أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةشؤون إسرائيلية

إسرائيل تدعو الى تفعيل “خطة مارشال” خاصة بقطاع غزة

دعا منسق نشاطات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، يوآف مردخاي، الى تفعيل ما يشبه “خطة مارشال” لقطاع غزة، يتم في اطارها تحويل مبالغ مالية كبيرة من المجتمع الدولي لتحسين الاقتصاد في القطاع.

وأوضح مردخاي في مقال شارك في كتابته، انه يعتقد بأن ثمة “عقدة مستعصية” بين الوضع المدني والاقتصادي في القطاع، وبين الواقع الأمني، وان استمرار تدهور الاوضاع سيسرع خطر التصعيد بين إسرائيل وحماس.

ولذلك، أوصى اسرائيل بدعم خطوة واسعة تقود، حسب رأيه، الى “بشرى حقيقية” للجمهور المدني في القطاع.

وجاءت اقوال مردخاي هذه في إطار مقال مشترك كتبه مع رئيس قسم شؤون الفلسطينيين في مكتب المنسق، العقيد ميخائيل ميلشتاين، والمقدم (احتياط) يوتام اميتاي، وتم نشره في موقع معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.

ويصف الثلاثة حالة متواصلة تفقد خلالها سلطة حماس قوتها بسبب مسؤوليتها عن حجم الفقر والبطالة هناك، وفي المقابل، ينمو جيل جديد من الشبان، ابناء 15 – 30 عاما، ممن يصفهم كتاب المقال بالجيل المحبط، المثقف نسبيا ولكنه يواجه مصاعب في العثور على عمل بسبب الوضع الإقتصادي.

ويكتبون أن “هذا الجيل “يتحدى مصادر السلطة ويظهر بين الحين والآخر التحفظ ازاء الايديولوجية التقليدية”. وحسب رأيهم، فان حماس تفهم ان المسألة هي مجرد مسألة وقت حتى تتطور في القطاع موجة احتجاج عنيفة، مثل “الربيع العربي”، التي يمكن ان توجه ضدها.

ويصف الكتاب ظاهرة شائعة بين الشبان الذين تقل اعمارهم عن 20 عاما، خاصة سكان المخيمات، الذين يفضلون بسبب حالة اليأس، اجتياز الحدود إلى إسرائيل، كي يتم اعتقالهم هناك، وتلقي الوجبات الدائمة والاستمتاع بتمويل لعائلاتهم من السلطة وحماس، لكونهم أسرى امنيين.

ويحذر الثلاثة من ان استمرار واقع فقدان الأمل في صفوف الجمهور الغزي، سيسرع “مسار التطرف” الذي قد ينتهي بسيطرة جهة أكثر تطرفا من حماس، على السلطة في القطاع.

ووفقا لأقوالهم فانه “من دون الدخول في المصلحة الاسرائيلية حول هوية الجهة التي تسيطر على القطاع حاليا، فانه إذا لم يتم القيام بعمل يقود الى تغيير حقيقي في فهم الواقع المتدهور، يمكن لنا الاصطدام بوضع يتم فيه احتلال السلطة من قبل جهات أكثر تطرفا من حماس”.

وحسب أقوالهم فان البشرى الحقيقية لسكان غزة سوف تأتي “من خلال تحويل القطاع إلى بيئة نامية تشمل المناطق الصناعية المتقدمة والمناطق السياحية وقنوات النقل المبتكرة والبنية التحتية التي تلبي احتياجات السكان” – وهي ظروف تختلف جذريا عن واقع اليوم.

ولم يحدد الثلاثة بالضبط من أين ستأتي الميزانيات الضخمة المطلوبة، لكنهم يقولون إن هناك حاجة إلى “خطة مارشال” محلية، بروح برنامج المعونة الاقتصادية الأمريكية لإعادة تأهيل البلدان الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية.

ويكتبون أن هذه العملية يجب أن يتم دمجها مع الترتيبات الأمنية والاقتصادية، من خلال الحد من التضخم العسكري لحماس وحل مشكلة المفقودين الإسرائيليين في قطاع غزة.

ويُذكرون بأنه جرت مؤخرا محاولة في هذا الاتجاه من خلال مبادرة المصالحة الفلسطينية بقيادة مصر.

وقالوا “ان العملية معقدة في جوهرها، ولكنها ليست مستحيلة، وما ينقص من اجل تعزيزها هو حسن نوايا اصحاب المصالح في المنطقة”.

ولا يذكر الكتاب الثلاثة ما هو المطلوب من إسرائيل لتنفيذ مثل هذه الخطوة، ولكن من الواضح أنه لا يمكن التقدم فيها من دون موافقة إسرائيل على ترتيب طويل الامد، ولو كان ذلك بشكل غير مباشر، مع حماس، من اجل تحويل كميات كبيرة من المال، وإعادة اعمار البنية التحتية على نطاق واسع في القطاع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى