أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

(هوس الافتراء على الشيوعيين) بين عصام مخول ومحمود محارب (3)

طه اغبارية
انسجاما مع ما دعا إليه عصام مخول في مقالته التي نشرها في صحيفة الاتحاد بتاريخ 12/6/2020 بعنوان (هوس الافتراء على الشيوعيين) والتي دعا فيها كل من يريد قراءة تاريخ الحزب الشيوعي الإسرائيلي للعودة إلى أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي وإلى قراءة هذا التاريخ على قاعدة (مقارعة الحجة بالحجة)، إنسجاما مع كل ذلك فإن الباحث محمود محارب كان قد نشر مقالته الثانية بتاريخ 15/5/2019، بعنوان (دور الحزب الشيوعي في النكبة)، إستنادا إلى وثائق الحزب الشيوعي الإسرائيلي وقد خلص فيها محارب إلى أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي قام بسلسلة زيارات للدول الشيوعية في أوروبا الشرقية وجنّد خلال تلك الزيارات السلاح والعتاد والقوى البشرية لإقامة دول لليهود في فلسطين، وها أنذا أعرض مقتطفات مما ورد في هذه المقالة:
1. (استهل ميكونيس جولته في دول أوروبا الشرقية بزيارة رومانيا. ففي 21 شباط/ فبراير 1948 وصل ميكونيس إلى بوخارست قادمًا من فلسطين، لحضور مؤتمر الوحدة بين الحزب الشيوعي الروماني والحزب الاشتراكي الديمقراطي الروماني. وألقى ميكونيس خطابًا في هذا المؤتمر عرض فيه قراءة الحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي للوضع في فلسطين). محارب.
2. (استهل ميكونيس خطابه على نحو درامي، وقال إنه جاء “من أرض إسرائيل التي هي واحدة من البلدان التي تناضل من أجل حريتها واستقلالها مثل إندونيسيا وفيتنام والصين واليابان ضد دوائر بيفن ومارشال وأذنابهم) – محارب نقلا عن صحيفة (كول هعام) بتاريخ 25/2/1948.
3. وقال كذلك: (لقد أتيتكم من جبهة النار والدم، من جبهة حرب قاسية وشاقة من أجل التحرر القومي. فقد فرضت علينا الإمبريالية الأنغلوسكسونية حربًا دامية؛ فالإمبريالية تنظم عصابات عربية في داخل البلاد وفي الدول العربية المجاورة بواسطة الرجعية العربية، فهي تنظم زلم أندرس البولندي وزلم هتلر والفاشيين البوسنيين، وكل من هبّ ودبّ من اللمم ومن الخونة والقتلة، وتدفع بهم جميعًا ضد الييشوف اليهودي)!!-محارب نقلا عن (كول هعام) بتاريخ 25/2/1948.
4. (ادعى ميكونيس في خطابه أن “قوات جيش بيفن وأتلي وشرطتهما” تصادران السلاح من المنظمات العسكرية اليهودية وتعتقلان وتقتلان أفرادها، وتتجسسان على مواقع القوات العسكرية اليهودية في فلسطين وتزودان “العصابات العربية” بهذه المعلومات) – محارب نقلا عن (كول هعام) بتاريخ 25/2/1948.
5. (ولم يكتفِ ميكونيس في خطابه بهذه الأكاذيب، بل استمر خياله ينسج الواحدة تلو الأخرى، فادعى أن “الدبابات البريطانية تمنح المهاجمين العرب غطاء وتشكّل لهم درعًا واقية”. واستطرد قائلًا: “لقد فجّر البريطانيون عمارة مكونة من أربعة طوابق في شارع في تل أبيب، لكي يتمكن قناصة عرب تحت غطاء الشرطة البريطانية من إطلاق النار على الشوارع المجاورة. وهذا هو المتّبع في حيفا والقدس وكل مكان آخر”) – محارب نقلا عن (كول هعام) بتاريخ 25/2/1948.
6. (ادعى ميكونيس في خطابه أن الحرب التي يخوضها الييشوف اليهودي لإقامة الدولة اليهودية هي حرب الشعب، وهي “حرب عادلة وتقدمية وضد مؤامرات الإمبريالية الأنغلوسكسونية وعملائها العرب”. كما قال إن “الشعب مستعد للحرب ويريد تحقيق الانتصار”. وفي ختام خطابه، ناشد ميكونيس “معسكر السلام والديمقراطية” بقيادة الاتحاد السوفياتي التدخل الفعال وتقديم المساعدة لحرب الييشوف) – محارب نقلا عن (كول هعام) بتاريخ 25/2/1948.
7. (وفي حزيران/ يونيو 1949 استجابت باوكر لطلب ميكونيس المتمثل بفتح أبواب الهجرة ليهود رومانيا إلى إسرائيل، وأخبرته أن على اليهود الذين يرغبون في الهجرة إلى إسرائيل أن يسجّلوا أسماءهم في وزارة الخارجية الرومانية. ونقل ميكونيس هذا الخبر المهم إلى قيادات اليهود في رومانيا، فهاجر عشرات آلاف اليهود إلى إسرائيل، واستوطنوا في القرى والمدن التي هُجّر الفلسطينيون منها)- محارب نقلا عن شهادة ميكونيس.
8. (في بداية آذار/ مارس 1948، سافر ميكونيس من رومانيا إلى يوغسلافيا، وبذل فيها جهودًا جمة في شرح طبيعة الحرب في فلسطين للمسؤولين وللقيادات اليوغسلافية…. وعلى إثر هذا الجهد الذي بذله ميكونيس، اشترت يوغسلافيا عشرة مدافع من عيار 120 ملم من سويسرا وأعطتها للهاغاناه) – محارب نقلا عن “شهادة ميكونيس”.
9. (… وبفضل الجهد الذي بذله ميكونيس، سمحت يوغسلافيا للهاغاناه ثم للجيش الإسرائيلي باستعمال أحد مطاراتها لنقل السلاح من تشيكوسلوفاكيا إلى إسرائيل..) – محارب نقلا عن “شهادة ميكونيس).
10. (…. وفي 8 نيسان/ أبريل 1948، اجتمع ميكونيس بجورجي ديميتروف (1882-1949)، زعيم الحزب الشيوعي البلغاري ورئيس الحكومة البلغارية في الفترة 1946-1949. وذكر ميكونيس أن ديميتروف قال له في هذا الاجتماع “إنني أحسدك لأنك تشارك في حرب الاستقلال، ولو لم أكن رئيسًا لحكومة بلغاريا لكنت ذهبت إليكم لأحارب إلى جانبكم في حرب استقلالكم”… وأن ديميتروف أخبره عن موافقته بالسماح لكل من يشاء من يهود بلغاريا بالهجرة إلى فلسطين) – محارب نقلا عن “شهادة ميكونيس”.
11. (بعد أن أنهى مهماته في بلغاريا، سافر ميكونيس في منتصف نيسان/ أبريل إلى تشيكوسلوفاكيا…. وذكر ميكونيس أنه كان له الدور المهم في إقناع القيادة التشيكية بضرورة تزويد منظمة الهاغاناه، ثم إسرائيل بمختلف أنواع الأسلحة المتطورة، وأنه كان له لاحقًا الدور الحاسم في إقناع القادة المسؤولين التشيك بإقامة الفيلق التشيكوسلوفاكي اليهودي وإرساله إلى إسرائيل للمشاركة في حرب 1948) – محارب نقلا عن “شهادة ميكونيس”.
12. (سافر ميكونيس في نيسان/ أبريل 1948 من براغ إلى بولندا، واجتمع بالقادة البولنديين، وفي مقدمتهم فلاديسلاف غومولكا (1905-1982)، الزعيم البولندي والأمين العام للحزب الشيوعي البولندي… وطلب ميكونيس من غومولكا أن تنظم بولندا دورات عسكرية على أراضيها لتدريب ضباط بولنديين يهود، ثم إرسالهم إلى الييشوف اليهودي… وفعلًا استجاب غومولكا لطلب ميكونيس وجرى تدريب 60 ضابطًا بولنديًا يهوديًا فورًا في دورة عسكرية مكثفة، وأرسلتهم بولندا إلى إسرائيل وشاركوا في حرب 1948) – محارب نقلا عن “شهادة ميكونيس”.
13. وهكذا قام الباحث محمود محارب بما طالب به عصام مخول وهو الكتابة عن تاريخ الحزب الشيوعي الإسرائيلي على قاعدة (مقارعة الحجة بالحجة)، والرجوع إلى أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وعلى هذا الأساس وصل محارب إلى هذه النتائج، فنرجو من مخول أن يكتب ردا علميا على هذه النتائج التي توصل إليها محارب.
يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى