تكنولوجياومضات

علماء المصادم الهادروني الكبير يحاولون توليد ثقب أسود صغير

قام العلماء والباحثون العاملون في المصادم الهادروني الكبير بسويسرا بتشغيل الجهاز بأقصى طاقة ممكنة على الإطلاق؛ في محاولة لإيجاد -أو ربما توليد- ثقوب سوداء صغيرة.
وإذا نجحت الفكرة، فسيتم الكشف عن عالم جديد للغاية، ليس فقط تعديل كتب الفيزياء، بل كتب الفلسفة أيضًا، حسب تقرير لموقع “ساينس نيتشر” (sciencenatures).
ويأمل العلماء الذين يجرون التجربة التواصل مع عالم موازٍ خارج عالمنا، ويقول باحثون عاملون في المشروع إن من الممكن أيضا تسرب الجاذبية من كوننا لهذا الكون الموازي المفترض.
ومن المؤكد أن هذه التجربة ستثير غضب النقاد القلقين من تجارب ومشروعات مصادم الهادرونات الكبير، الذين حذر العديد منهم في البداية من أن تصادم الجسيمات عالي الطاقة سيؤدي إلى نهاية الكون بتكوين ثقب أسود خطير، لكن ذلك لم يتحقق.
ومصادمات الجسيمات هي مختبرات ضخمة هدفها تعجيل الجسيمات دون الذرية إلى سرعات مهولة ثم صدمها ببعضها بعضا، ويتم التقاط ناتج هذا الاصطدام وفحصه من أجل استكشاف عالم الجسيمات دون الذرية.
تجدر الإشارة إلى أن مصادم الهادرونات الكبير يعد الأضخم عالميا، ويتكون من نفق دائري مطوق بمسافة 27 كيلومترا، على عمق بين 50 و175 مترا تحت سطح الأرض، وقُطر النفق الذي توجد به مغناطيسيات تعجيل البروتونات 3.8 أمتار، وتم إنشاؤه في الفترة بين 1983 و1988، واستخدم سابقا مخزنا لمصادم إلكترون بوزيترون الكبير، وهو يعبر الحدود السويسرية الفرنسية عند 4 أماكن، معظمها داخل فرنسا.
وقد تمكن المصادم الهادروني الكبير الموجود حاليا من تطوير فهم الباحثين في كل أنحاء العالم لطبيعة العالم دون الذري، وخلال نصف قرن تمكنت أبحاثه من استكمال اللبنات الأساسية للنموذج المعياري لفيزياء الجسيمات، والذي يمثل التركيب الدقيق لكل المادة التي نعرفها في هذا الكون.
وسجل عام 2019 إنجازات مهمة في مجال الكشف عن الثقوب السوداء، فقد تمكن فريق دولي من علماء الفلك من التقاط أول صورة لثقب أسود باستخدام شبكة عالمية من أجهزة التلسكوب، كما اكتشف في وقت لاحق فريق من علماء الفلك بمعهد ماكس بلانك للفيزياء أحد أضخم الثقوب السوداء، الذي تصل كتلته إلى نحو 40 مرة ضعف كتلة الشمس.
والثقوب السوداء أماكن ذات جاذبية هائلة، تبتلع كل ما يقع تحت مجالها من كواكب ونيازك وغيرها، ويجهل العلماء عنها الكثير، وأقرب واحد إلى كوكب الأرض يبعد 1600 سنة ضوئية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى