أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةالضفة وغزة

عبد الستار قاسم يحذّر من إقحام الفلسطينيين أنفسهم في الصراع السعودي ـ الإيراني

اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة نابلس الفلسطينية الدكتور عبد الستار قاسم، هجوم صحيفة “الحياة الجديدة” على إيران و”حزب الله” و”حماس” و”الجهاد الإسلامي”، اليوم الخميس، هجوما غير مبرر، وقال بأن “هدفه إفشال المصالحة الفلسطينية”.

ورأى قاسم في حديث مع “قدس برس”، أن الهجوم على إيران في الصحف الفلسطينية، هو تعبير عن انخراط فلسطيني في الصراع الدائر بين السعودية وإيران.

وقال: “لا توجد لدينا في الساحة الفلسطينية، وفي الضفة الغربية تحديدا صحف مستقلة، فالإعلام عندنا تابع للسلطة حتى وإن تحدث عن الاستقلالية، وبالتالي فالهجوم على إيران وعلى المقاومة، هو استجابة مباشرة للضغط السعودي”.

وأشار إلى أن “السعودية تسعى لإشراك كل العرب في عدائها لإيران”، وقال: “للأسف فقد خضع رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري لبيت المال السعودي، كما خضع الرئيس محمود عباس”.

وأكد قاسم أن الدعوة إلى سلاح واحد له السلطة، هي دعوة حق يراد بها باطل، وقال: “الدعوة إلى سلطة واحدة وسلاح واحد ليست جديدة، فمنذ توقيع اتفاق المصالحة وعدد من قادة السلطة يرددون هذا الشعار، والآن يتم استغلال الصراع السعودي ـ الإيراني لإعادة طرح هذا الملف”.

وأضاف: “أما وحدة السلاح فهي مطلب، لكن يجب أن يكون سلاح المقاومة، وليس سلاح السلطة، الذي يتم استخدامه ضد المصلحة الفلسطينية، لأنه مرخص إسرائيليا وتم استعماله ضد المقاومين وضد ورش تصنيع السلاح عندنا، هذا سلاح لا يعنينا”.

وتابع: “لدينا نوع آخر من السلاح لا يعنينا أيضا، وهو سلاح الزعران، أو البلطجية والشبيحة، وهذا سلاح موجود بعلم السلطة والاحتلال، مهمته ترهيب الشعب الفلسطيني”.

وأكد قاسم أن السلطة الوحيدة يجب أن تكون لسلاح المقاومة، وقال: “لقد عانينا كثيرا، ولازلنا، من سلاح السلطة وسلاح الزعران، ونأمل أن تمسك المقاومة بالسلاح حفظا للحقوق ودفاعا عن الأرض والمقدسات”.

وأعرب قاسم عن أسفه، لأن “الهجوم على فصائل المقاومة واتهامها بالتبعية لإيران، والمطالبة بتسليم سلاح المقاومة، ليس إلا شعارا لهدف واحد وهو إفشال المصالحة الفلسطينية”.

وقال: “جماعة السلطة لا يريدون مصالحة، ويضعون أمامها العراقيل لكي تفشل، وهناك طرف ثالث في الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني غير موجود على طاولة الحوار هو الكيان الصهيوني، وهو يملي علينا إرادته”.

ودعا قاسم الفلسطينيين إلى النأي بأنفسهم عن الصراع السعودي ـ الإيراني، وقال: “الدخول في صراع السعودية وإيران أمر لا يجوز، واتهام إيران بالتدخل في الشأن الفلسطيني باطل، لأن إيران لا تفرض إرادتها على أحد، وكل ما تقدمه للفلسطينيين هو سلاح يتم استخدامه للتحرير، ومال إذا كان لديها إمكانيات لذلك”، على حد تعبيره.

واتهمت صحيفة “الحياة الجديدة” الفلسطينية في افتتاحية لها اليوم الخميس، “إيران بمحاولة التدخل في الساحة الفلسطينية بعلاقات تمويل وخطب شعاراتية، مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي”.

وتعهدت الصحيفة بمواجهة التدخل الإيراني في الشأن الفلسطيني، الذي قالت بأنه “يخطط لأن يستنسخ تجربة حزب الله في فلسطين لتتسع خارطة الامبراطورية الفارسية، التي بات الحديث الايراني عنها علنا”.

وأضافت: “في مواجهة هذا التدخل لن نقف مكتوفي الأيدي، ولن نسمح به على أي نحو كان”، وفق الصحيفة.

وجاءت افتتاحية “الحياة الجديدة” عن التدخل الإيراني في الشأن الفلسطيني عقب الزيارة التي أداها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أول أمس الثلاثاء إلى العاصمة السعودية الرياض.

بحث خلالها مع المسؤولين السعوديين آخر تطورات القضية الفلسطينية، ولا سيما منها ملف المصالحة.

وجاءت زيارة عباس إلى الرياض، يومين فقط بعد إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته من رئاسة الحكومة، احتجاجا على ما قال إنه تدخل إيراني في الشأن اللبناني الداخلي.

كما جاءت زيارة الرئيس محمود عباس إلى الرياض، في ظل توتر شديد في العلاقات بين السعودية وإيران، لا سيما بعد سقوط صاروخ باليستي حوثي بالقرب من مطار الرياض.

يذكر أن حركتي “حماس” و”فتح” وقعتا الشهر الماضي اتفاقا للمصالحة برعاية مصرية، سلمت بموجبه “حماس” إدارة القطاع في الداخل وعلى المعابر إلى حكومة الوفاق الفلسطينية التابعة للرئيس محمود عباس.

ومن المتوقع أن تستضيف القاهرة نهاية الشهر الجاري اجتماعات موسعة للفصائل الفلسطينية لاستكمال تنفيذ بنود اتفاق المصالحة.

المصدر: قدس برس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى