أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

(هوس الافتراء على الشيوعيين).. بين عصام مخول ومحمود محارب (2)

طه اغبارية
إنسجاما مع ما دعا إليه عصام مخول في مقالته التي نشرها في صحيفة الاتحاد بتاريخ 12/6/2020 بعنوان (هوس الافتراء على الشيوعيين) والتي دعا فيها كل من يريد قراءة تاريخ الحزب الشيوعي الإسرائيلي للعودة إلى أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي وإلى قراءة هذا التاريخ على قاعدة (مقارعة الحجة بالحجة)، إنسجاما مع كل ذلك فإن الباحث محمود محارب كان قد نشر مقالته الثانية بتاريخ 23/7/2019، بعنوان (دور الحزب الشيوعي في النكبة)، إستنادا إلى وثائق الحزب الشيوعي الإسرائيلي وقد خلص فيها محارب إلى أن الحزب راهن على الحل العسكري لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وها أنذا أعرض مقتطفات مما ورد في هذه المقالة:
1. أعرب مئير فلنر في مقالة له نشرتها صحيفة (كول هعام) الناطقة بلسان الحزب الشيوعي بتاريخ 16/1/1948، بعنوان “الأدوار السياسية والهاغاناه”، (عن قناعته بقوة الهاغاناه في فرض الدولة اليهودية بالقوة العسكرية..) محارب- نقلا عن صحيفة (كول هعام) بتاريخ 16/1/1948.
2. في تلك المقالة (الأدوار السياسية والهاغاناة) (دعا فلنر إلى التمييز بين “المشاغبين العرب” وبين بقية الشعب العربي الفلسطيني، ليسهل عزلهم وضربهم بقوة للقضاء عليهم) -محارب- نقلا عن صحيفة (كول هعام) بتاريخ 16/1/1948، وهذا يعني أن وصف المقاومة الفلسطينية بالرجعيين العرب أو المشاغبين العرب لم يكن مجرد زلة قلم عند ميكونس أو فلنر، بل كان عن سبق إصرار.
3. (… دعا شموئيل ميكونيس، في اجتماع شعبي في تل أبيب في 16 كانون الثاني/ يناير 1948، إلى إقامة حكومة وحدة وطنية يهودية، والتحالف مع المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي من أجل إقامة الدولة اليهودية بقوة السلاح. ودعا ميكونيس إلى القيام بنشاط جماهيري يهودي في الييشوف، وفي وسط اليهود في العالم من “أجل التزود باحتياجاتنا الأولية في اللحظة الراهنة”، وهي السلاح والعتاد ومنح الهاغاناه وضعًا قانونيًا، وفتح الميناء فورًا من أجل استيعاب المهاجرين اليهود) -محارب- نقلا عن (كول هعام) بتاريخ 19/1/1948.
4. (وفي كانون الثاني/ يناير 1948 اتحد حزبَا “هشومير هتسعير” و”أحدوت ععفوداه – بوعلي تسيون” في حزب واحد، أُطلق عليه حزب العمال الموحد (مبام). ورغم معرفة الحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي أن حزب “أحدوت هعفوداه” ظل متمسكًا بهدفه العلني، وهو إقامة الدولة اليهودية في كل أرض فلسطين، أرسلت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي رسالة بخصوص هذه المناسبة إلى حزب العمال الموحد هنأته فيها على هذا التحالف، واعتبرت أنه يمثّل بداية لإقامة جبهة ديمقراطية واسعة في صفوف الطبقة العاملة اليهودية والهستدروت كنواة أساسية لجبهة وطنية يهودية ديمقراطية) -محارب- نقلا عن صحيفة (كول هعام) بتاريخ 25/1/1948.
5. (في 5 شباط/ فبراير 1948 أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي بيانًا موسعًا هاجمت فيه “الحكومة البريطانية” لنقضها، وفق البيان، الالتزام بالجلاء عن الميناء البحري في تل أبيب، طبقًا لقرار الأمم المتحدة، والجلاء أيضًا عن مجالٍ حوله كافٍ لتسهيل الهجرة اليهودية. واتهم البيان “الإمبريالية البريطانية” باتباع سياسة عامة في مختلف المجالات ضد الييشوف، وادعى أنها “مستمرة في تجنيد عصابات المشاغبين العرب وزُمرهم” في فلسطين وفي الدول العربية بواسطة “الرجعية العربية” ضد الييشوف اليهودي) -محارب- نقلا عن صحيفة (كول هعام) بتاريخ 6/2/1948، وهذا يؤكد لكل عاقل مرة بعد مرة أن كل من عارض إقامة دولة يهودية كان إمبرياليا في حسابات الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وكل المقاومة الفلسطينية كانت عبارة عن زمرة من “عصابات” “المشاغبين العرب” في حسابات الحزب الشيوعي الإسرائيلي.
6. (وأكد أنه لا يمكن أن تكون جبهة “من أجل الاستقلال القومي للييشوف اليهودي، ولا يمكن أن تكون حربًا مظفرة من أجل إقامة الدولة اليهودية” من دون اشتراك الحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي فيها) -محارب- نقلا عن صحيفة (كول هعام) بتاريخ 6/2/1948، وهذا يعني أن دور الحزب الشيوعي الإسرائيلي في نكبة فلسطين ليس محصورا بقصة السلاح التشيكي فقط، بل ها هو البيان الرسمي الصادر عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإسرائيلي يطالب بإشراك هذا الحزب في “الحرب المظفّرة” وفق البيان “من أجل إقامة الدولة اليهودية”.
7. (وفي 13 شباط/ فبراير 1948 عاد الأمين العام للحزب، شموئيل ميكونيس، وانتقد في مقالة له ما أطلق عليه تردد قيادة الحركة الصهيونية… وأضاف ميكونس قوله: إن قيادة الحركة الصهيونية لم تدرك بعد أن الإمبريالية البريطانية والأميركية غير معنيّتين بأي شكل من الأشكال بإقامة الدولة اليهودية، وإن تحقيق ذلك لا يتم إلا بواسطة “حرب تحرير قومية”) -محارب- نقلا عن صحيفة (كول هعام) بتاريخ 13/1/1948!!، ومرة أخرى نقول إن بريطانيا وأمريكا كانتا من القوى الإمبريالية في حسابات ميكونس لأنهما وفق مقالته عارضتا قيام دولة يهودية، ولن تقوم هذه الدولة وفق حساباته إلا “بواسطة حرب تحرير قومية”!! أليس في ذلك شرعنة لنكبة فلسطين؟!
8. (… ومن أجل إدارة “حرب التحرير” على نحو أفضل لتحقيق الهدف التاريخي الكبير وهو إقامة الدولة اليهودية)، دعا ميكونيس إلى تشكيل الحكومة المؤقتة للدولة اليهودية فورًا، جنبًا إلى جنب مع إقامة الميليشيا اليهودية الشعبية المسلحة) -محارب- نقلا عن صحيفة (كول هعام) بتاريخ 13/1/1948!! وهل في دعوة ميكونس لإقامة المليشيا الشعبية اليهودية المسلحة إلا إعلان حرب على شعبنا الفلسطيني.
9. (أرسل الحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي في كانون الأول/ ديسمبر 1947 عضوَي المكتب السياسي للحزب، إلياهو غوجانسكي وروت لوبيتش، إلى دول أوروبا الشرقية ليمكثا فيها نحو ستة أسابيع، للاتصال بالأحزاب الشيوعية وبالمسؤولين وبالتجمعات اليهودية في هذه الدول، من أجل تجنيد مختلف أنواع الدعم ومساندة المستوطنين الكولونياليين اليهود في حربهم ضد الشعب الفلسطيني لإقامة دولة للمستوطنين اليهود في فلسطين) -محارب- عن صحيفة (كول هعام) بتاريخ 3/2/1948 وبتاريخ 9/2/1948، ولذلك فإن قصة السلاح التشيكي ما هي إلا صغيرة من صغائر الدعم العسكري الذي قام به الحزب الشيوعي الإسرائيلي لإقامة دول للمستوطنين اليهود في فلسطين.
10. (… ففي شباط/ فبراير 1948 سافر الأمين العام للحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي، شموئيل ميكونس، إلى أوروبا الشرقية، بتكليف رسمي من اللجنة المركزية للحزب، وفي يده رسالة رسمية منها، وقّعها مئير فلنر، تخوّل ميكونيس إجراء اتصالات بغرض الحصول على مختلف أنواع الدعم لحرب الييشوف اليهودي في فلسطين) -محارب- نقلا عن “شهادة ميكونس” ص63، مما يؤكد أن سعي أي عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي في تلك الأيام لتجنيد السلاح والعتاد والقوة البشرية لإقامة دولة للمستوطنين اليهود في فلسطين، لم يكن مجرد دور شخصي، بل كان بقرار واضح رسمي ومكتوب من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإسرائيلي وفق “شهادة ميكونس”.
11. وهكذا قام الباحث محمود محارب بما طالب به عصام مخول وهو الكتابة عن تاريخ الحزب الشيوعي الإسرائيلي على قاعدة (مقارعة الحجة بالحجة)، والرجوع إلى أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وعلى هذا الأساس وصل محارب إلى هذه النتائج دون أن يفترض شيئا من عند نفسه، ولذلك قبل أن نخوض في الحديث عن صفقة السلاح التشيكي نرجو من مخول أن يكتب ردا علميا على هذه النتائج التي توصل إليها محارب.
يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى