنّي لرواية الاحتلال وتساوق مع خطاب نتنياهو ضد أسرانا الابطال الذين ناضلوا من أجل حرية شعبهم”. أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقد استنكرت بشدة تصريحات النائب منصور عباس، واعتبرتها: “خيانية لا تمثل الشعب الفلسطيني من قريب أو من بعيد”.
رئيس “نادي الأسير الفلسطيني”، قدورة فارس، اختار من الكلمات أقساها ليصف بها منصور عباس، حيث قال في تصريح له: “في الوقت الذي يحتدم الصراع على الرواية، ويسعى الاحتلال بكل أدواته إلى وصم نضال الشعب الفلسطيني بالإرهاب ينخرط منصور عباس، في رواية الاحتلال، ويسخر نفسه ليكون بوقًا مأجورًا يردد روايته”.
السياسي الذي يحترم نفسه، هو الذي يزن الكلمات قبل التفوه بها لكي لا يسقط في حفرة، وليس الذي يعتذر بعد السقوط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى