أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

نعي: لا أراكم الله خيانة في زعيم

الشيخ كمال خطيب
تنعى إليكم الشعوب العربية والإسلامية بمزيد من الفرح والسرور هلاك سيئي الذكر، أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو والمعالي ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية والإسلامية، والذين وافتهم المنية إثر غضبة شعبية مفاجئة وشتاء إسلامي قارس وعاصف، وذلك بعد عقود طويلة قضوها في أعمال الخيانة والعمالة. وقد عرف عن الهالكين قيامهم بالكثير من أعمال الفجور والسفالة، لكن أكثر ما تميّزوا به وما عرف عنهم هو ارتماؤهم في حضن أمريكا، زيادة على الاتفاقيات والزيارات واللقاءات السرية التي كانوا يقومون بها مع حكام إسرائيل والتي لم يكونوا يعلنون عنها لأنهم أرادوها سرًا بينهم وبين اسرائيل. ولأن الإعلان عن تلك الزيارات والاتفاقيات يدخلها في دائرة المراء والرياء والمباهاة وهو ما يذهب أجرها، وأن كل واحد منهم كان يسعى لأن تكون له خبيئة عند الله فكانت هذه من خبيئاتهم.
تقبل التهاني في مقبرة جامعة الدول العربية، تغمد الله المشبوهين بواسع غضبه وأسكنهم قعر جهنمه، لا أراكم الله خيانة في زعيم، إنا لله وإنا إليه راجعون.
وحال نزول سيئي الذكر إلى قبورهم فقد تخيّلت هذا الحوار وقد دار بينهم وبين الملكين كما نؤمن نحن المسلمين من خلال اعتقادنا بسؤال القبر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “فيَأْتِيهِ مَلَكانِ شَدِيدَا الانتهارِ فيَنْتَهِرَانِهِ، ويُجْلِسَانِهِ فيَقُولانِ له: مَن رَبُّكَ؟ ما دِينُكَ؟ مَن نبيُّكَ؟ وهي آخِرُ فتنةٍ تُعْرَضُ على المؤمنِ، فذلك حينَ يقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فيقولُ: رَبِّيَ اللهُ، ودِينِيَ الإسلامُ، ونَبِيِّي مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلّم، فيُنَادِي مُنَادٍ في السماءِ: أن صَدَقَ عَبْدِي”. وقال في العبد الكافر أو الفاجر: “ويَأْتِيهِ مَلَكانِ شَدِيدَا الانتهارِ، فَيَنْتَهِرَانِهِ، ويُجْلِسَانِهِ، فيَقُولانِ له: مَن ربُّكَ؟ فيقولُ: هاه هاه لا أَدْرِي. فيقولانِ له: مادِينُكَ؟ فيقولُ: هاه هاه لا أَدْرِي، فيقولانِ: فما تَقُولُ في هذا الرجلِ الذي بُعِثَ فيكم؟ فلا يَهْتَدِي لاسْمِهِ، فيُقالُ: مُحَمَّدٌ! فيقولُ: هاه هاه لا أَدْرِي سَمِعْتُ الناسَ يقولونَ ذاك! فيقولانِ: لا دَرَيْتَ، ولا تَلَوْتَ، فيُنادِي مُنَادٍ من السماءِ أن كَذَبَ عَبْدي”.
ولعلّي أتخيّل ذاك الحوار يدور بين الملكين وبين أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو والمعالي:
🔹الملكان: ما اسمك؟
🔸الميت: إسمي مبطوح ابن مفضوح آل خايب،وأنا مبيوع ابن مفجوع آل خاين، وأنا عرّاب ابن غراب آل البين، وأنا برهان ابن حيران آل سودان.
🔹الملكان: ما هي كنيتك؟
🔸الميت: أنا سمو الأمير ميت الضمير، وهذا ولي العهد ناكث الوعد، وذاك سيادة الرئيس الانقلابي الخسيس، وذاك صاحب الجلالة ربيب العمالة والسفالة.
🔹الملكان: منذ متى أنت في الحكم؟
🔸الميت: أنا بعد النكبة، وهذا بعد النكسة، وهذا منذ حريق الأقصى، وهذا منذ احتلال العراق. أما زميلنا الآخر فقد ورث الحكم تقديرًا لجهوده في مكافحة الإرهاب.
🔹الملكان: وما هو الإرهاب حسب تفسيرك؟
🔸الميت: هي تلك الحركات المتطرفة، هم أولئك الكلاب الضالة والزنادقة (هكذا كان يصف القذافي الإخوان المسلمين في ليبيا)، هم الذين يرفضون الآية الكريمة “عليك بطاعة وليّ الأمر ولو رأيته يزني”، هم كل من قال لأمريكا وإسرائيل لا. باختصار هم تيار الإسلام السياسي، وبصراحة أكثر هم الإخوان المسلمون الذين كانوا لا يقبلون بفتاوى مشايخ وعلماء بلاطنا.
🔹الملكان: ماذا تقول في أمريكا؟
🔸الميت: هي قبلتنا وهي أم الدنيا، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يحث على احترام الأم، حتى أنه قال “الجنة تحت أقدام الأمهات” فكنا نفضل أن نظلّ تحت قدميها لأن رضاها يسهل لنا طريق الجنة. وقال آخر: هي صاحبة الفضل في وصولنا إلى الحكم، وكنا لا ننسى فضلها لأن هذا من العقوق الذي نهى الإسلام عنه، وكنا نستحي من مخالفتها حيث المثل يقول “إطعم الثم بتستحي العين”.
🔹الملكان: وماذا تقول في إسرائيل؟
🔸الميت: جارة عزيزة، والرسول أوصى بالجار. وقال آخر: مجموعة مساكين كانوا مشتتين في الأرض وعابري سبيل، والقرآن أمرنا بالإحسان إلى المساكين وعابري السبيل فآويناهم وتصدقنا عليهم بقطعة أرض لا تتجاوز رأس الأصبع الصغير على الخارطة!!! وقال آخر: هم أبناء عمومتنا والمثل يقول: “اللي خلفه أبوك إلك ولأخوك”. وقال آخر: لأننا مسلمون ونحكم شرع الله في دولنا فلم نقبل أن يكون لنا اثنان وعشرون دولة عربية وست وخمسون دولة إسلامية ولا يكون لأبناء عمومتنا دولة واحدة، فهذا ظلم ونحن لا نحب الظلم فأعطينا أبناء عمنا حصتهم كما ينص شرع الله خاصة وأن الحديث الشريف يقول: “فلسطين أرض بلا شعب تعطى لشعب بلا أرض”.
🔹الملكان: كيف كانت علاقتكم مع نتنياهو؟
🔸الميت: يبتسم ويقول: قصدك حبيبي بيبي؟ ويبتسم الآخر ويقول: تقصد أبو يائير؟ صحيح أنه كان منقادًا لزوجته سارة، وكان بخيل لكن يخرب بيته ما أطيب قلبه، ولولا شوي كنا بدنا نضمة للجامعة العربية خاصة وأنه كان يقول لنا بالعربي “شلوم عليخم” وبعدين فوق هاذ فهو جار، والنبي وصّانا لسابع جار وللأمانة وصيناه على الفلسطينيين اللي عنده ووالله ما قصّر وقام بالواجب، بس جماعتنا الفلسطينيين زودوها عن حدها، وكل مرة كنا نجيهن باقتراح كانوا يرفضوه مش عاجبهن العجب ولا الصيام برجب.
🔹الملكان: من ربك؟
🔸الميت: هاه، لا أدري، ثم قال: هو جورج بوش، فهو الذي يعزّ ويذلّ، فقد أذلّ صدام وأعزّ خامنئي يوم سلّمه العراق على طبق من ورد. وهو الذي أذلّ عرفات وأعزّ شارون الذي حاصره في المقاطعة. وقال آخر: هو ترامب الذي يحيي ويميت، فقد أمات جمال خاشقجي وأحيا ونجّى من التهمة محمد بن سلمان.
🔹الملكان: ما دينك؟
🔸الميت: أنا ديني كرسي الرئاسة. وقال الآخر: أنا ديني عرش الملك، فهو الذي في سبيله ولأجله وحفاظًا عليه قمت بالانقلاب على رئيس منتخب، وقمت بإعلان حالة الطوارئ والأحكام العرفية، وأنا لأجله سجنت عمي وابن عمي وأقاربي، وفتحت المعتقلات وشرّدت الكثيرين خارج البلد بل ولأجله هدّمت المساجد في حماه وحرقت الجثث والجرحى في المسجد في رابعة، وخلال لحظة صمت وإذا بصوت ينبعث يقول: أنا محمد بن زايد، الزاهد العابد أنا الذي أسست الدين الإبراهيمي وبنيت لذلك معبدًا في أبو ظبي، فيه كنيس وكنيسة ومسجد، يصلي فيه كل أبناء إبراهيم تحت سقف واحد لرب واحد، فأنا عملت هذا لوجه إسرائيل وابتغاء مرضات أمريكا.
🔹الملكان: وماذا تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ أقصد محمدًا صلى الله عليه وسلم؟
🔸الميت: فلعلّك تقصد محمد علي كلاي، أم محمد عبد الوهّاب، لكن الجواب الصحيح هو عند محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، فمحمد بن زايد كان يقال عنه “إذا كان قدوة الإرهابيين محمد بن عبد الله، فإن قدوة الإماراتيين محمد ابن زايد”. ومحمد ابن سلمان الذي كان يقال عنه “لقد بعث الله محمد بن عبد الله ليصحح عقيدة إبراهيم الخليل، وإننا في زمان نحتاج فيه إلى من يصحح عقيدة محمد بن عبد الله، إنه محمد ابن سلمان”.
🔹الملكان: كيف أفنيت عمرك؟
🔸الميت: الحمد لله فلقد أفنيت عمري في طاعة أمريكا، وكنت أدعو الله أن يميتني على الذي عشت عليه، وأن يبعثني يوم القيامة عليه.
🔹الملكان: كيف أبليت شبابك؟
🔸الميت: أبليت شبابي في مواخير باريس ولندن، ولأن الراحة في التغيير فإنني عزمت أن أتردد على المسجد الأقصى ولأجل ذلك قمت باتفاقية السلام مع إسرائيل، فأنا سأصلي العشاء في القدس وأكمل السهرة في بارات تل أبيب، فالمفتي وسيم يوسف يقول: إذا صلّيت العشاء فافعل ما تشاء”.
🔹الملكان: والمال الكثير الذي كان معك، من أين اكتسبته وفيم أنفقته؟
🔸الميت: لقد اكتسبته من عائدات النفط والغاز الذي ورثته عن أبي وعائلتي، حيث كنت أخصص منه نسبة لأفراد العائلة بدون استثناء الأمراء والسفهاء، وكنت أخصص بعض الفتات لشراء فرق كرة قدم في إنجلترا وإسبانيا وفرنسا. إنني كنت أعمل هذا ابتغاء وجه الله تعالى لأذلّ وأهين ذلك الإنجليزي اللعين ولأثبت له أنه يباع ويشترى بالمال العربي. لكن ولأنني كنت حريصًا على مال الشعب فقد كنت أستثمر بعضه في كازينو مونت كارلو وفي لاس فيغاس (مدينة القمار الأمريكية)، واستثمرت مبلغًا في كازينو أريحا دعمًا لصمود الشعب الفلسطيني. من هذا المال كنت أقدم الهدايا الثمينة، فقدمت ساعة فريدة لابن العم “شمعون بيرس” عندما زارني، واشتريت عقدًا من الماس للصحفية بنت العم “سمدار بيري” الصحفية في يديعوت أحرونوت، وقدمت مرة مبلغ 150 ألف دولار للرئيس كلينتون بعد محاضرة ألقاها في الرياض ولكن لأنه كان متواضعًا فقد تبرع بالمال لصندوق إسرائيلي يساعد ضحايا الإرهاب الفلسطيني، وقدمت مبلغ ثلاثة ملايين دولار لحديقة الحيوانات في لندن، ولا تنس أنني أكثر ما أفتخر به أنني قدمت عقود الماس واللؤلؤ الفريدة للسيدة ميلانيا زوجة ترامب وابنته إيفانكا زوجة كوشنير لأن مستشارينا الأشاوس القحطاني وآل الشيخ قالا لي إذا قدّمنا الهدايا الثمينة للنساء فإننا سنتحكم بالرجال!!!
وقبل أن ينهي جوابه قال بصوت عالٍ، وأهم من هذا كله فنحن من موّلنا انقلاب صديقنا السيسي ضد الإخواني محمد مرسي، ونحن من موّلنا ودعمنا السودان من أجل التطبيع مع إسرائيل، ونحن من أدرنا الظهر للشعب السوري لضمان أن ينتصر عليهم الأسد، بل إن أموال الأسد وأقاربه كانت في ذمتنا وفي بنوكنا.
🔹الملكان: كيف كانت علاقتك مع جامعة الدول العربية؟
🔸الميت: الصحيح بما أننا الآن في موقف السؤال فلا بد من الصراحة وقول الصدق، فلقد كانت جامعة الدول العربية بالونًا منفوخًا، وكان الكثيرون منا بمثابة إبر وخوازيق في يد أمريكا، فكانت تثقب هذا البالون عند كل اجتماع للجامعة العربية فلا يخرج عنها إلا بيانات جوفاء ميته.
الملكان: كيف كان دوركم في منظمة التعاون الإسلامي؟
الميت: الله يلعن الكذب، الصحيح أننا كنا أشد عداء للإسلام من أعدائه، فكنا نحارب الإسلام نيابة عن أصدقائنا في أمريكا وإسرائيل، لكن للحقيقة فإن لنا موقفين تاريخيين مشهودين أسأل الله أن يجعلهما في ميزان حسناتنا. أما الأول حين شجعنا وتم بالإجماع الاتفاق على إلغاء مصطلح الجهاد من قاموسنا السياسي خلال اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في داكار عاصمة السنغال عام 1993، متفائلين بمؤتمر مدريد واتفاقية أوسلو حيث لم يعد حاجة للجهاد، وأعلنا أن السلام هو خيار استراتيجي. وأما الموقف الثاني فكان قرار وزراء خارجيتنا الذي انعقد في كوالالمبور عاصمة ماليزيا يوم 3/4/2002 بعد مجزرة مخيم جنين، وأعلنا بحزم أن إسرائيل والفلسطينيين هما السبب سواء بسواء في تلك الأحداث رغم أننا أعلنا أن إسرائيل هي البادئه، لكن الفلسطينيين لم يكونوا حكماء ولم يفهموا أن الكف ما بتلاطم مخرز. نعم لقد صرّحنا أن إسرائيل هي المبتدئه ولم نخف منها، فنحن لا نخاف إلا من الله تعالى.
🔹الملكان: هل كنت تصلي؟
🔸الميت: نعم كنت أصلي العيد والجمعة، وغالبًا ما كنت أصلي بدون وضوء وأحيانًا كنت أتيمم لأنني كنت مشغولًا جدًا بطرح مبادرات السلام وإصلاح ذات البين مع أبناء عمومتنا الإسرائيليين، وأنت تعلم أن إصلاح ذات البين أفضل من الصلاة أليس كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى. قال: إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة”. وفي أحيان كثيرة فإنني كنت أصلّي صلاة الحرب كما شرحت ذلك الآية 102 من سورة النساء.
🔹الملكان: وتعرف رقم آية صلاة الحرب جيدًا، لكن أي حرب هذه التي قمتم بها؟
🔸الميت: إنها الحرب ضد الإرهاب وضد المتشددين الذين شوّهوا صورة الإسلام. نحن من أعلنا الحرب على إخوان مصر وقمنا بذبحهم أكثر من مرة كان آخرها في رابعة عام 2013، وحاربنا لإسقاط مرسي لأن بقائه ونجاحه في حكم مصر وهو الملتزم دينيًا فإن ذلك سيفضح تديننا وتنقلب علينا شعوبنا. ونحن من ذبحنا إخوان سوريا في حماه عام 1982. ونحن من عملنا مع حلفائنا لضمان عدم سقوط بشار لأن سقوطه يعني وصول الإخوان المسلمين والمتطرفين للحكم. ونحن من فضّلنا الحوثيين على الإخوان المسلمين. ونحن من اعتقل الشيخ خالد الراشد فقط لأنه دعا لاعتصام أمام سفارة الدنمارك في الرياض احتجاجًا على الرسوم المسيئة لنبي الإسلام. لقد سجناه 15 عامًا وحتى بعد انتهاء مدته قبل شهرين فإننا لم نطلق سراحه لأنه ما يزال خطرًا على الشعب وعلى الإسلام، أليست هذه حروب كنا مشغولين بها.
🔹الملكان: لماذا كنتم ضد انتفاضة الحجارة الفلسطينية؟
🔸الميت: لأننا نكره الحجارة كرهًا شديدًا، فكنا كلما نرى الأطفال الفلسطينيين يرجمون بالحجارة جنود الاحتلال الإسرائيلي فإن هذا كان يذكّرنا بمرشدنا وأستاذنا أبو رغال الذي دلّ جيوش أبرهة وأرشدهم للوصول إلى مكة لهدم البيت الحرام، فبعد أن نجّى الله البيت الحرام وأهلك أبرهة فكانت العرب ترجم قبر أبو رغال بالحجارة مثلما يرجمون إبليس في مواسم الحج، لذلك كانت عندنا حساسية من الحجارة ونخاف أن نرجم بها كما رجم سيدنا أبو رغال رضي الله عنه.
🔹الملكان: ما هذا الذي تحت رأسك في القبر؟
🔸الميت: إنه العلم الأمريكي والإسرائيلي، فقد ورد في كتاب نوادر جحا أن صلاح الدين الأيوبي كان كلّما عاد مساء بعد القتال فكان ينفض الغبار عن ثيابه ويضعها في كيس ثم أوصى إذا مات أن يضعوا كيس الغبار تحت رأسه حتى إذا سأله الملكان ما هذا الكيس يا صلاح قال: هذا غبار الجهاد في سبيل الله. ونحن أردنا أن نتشبّه به فوضعنا هذا العلم الذي قضينا عمرنا في خدمته حتى إذا متنا وسألتم ما هذا فنقول لكم هذا علم إسرائيل من الفرات إلى النيل.
لعلّ كثيرًا من الأسئلة يمكن أن تُسأل في بيان وكشف حقيقة هؤلاء الظلمة والطواغيت وجنايتهم بحق الأمة. وإنني على يقين أن يوم حساب الشعوب لهم قريب قريب والذي سيكون مقدمة ليوم الحساب بين يدي رب العالمين، وقبل ذلك فإنه سؤال القبر وعذابه. {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} وإذا كان البعض يعزي بالقول: “لا أراكم الله مكروها بعزيز” فإننا نحن نقول: “لا أراكم الله خيانة في زعيم”.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا..
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى