هــذا دورنـا
ليلى غليون
قدّمنا في المقالين السابقين نبذة مختصرة حول الجمعيات النسائية ومدى خطرها على المجتمعات عامة، ومجتمعاتنا الاسلامية على وجه الخصوص، ويبقى تشخيص الداء والكشف عنه لا يغير من الواقع شيئا ما لم يتم تشخيص الدواء وإعطاء العلاج، والعمل على ايجاد سبل الوقاية التي تعرقل بل وتمنع جرثومة المرض من الانتشار في الجسد الاجتماعي.
وقد كشف د. هنري ماكوو- وهو باحث في شؤون الحركات النسوية- عن خطط الحملة التي تستهدف مجتمعاتنا خاصة قائلا: “إنها حرب ذات أبعاد سياسية وثقافية وأخلاقية، لأنها تستهدف ثروات المسلمين ومدخراتهم، ولا بد كذلك من سلب المرأة أهم ما تملك وهو دينها وثقافتها واخلاقها وللمرأة دور رئيسي في تنفيذ هذه المخططات”. انتهى كلام د. هنري.
وبما أننا بتنا على بيّنة من أمرنا بعد أن سقط القناع وظهرت حقيقة هذه الجمعيات النسوية التي تنبئ بخطر محدق لن يبقي ولن يذر ما لم يتم التصدي له بكل السبل التوعوية والقانونية، لذا فإن الكرة الآن في ملعبنا لنقوم بالدور المفروض الذي يحتم علينا ان نستيقظ وننتفض ونتصدى فنحن نملك أدوات التصدي، فإن وجودنا مرتبط بمدى ارتباطنا بكلمة مسلمين اسماً وفعلا وقولا، وإلا فإنه الاستبدال الذي عنه قال الله تعالى: {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم}.
والمواجهة والتصدي حسب رأيي المتواضع يجب ان تتخذ بإجراءات وقائية ابتداء، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج كما يقال، وذلك بأن ننشر الوعي بالتربية الدينية الصحيحة بين الآباء والأمهات أولا، في المدارس والجامعات ووسائل الاعلام والثقافة المتاحة بين أيدينا.
إن مدى استشعارنا بالخطر هو القوة الدافعة التي تحركنا لمعالجة الامراض الكامنة في مجتمعاتنا حتى لا يستغلها شياطين الأرض في هدم وتقويض قيمنا وثوابتنا، وقد وضع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدة ثابتة قوية لننطلق منها، ولتكون لنا وقاية وهداية وعزا وتمكينا من خلال حديثه صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي)، لذا علينا القيام بمراجعة شاملة لفكرنا وثقافتنا وعلينا إجراء عملية مسح كاملة لطرق معاملتنا مع المرأة حتى نطهرها من كل أشكال الظلم والتمييز الذي يخالف الشريعة الاسلامية النقية التي كفلت للمرأة حقوقها ونبهت وأوصت بها وتوعدت المقصرين فيها بعذاب أليم.
علينا أن نعطي المرأة كامل حقوقها المشروعة، والنظر اليها نظرة الاسلام الصحيحة، لأن القصور الموجود حاليا في مجتمعاتنا الاسلامية بحق المرأة هو الذي أوجد الثغرات التي من خلالها تم اختراقنا بهذه المخططات الخبيثة، وبإنصافنا للمرأة واعطائها كامل حقوقها في الاسلام فإننا سوف نقدم للبشرية جمعاء النموذج الامثل في كيفية التعامل مع المرأة الذي يحتذى به.
إن وأد هذه المخططات لن يتم الا اذا عاشت المرأة (بنتا كانت أم زوجة أم أما) في رياض التكريم والعدل الذي منحها اياه الاسلام، وإن فشل هذه المخططات لن يتم إلا إذا تم القضاء على نظرة التفرقة بين البنت والولد، وتم اشباع واحتواء البنت عاطفيا وشعوريا ونفسيا كما يتم احتواء واشباع الولد، وعندما يتم العدل بين الابناء والبنات في كل أشكال التعامل، وعندما يتعامل الزوج مع زوجته من خلال قوله تعالى {وعاشروهن بالمعروف} ومن خلال قوله صلى الله عليه وسلم): ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم)، وعندما يتعامل الابن مع أمه من خلال حديثه صلى الله عليه وسلم: (أمك ثم أمك ثم أمك …) عندها من يستطيع اختراق هذا الحصن الحصين. لا بل أن كل السهام المسمومة والمسنونة الموجهة تجاه قلب مجتمعاتنا سترد بإذن الله الى نحور اصحابها ليجعل الله تدميرهم في تدبيرهم.
وعليه فإنها جملة من الافكار والتوصيات نضعها حائط صد تتكسر عليه كل السهام الصدئة والخبيثة التي تستهدف النيل من مجتمعاتنا:
1- التمسك بالدين وتربية الابناء على أسس التربية الاسلامية الصحيحة.
2- أن تتعرف المرأة على دينها وعقيدتها وتفهمها فهما سليما.
3- توعيتها بحقوقها المشروعة التي منحها الاسلام.
4- توعيتها بالمخاطر التي تحيط بها وبالفكر النسوي الذي يدسم السم مع العسل وتعريفها بالمواثيق الدولية التي تنادي بالمساواة التامة دون اعتبار لأي فوارق بين المرأة والرجل.
5- العودة الصادقة الى الذات لمعرفة أين يكمن الخلل والاجتهاد لإصلاح الخلل بكل الطاقات والامكانيات.
6- وأخيرا هي دعوة لكل من يتبوأ مسؤولية في المجتمع من إعلاميين واختصاصيين نفسيين واجتماعيين ووعاظ وخطباء وأئمة وغيرهم كثير، أن تتكاتف جهودهم في عملية التثقيف والتوعية والتربية حتى لا نترك الساحة لغيرنا مهما كــان الدور الذي يقومون به بسيطا.


