أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

ماذا تقولون للأمهات الثكالى يا أعضاء الكنيست؟

الإعلامي أحمد حازم
ما يعيشه مجتمعنا العربي من أحداث دامية وما يحدث فيه من حالات جرائم القتل يفوق كل تصور. كانوا يتحدثون باستغراب عمّا يحدث من حالات قتل في المجتمعات الغربية، لكن نشاطات عصابات الإجرام والمافيات وعمليات الابتزاز وتجار السلاح في السوق السوداء وغيرها في مجتمعنا، تجاوزت كل الخطوط الحمر.
شاب نصراوي اسمه أدهم بزيع في منتصف الثلاثينات من العمر تعرض لعملية قتل متعمد وهو أمام بيته، حيث قام شخص بإطلاق وابل من الرصاص عليه وفرّ هاربًا من المكان. نعم، هكذا يقتلون بكل دم بارد. القاتل لا يهمه ماذا يفعل، ولا تهمه الشرطة ولو كان عنده أي تخوف من الشرطة لما أقدم على عمله. الإسعافات الأولية التي تم تقديمها للمغدور أدهم لإنقاذ حياته لم تجد نفعًا، وكل المحاولات الحثيثة لذلك لم تثمر أيضًا، وما كان على الأطباء سوى إعلان وفاة الشاب وهذه مشيئة الله.
شاب في عمر الورود يتعرض لقتل من مجرمين قتلة دون حسيب أو رقيب. حسبي الله ونعم الوكيل. القاتل مهما اختفى عن الأنظار، لا بد وأن ينال عقابه عاجلًا أم آجلًا، ولا ننسى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: “وبشّر القاتل بالقتل”.
مدينة طمرة شهدت حادثين مؤلمين. فقد تعرض شابان للقتل، صحيح أن أحدهما كما يقولون تم قتله بطريق الخطأ، لكنه بالتالي قتل وفقده أهله هكذا فجأة، خطأ كان أم قصدا. الشاب الضحية هو الطالب الأكاديمي أحمد حجازي رحمه الله. لا ذنب له في كل ما حدث. لقد خرج ليستفسر عمّا يجري فأصابته رصاصة قاتلة. الرصاصة كانت كما تقول المعلومات من الشرطة، بالخطأ. فأي خطأ هذا الذي يودي بحياة شاب في مقتبل العمر. ولماذا الخطأ. في النتيجة أن أحمد قتل برصاص الشرطة وعليها أن تتحمل المسؤولية.
مواطن طمراوي اسمه عدنان عرموش شاهد عيان على الأحداث الدامية التي شهدتها طمرة مؤخرًا، يقول عرموش إن الشاب أحمد حجازي فارق الحياة وهو في منزله، حيث كان يدرس مع ابنه وأصابته رصاصة أودت بحياته، كما أصيب ابنه بجروح.
والدة المغدور أحمد حجازي بكت بحرقة على فراق ابنها الذي خطفه رصاص الشرطة. الوالدة طلبت من الله “أن يشل ايد الي قتل ابني.. كيف بدي أعيش؟” نعم ليس سهلًا عليها فقدان شاب خلوق يحبه أبناء مدينته لاستقامته. وعندما صرخت: “الشرطة لا تفعل أي شيء” هل سمعها أحد من المسؤولين؟ ماذا سيقول لها من يمثّلها في برلمان بلد قامت شرطته بقتل ابنها؟ وماذا سيقول لها ولأهل أدهم بزيع أعضاء الكنيست العرب؟ سيقولون عظم الله أجركم ويذهبون. ولكن ماذا بعد وماذا قبل وماذا وماذا وماذا؟؟؟
بلدية الناصرة وضعت النقاط على الحروف في بيانها، وحمّلت الشرطة “المسؤولية عن العنف المستشري في مجتمعنا الذي بات يعيش حالة من الخوف والقلق والاحباط وسط ضياع الأمن الشخصي وعدم تحرك أجهزة الشرطة التي وظيفتها كبح الجريمة والعنف والقتل ومعرفة الجناة وتقديمهم الى القضاء لينالوا جزاءهم”.
حتى أن البلدية اتهمت الشرطة بالتقاعس في عملها تجاه العرب. فقد جاء في البيان: “إننا في بلدية الناصرة نعرف جيدا ان السلطات ذات الشأن لو أرادت سيكون بإمكانها وقف هذا المشهد المرعب كما فعلت في أكثر من موقع في الوسط اليهودي”. وأفهمت البلدية أصحاب المسؤولية: “أن هذا الوضع البائس لا يمكن أن يستمر، ولا يمكن ان نقبل هذا الدمار الحاصل في مجتمعنا والدم المسفوك على ايدي عصابات القتل والجريمة”.
البيان الصادر عن بلدية أم الفحم أيضًا حول مقتل الطالب المرحوم احمد حجازي في طمرة ومقتل الشاب المرحوم أدهم فؤاد بزيع من مدينة الناصرة، أظهر بوضوح لا يدع مجالًا للشك “أنّ أجهزة الدولة الرسمية المسؤولة عن أمن المواطن، وعلى رأسها الشرطة، لا تقوم بواجبها بتاتًا، بل وتتعامل معنا بعنف واعتداءات عندما نطلب منها أن تحمينا وتحافظ علينا من آفة العنف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى