أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

المعلومات المضللة ..فيروس أكثر انتشارا وفتكا من كورونا

في الوقت الذي يبذل فيه العلماء بمختلف أنحاء العالم قصارى جهدهم للعثور على علاج لفيروس “كورونا” المستجد، تتزايد خطورة انتشار المعلومات المضللة حول الفيروس أكثر من انتشاره نفسه.
ومصطلح “فيروس المعلومات المضللة” طرحته منظمة الصحة العالمية لوصف انتشار المعلومات المضللة عن الفيروس، وفقًا لخبير بوسائل التواصل الاجتماعي.
وقال دنيز أوناي، الخبير المتخصص بوسائل التواصل الاجتماعية، إن انتشار المعلومات المضللة يجعل من الصعب العثور على مصادر موثوقة ومعلومات واضحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسبب كثرة المواد المتعلقة به.
وأضاف أوناي للأناضول، أن الحصول على معلومات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي دون التحقق من صحتها، يؤثر سلبًا على نفسية الأشخاص وحياتهم اليومية وسلوكياتهم.
وظهر فيروس “كورونا” في مدينة ووهان بالصين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لينتشر فيما بعد في دول العالم، مع ما يقرب من 108 آلاف وفاة حول العالم.

ـ إدمان التكنولوجيا
وأوضح أوناي أن ملايين الأشخاص الذين تمت دعوتهم للبقاء في منازلهم في هذه الفترة للحد من انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم، يتعرضون أيضًا لبعض المشاكل التي يسببها إدمان التكنولوجيا.
وأشار أن هناك أكثر من 3 مليارات منشور وما يزيد عن 100 مليار تفاعل على وسمي “كوفيد ١٩” و”فيروس كورونا” وما شابههما.
وتابع: “ربما للمرة الأولى في التاريخ، نرى أن الإنسانية تعرضت لتفاعل كثيف حول موضوع واحد بعشرات اللغات المختلفة وعلى العديد من المنصات”.
وأكد أن قضاء الكثير من الوقت على الأجهزة الإلكترونية يزيد تدريجيا من خطر رهاب الإنفصال عن الهاتف المحمول أو “نوموفوبيا”، وهو مصطلح يصف الأشخاص الذين لا يمكنهم الابتعاد عن الهاتف.

ـ الآثار النفسية
وحول التأثيرات النفسية للمعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، أفاد أوناي أنه “يمكن بسهولة مشاركة المنشورات المضللة حول التنظيف والنظافة والتطهير والطعام عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأضاف أنه “يجب على الناس الانتباه فقط إلى احتياجاتهم الأساسية أثناء إقامتهم في المنزل”.
وتابع: “ازداد استخدام منتجات التنظيف الكيميائية والمطهرات مع تزايد هوس التنظيف والنظافة”.
ومضى بالقول إن “اضطراب الوسواس القهري يلاحظ بشكل متزايد بين الناس بسبب المبالغة في الحاجة إلى التنظيف”.
وشدد على أن “زيادة استخدام الأقنعة الواقية والقفازات وأهمية العزلة الاجتماعية تؤثر بشكل مباشر على الثقة بين الناس ونفسيتهم بشكل سلبي”، مشيرًا أن ذلك “يجعل الناس يشعرون أحيانًا أنهم يعيشون في فيلم رعب”.
ولفت أن “القلق والاكتئاب بسبب الأفكار الناتجة عن الخوف من العدوى أو أن يصبحوا ناقلين للمرض يهددان الناس بشكل متزايد”.
واستطرد أن “سيناريوهات الكوارث الناجمة عن الجهل والشك المتزايد تزيد مستوى الخوف في أذهان الناس”.
وأشار أن البقاء في المنزل والحركة والحرية المقيدتين والتواصل الاجتماعي المحدود تعني زيادة بعد المسافة الاجتماعية والحسية مع الأحباء والأقارب والأسرة والزوج.
وبين أنه “إلى جانب قلة الاتصال الحسي فإن عدم القدرة على تلبية حاجتنا للمس والمعانقة يمكن أن تجعل الناس أكثر اكتئابًا وغضبًا “.
وحذر أن “فقدان الوظائف بشكل غير متوقع يمكن أن يسبب صعوبات اقتصادية ومخاوف بشأن المستقبل”، مضيفًا أن “اضطرابات الخوف والقلق الناتجة عن عدم اليقين قد تؤدي إلى مزاج غير مستقر أكثر”.

ـ ماذا علينا أن نفعل؟
وحول الاستخدام الفعال لوسائل التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات واضحة، قال أوناي إنه يجب الاطلاع على المصادر الموثوقة وخاصة المعلومات التي تقدمها المؤسسات والأجهزة الحكومية الرسمية.
وأكد أنه “بخلاف ذلك يمكن أن يصبح الناس في وضع أكثر قلقًا وتوترًا مع معلومات خاطئة لا يمكنهم التحقق من دقتها”.
وأوصى أوناي “بقراءة الكتب أو الاستماع إلى الكتب الصوتية لتجنب إدمان التكنولوجيا أثناء الإقامة في المنزل”.
واختتم بأن “علينا أن نحاول تجاوز هذه الفترة الصعبة بشكل أكثر راحة وسلاسة وبدون ضغط نفسي مع جميع أفراد الأسرة بمساعدة ألعاب مختلفة أو أنشطة ترفيهية”.
وحتى صباح الأحد، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم مليونا و781 ألفا، توفي منهم أكثر من 108 آلاف، فيما تعافى ما يزيد عن 404 آلاف، بحسب موقع Worldometer.
المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى