أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

الرسائل الخفية في الإعلام وكيف تجدها (1)

عائشة حجار-محاضرة جامعية وطالبة دكتوراه في الإعلام الحديث
في الآونة الأخيرة، وفي معظم الفترات التي يسودها نقاش أو جدل ما حول هويتنا وهوية أبنائنا الدينية، القومية أو أي جانب آخر، يكثر الحديث حول أجسام الإعلام الكبرى التي تدعم أو ترفض مبادئ معينة. لنبدأ بحقيقة بسيطة: لا يوجد في العالم نص إعلامي حيادي، من يكتب قصة مسلسلك المفضل، من يصور التقرير في نهاية اليوم ومن يرسم الرسومات للكرتون المفضل لدى أطفالك هم بشر لهم ميولهم وآراؤهم، دورك انت أن تختار المادة الإعلامية التي ترغب باستهلاكها. في هذه السلسلة أود أن أعرض باختصار موضوع الرسائل الخفية في الإعلام، وهذا لا يعني أنني سأعرض براهين على نظرية المؤامرة بل انني سأعرض بعض الأمثلة التي قد تساعدنا لفهم مصدر قسم من قناعاتنا ومعرفة ما يتعرض له أطفالنا. سأبدأ بالإعلام المكتوب التقليدي والقديم لأتقدم الى التلفزيون وانتهي بالإنترنت والشبكات الاجتماعية.
لنتحدث هذه المرة عن أول نص نتعرض له بالرغم من استخفاف الكثيرين منا بتأثيره: قصص الأطفال التقليدية (سأتحدث عن أفلام ديزني في حلقة منفصلة)، أتطرق هنا الى القصص التي يعرفها معظمنا مثل الجميلة والوحش، بيضاء الثلج، هنزيل وغريتل وكذلك قصص من تراثنا نحن مثل “فراس واصدقاؤه الثلاثة”، نص نصيص، وغيرها. كل هذه القصص تحاول أن توصل للأطفال رسالة ما حول قواعد التصرف في المجتمع، بالذات فيما يخص طاعة الوالدين وعدم الكذب والحب. كل هذا جميل جدا، إذا اين المشكلة؟
تكمن الرسائل الخفية في قصص الأطفال في أمرين أساسيين: صفات الشخصيات الرئيسية والتصرفات التي تعرض كأنها طبيعية ومفهومة ضمنا. لنأخذ مثالا بيضاء الثلج، قصة نعرفها جميعا حول أميرة مسكينة تحاول زوجة أبيها الشريرة قتلها لكن اميرا يقع في حبها وينقذها. لنعد صياغة القصة بشكل آخر: صراع بين امرأتين على السلطة ينتهي بنفي أقلهما قوة ومحاولة قتلها، إلا أن جمالها يجعل أميرا يقع في حبها (يمكن هنا أن نتساءل أي نوع من الحب هذا الذي يؤسس على نظرة واحدة) الامر الذي يساعدها لتنتزع السلطة، أمّا الحاكمة الأخرى فتموت غير مأسوف عليها. ما هي الرسائل في هذه القصة؟
زوجة الاب امرأة شريرة بالضرورة قد وقع الاب في فخها، وهو أمر نراه تقريبا في كل قصة تشمل زوجة أب.
الجمال هو أهم صفات المرأة وهو الذي يجعلها تستحق الحب والمنصب والسعادة. ففي بياض الثلج وكذلك الاميرة النائمة لا حاجة لأي كلمة تتفوه بها الفتاة لتحظى بقلب الأمير.
أمّا أهم ما للرجل فهو المنصب، كل ابطال القصص امراء في الادب الغربي. في الادب العربي نجد أن هذه الظاهرة أقل انتشارا.
إذا كان الى جانب الرجل امرأة جميلة المظهر فمن الممكن ان نعذر اخطاءه لأنها تخدعه بجمالها.
الجميل أن معظم هذه الرسائل لا نجدها في التراث العربي وهو أمر مطمئن، إلا أنّ شخصية الغولة رئيسية فيه. لكن لندع الشخصيات المؤنثة قليلا ونتحدث عن قصة ما زال أطفالنا يستمعون إليها في الرياض وصفوف البستان مثل قصة فراس، فحين يأكل أحدهم زرع فراس يجد الصبي طريقة لإجبار الحمار على الاعتراف بالذنب دون اثبات حقيقي، ففي حين تتمكن الحمامة والعصفورة من الطيران يقع الحمار في الماء ويعتقد ان هذا دليل ذنبه، لكن القصة لا تجادل هذا الفعل فالحمار، لأنه حمار لا بد انه هو المذنب الطبيعي، إذًا هناك اشخاص يدانون بالذنب لأنهم هم ولا حاجة للمزيد من الأدلة. انها رسالة نسب الصفات التلقائي الى الآخرين والحذر منهم لأنهم آخرون.
طبعا يمكن الحديث بهذه الطريقة عن كل قصة نقرأها. ولا بد لنا كأهل أن نفكر جيدا ونختار القصص التي نسردها لأطفالنا حتى لا نكون نحن من يملأ رؤوسهم بأفكار تفاجئنا لاحقا. لا بد أن نقرأ القصة أولا لنقرر إن كانت تناسبنا أصلا ثم لكي نكون جاهزين لنقاشها لاحقا مع صغارنا.
حول التعامل بالقصة أنصح بمتابعة صفحة المعالجة تهاني عاصلة والتي جعلت من سرد القصة مشروعا كاملا.
ملاحظة: إذا كان هناك أي نص إعلامي ترغبون بأن أتناوله في الحلقات القادمة أرسلوا إلي اقتراحاتكم، ملاحظاتكم، نصائحكم عبر الفيسبوك: Aysha Hjjar

خولدئي وبريقه الزائف!!

أزعجتني كثيرا كمية التعقيبات الشاكرة لرئيس بلدية تل ابيب-يافا رون خولدئي على إضاءة مبنى البلدية بصورة العلم اللبناني، كأن الرجل صنع لاحد ما معروفا وأعاد أرضا محتلة بإنارة بضعة مصابيح.
يزعجني كذلك، أن البعض غرق في الأسرلة لدرجة أنه يرى في كل فتات يرمى إليه معروفا عظيما! من المزعج أن نرى شبابا يرون في مبنى هذه البلدية رمزا للتسامح والسلام، وهي المسؤولة عن نبش القبور وهدم البيوت وتهجير الأهالي، والأكثر ألما أن بعض المهللين هم من مهجري يافا، لذلك وجب توضيح بعض الأمور: ليست هذه الفرحة بالفتات إلا إحدى النتائج الكارثية للخطاب السياسي العربي في السنوات الأخيرة وتكرار “بعض الزعامات” لمصطلح “الأقلية العربية” وقولها بضرورة الحديث بلغة “بوس الكلب…”، ناهيك عن الترويج لحزب يقوده رؤساء أركان الجيش السابقون على أنه حزب سينصف العرب في البلاد عبر رمي بعض الفتات إليهم.
لذلك، لا بد أن نذكّر أنفسنا أننا لسنا أقلية عادية بل نحن شعب تحت احتلال. أمّا عن إضاءة علم لبنان، فلا بد من أن نتذكر أن لبنان جرى تدميره العديد من المرات على يد الجيش الإسرائيلي!!
كي لا تزيد مشاعر الدونية هذه لدى البعض، لا بد أن نعلم ابناءنا أنه “محدا عاملك معروف إنك هون”. تذكّروا من أنتم، وذكّروا أولادكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى