أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

الرسائل الخفية في الاعلام وكيف تجدها (2)

عائشة حجار-محاضرة جامعية وطالبة دكتوراه في الإعلام الحديث
هذا الأسبوع كان هناك حدث استغربه البعض في الشبكات الاجتماعية، كان هناك خط احمر تم تجاوزه. بعد نشر نص فتوى لرئيس المجلس الإسلامي للإفتاء د. مشهور فواز حول حكم استمرار عقد الزواج في حال شتم أحد الزوجين الذات الإلهية، ظهرت ردود، الكثير من الردود، تجادل الفتوى، تكذبها وتسخر منها. السؤال كيف وصلنا الى مرحلة يتحدى شباب فيها مفتيا ويعتقدون ان لا مشكلة في سب الذات الإلهية؟
هناك الكثير من العوامل هنا، لكنني أتطرق الى الجانب الإعلامي، أتحدث عن أفلام ومسلسلات الأطفال التي نشاهدها وشاهدناها نحن وابناؤنا. عندما يظهر مدير عمل “سبونج بوب” مخلوقا أحمق لا يهمه سوى المال، ووالد “غامبول” شخصا أحمق تافها اقل ذكاء من اطفاله، عندها لا بد من ان نتوقع ان لا يحترم الطفل والديه او أي سلطة أخرى. ثم عندما تقدس مولان (الجزء الثاني) وعروس البحر الصغيرة الثورة على القوانين الاجتماعية حتى لو أدى ذلك الى تدمير الشخص ودون اعتبار للعواقب فسيكبر الطفل ليصبح شابا يجادل لأجل الجدل. عندما يظهر اللص علاء الدين والقاتل الاجير كيلوا ابطالا يتعاطف المشاهد معهم بينما كبار السن في معظمهم اشخاص مملون يفهمون العالم بشكل خاطئ ويظلمون أولادهم، سينجر الشباب وراء نجوم لحظيين سطحيين يتباهون بالوقاحة والخطأ.
بعد ان يشاهد الطفل كل هذا بدون وساطة والدية هل يجب حقا ان نستغرب جرأته على قوانين الدين؟ تمرده على كل ما يميز المجتمع؟ اعتقاده بأن كل حد وضع لكي يتم تجاوزه؟
انا لا انادي هنا ابدا بحرمان الأطفال من برامجهم وافلامهم، لكن لا بد من مشاركتهم هذه المشاهدة، ولا بد من تأصيل العقيدة في قلوبهم. قبل ان يشاهد طفلك فيلما يحوي ابطالا خارقين عرّفه معنى “الله”، قبل أن يشاهد المخلوقات الأسطورية حفز خياله بـ “البراق”. قبل ان يشاهد بطولات مولان وموانا حدثه عن قوة خديجة رضي الله عنها، وربما حان الوقت ليأخذ أحدهم زمام المبادرة ويعمل على اعلام إسلامي صحيح للأطفال (طيور الجنة لا تعد!).
بالنسبة لبرامج أطفال وافلام غير مؤذية: ماشا والدب، سراج، اما الأفلام فيفضل ان تشاهدها أنتم أولا.
إذا كان هناك أي نص اعلامي ترغبون بان اتناوله في الحلقات القادمة أرسلوا الي اقتراحاتكم، ملاحظاتكم، نصائحكم عبر الفيسبوك: Aysha Hjjar

إغلاق حسابات معاذ خطيب
خلال الأسبوع الأخير ضجّت شبكات التواصل الاجتماعي بخبر قرار “فيسبوك” اغلاق حسابات الناشط معاذ خطيب بعد فترة تحدث فيها كثيرا عن مسألة الشذوذ الجنسي وهاجم الجمعيات التي تناصر هذه الظاهرة. لم استغرب الحدث فشبكات التواصل الاجتماعي تهوى عرض نفسها على انها واحة الديمقراطية، الا ان جميع الأبحاث التي أجريت حول هذه الشبكات حتى اليوم تعرض واقعا مغايرا فيه تدار الشبكة كما تدار كل منظومة اجتماعية بشرية، حسب اهواء القائمين عليها.
الشبكات الاجتماعية ما هي الا شركات عملاقة لها حساباتها المالية والسياسية والاجتماعية. هذا الامر طبيعي فالقانون الحديدي للمجتمعات البشرية يقول إن كل منظومة اجتماعية تبدأ بشكل متساو إلا أنها مع الوقت تتحول الى منظومة طبقية، لذلك من غير المعقول أصلا ان نتوقع من الشبكات العملاقة أن تتنازل عن قدرتها على هندسة العقول وان تمنح للجميع منصة غير مشروطة.
أمّا عمّا يعرضه معاذ حول قضية الشذوذ الجنسي والتي كانت باعتقادي السبب الأساس لإغلاق حساباته فهنا يوجد امر لا بد من توضيحه: رفض الشذوذ، او أي شيء آخر، من منطلق ديني ليس نوعا من العنصرية أو كراهية الاخر، الدين ليس مجموعة نصائح يمكننا الاخذ بها او تجاهلها بل هو منظومة قوانين على معتنقها الالتزام بها، والديانات السماوية ترفض الشذوذ، ببساطة هذا أحد قوانين الدين التي لا جدال فيها، ولا يمكنني ان اعتمر قبعة “المسلم الكيوت” بتجاهل قاعدة دينية. فكما يحق لجمعيات بنيت لمناصرة هذه الظاهرة (وافرق بين الظاهرة والأشخاص) أن تنشر المعلومات التي تشاء عنها، بل وتدخل المدارس لتعرض رؤيتها على الطلاب، يحق للجانب الآخر أيضا ان يعرض قوانينه وايمانه المناقض لهذه الجمعية، انه امر بديهي لا يفترض ان يكون هناك جدال حوله.
لك الحق والحرية ألا تتفق مع معاذ الخطيب في آرائه، لكن بين هذا وبين الدعوة إلى إسكاته وإغلاق مساحاته على المنصات الالكترونية هناك فرق كبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى