أخبار رئيسيةأخبار عاجلةتقارير ومقابلات

ما تأثير تأجيل “إكسبو دبي 2020” على خطط المؤسسة الإسرائيلية للتطبيع؟

مع عزم الإمارات تأجيل معرض “إكسبو دبي 2020″، بسبب تفشي وباء كورونا، يثار تساؤل حول مدى تأثير هذه الخطوة على خطط التطبيع لدى المؤسسة الإسرائيلية، التي اعتبرت هذا الحدث العالمي بمثابة بوابة لإقامة علاقات جديدة والتطبيع مع العديد من الدول العربية والإسلامية.

وطلبت الإمارات العربية المتحدة رسميا تأجيل إكسبو 2020 دبي على خلفية وباء كورونا “كوفيد-19″، وبحسب بيان المكتب الدولي للمعارض ومقره باريس، اقترحت إقامة المعرض في الفترة من أول تشرين الأول/ أكتوبر 2021 إلى 31 آذار/ مارس 2022، وكانت دبي تأمل أن يجذب المعرض الذي يستمر 6 أشهر ويكلف مليارات الدولارات، نحو 25 مليون زائر.

وأكد البيان، أن “طلب الإمارات أرسل بعد نقاشات معمقة بشأن تداعيات وباء كورونا”، منوها إلى أن “القرار النهائي بشأن تغيير التواريخ لا يمكن اتخاذه إلا عبر تصويت ثلثي الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض لصالح ذلك”.

وحول مدى تأثير تأجيل إكسبو 2020 على المؤسسة الإسرائيلية، كبوابة للتطبيع وخاصة دول الخليج؛ أكد المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر، أن “تأجيل معرض إكسبو 2020 بدبي، سيشكل انتكاسة للجهود الإسرائيلية الرامية إلى تعزيز اختراق العالم العربي”.

ولفت في حديث معه، إلى أن “التعاطي مع الواقع الحالي في ظل تفشي كورونا، والانشغال عن مثل هذه المعارض، يخفف من خسائر الاحتلال لفقدان أو تأخر هذه الفرصة الكبيرة بالنسبة لإسرائيل، من أجل إحداث اختراق مهم في الشارع العربي والإسلامي”.

ومما يفسر الاهتمام الإسرائيلي بهذا المعرض الدولي، بحسب أبو عامر، هو “احتفاء نتنياهو بمشاركة إسرائيل في هذا الحدث، والتي اعتبرها، تعبير عن مكانة إسرائيل المتصاعدة في العالم والمنطقة، في حين رأت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أنها فرصة لإظهار روح والابتكار والابداع الإسرائيلية”.

كما ذكر اليعازر كوهين، المسؤول عن الجناح الإسرائيلي في المعرض بوزارة الخارجية الإسرائيلية، أن “القيمة المضافة في هذا المعرض بالنسبة لإسرائيل، هو الزائر العربي والمسلم”.

وبناء على تصريحات قادة المؤسسة الإسرائيلية، نوّه المختص، إلى أن “المشاركة الإسرائيلية بهذا الحجم وهذا الانفتاح على الجمهور العربي والإسلامي، ستعكس إحساس المشاركين والزوار في المعرض، بمدى انتماء إسرائيل الكاذب لهذه المنطقة، ويسهل عليها التطبيع مع مختلف مكونات المجتمعات العربية، وهذا الطموح الإسرائيلي ربما لن يتقدم أو سيتأخر إذا أقر تأجيل المعرض”.

ورأى أن “أخطر ما في الأمر، أن يشعر الإسرائيليون أنهم يعيشون في حالة استقرار في ظل استمرار احتلال فلسطين، مع وجود حكومة يمين ترفض القبول بأي تسوية حتى بالحد الأدنى، خاصة بعد رفض الفلسطينيين لصفقة القرن، وهذا ربما يفسر مشاركة الإمارات بحفل إعلان الصفقة في واشنطن، وهجوم المسؤولين الإمارتين على الطرف الفلسطيني لرفضهم الصفقة”.

وحذر أبو عامر، من “خطورة المحادثات التي جرت لمنح السلطات الإماراتية التأشيرات لدخول الاسرائيليين، من أجل زيارة دبي خلال فترة المعرض”، مشيرا إلى أن “فتح الإمارات أبوابها لكل من يحمل جواز سفر إسرائيلي، كسر كل حواجز التطبيع مع الكيان”.

من جانبه، أشار الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، إلى أن “تأجيل إكسبو دبي، يؤجل مسألة الإعلان عن التطبيع، علما بأن الاحتلال كان يأمل بكسر الحاجز النفسي مع الكثير من الدول العربية، والبدء بإجراءات عملية وعقد صفقات مع العديد منها”.

انفتاح متدرج

واستدرك أبو عواد في حديث معه: “للأسف الشديد، الاحتلال قطع شوطا كبيرا في موضوع التطبيع، مع معظم دول الخليج تحديدا، إضافة إلى كسر الحاجز النفسي، وهذا كان لأمرين، الأول؛ قدرة الاحتلال للضغط على هذه الدول في الملف الإيراني، وأنه بمثابة خط الدفاع الأول أمام إيران”.

والثاني بحسب أبو عواد، “بعد وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض، تعامل الاحتلال بوقاحة، وأصبح الطريقة الأقرب لقلب ترامب بالنسبة لمعظم الدول في العالم، هو التطبيع مع إسرائيل، وعليه بتنا نشهد حالة تطبيع كبيرة”.

وبناء على هذه المعطيات، قدر الباحث أن “تأثير تأجيل المعرض على إسرائيل، بسيط ونسبي، لأنها على المستوى الاستراتيجي قطعت أشواطا كبيرة في التطبيع”.

وفي تعليقه على الأمر، لفت أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس، أن “معرض إكسبو، كان سيمنح دبي المزيد من الانفتاح السياسي والاقتصادي مع كل دول العالم بما فيها إسرائيل، وبالتالي فتح مجال لإقامة علاقات إسرائيلية مع دول مختلفة من خلال هذا المعرض، ولكن التأجيل سيعيق هكذا فكرة وجهد”.

وأوضح في حديث معه، أن “الاحتلال وكذلك دول العالم، يمر في حالة استثنائية لمواجهة فيروس كورونا، واتخاذ كافة التدابير للحفاظ على حياة السكان، ولكن إعادة ترتيب العلاقات السياسية-الاقتصادية مع دول عربية، سيكون أولوية بالنسبة له بعد انتهاء أزمة كورونا”.

ونوه البسوس إلى أن “للإمارات المتحدة نفس التوجه السياسي والانفتاح الاقتصادي مع إسرائيل، ولكن على مراحل وبالتدرج”، لافتا إلى أن “وباء كورونا سيغير العالم والتوجهات السياسية، والتكتلات قد تختلف أو تنحرف عن مسارها بعد انتهاء الأزمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى