أخبار رئيسيةأخبار عاجلةعرب ودولي

صحيفة إيطالية: الصهيونية تريد تحويل الأردن لـ”دولة فلسطين”

نشرت مجلة “أورازيا” الإيطالية للدراسات الجيوسياسية تقريرا، سلطت فيه الضوء على الأهداف الحقيقية وغير المعلنة لخطة السلام المقترحة من الإدارة الأمريكية، معتبرة أن التسمية الصحيحة لها يجب أن تكون “خدعة القرن”، باعتبار أنها تهدف لإزالة التاريخ الفلسطيني، وحرمان الفلسطينيين من السيادة على أراضيهم، وبالتالي دفعهم للتخلي عن قضيتهم والهجرة.

وقالت المجلة، في تقريرها، إنه منذ نشأة الكيان الإسرائيلي، تم تنفيذ مخطط على مراحل لإزالة وطمس الذاكرة التاريخية للشعب الفلسطيني.

فعندما قام الصهاينة باحتلال القدس في 1967، كانت أولى القرارات التي اتخذتها إدارة الاحتلال هي إزالة حي بأكمله في المدينة القديمة، وتسوية مبانيه بالأرض، من أجل إقامة ساحة أمام حائط البراق في الجهة الغربية، وما يتجاهله كثيرون هو أن هذا المكان مقدس أيضا بالنسبة للمسلمين.

ولقرون طويلة كان اليهود والمسلمون يتعبدون في القدس دون مشاكل تذكر، حيث كانت هذه الأراضي تتبع لمؤسسة الوقف الإسلامي التي تشرف عليها عائلة فلسطينية من النبلاء.

وفي فترة الانتداب البريطاني، كان مفتي القدس الحاج أمين الحسيني، قد واجه العديد من الاستفزازات الصهيونية في منطقة الحائط، وأرسل وثائق للإدارة البريطانية تثبت الملكية الإسلامية لهذا المكان، وبناء على هذه الأدلة، لم يجد البريطانيون مفرا من الاعتراف بالسيادة الفلسطينية على هذا المكان.

ثم في العام 1982، أثناء الحرب اللبنانية، كان ضمن قائمة الأهداف الصهيونية المركز الفلسطيني للأبحاث في لبنان، حيث تم اقتحامه من قبل القوات الصهيونية، التي دمرت أكثر من 25 ألف مخطوطة ووثيقة، وذلك بهدف مسح أي أدلة أو آثار للتاريخ الفلسطيني قبل قيام ما أصبح يسمى الدولة اليهودية.

وترى المجلة أن ما سميت الآن صفقة القرن، التي قدمتها الإدارة الأمريكية، يعتبر تكملة لهذا المسار. وبقطع النظر عن كون اتفاقات السلام في العادة تعقد بين طرفين متنازعين وليس بين حليفين، فإن الفكرة التي يقوم عليها هذا المخطط هي منح الفلسطينيين نوعا من المكافأة الاقتصادية، في مقابل التخلص الكامل من تاريخهم وحقهم في السيادة على أراضيهم.

وتضيف المجلة أن الدولة الفلسطينية المزعومة في إطار هذه الصفقة التي يقترحها ترامب، ليست أكثر من مجرد كانتونات معزولة داخل الدولة اليهودية، تفتقد إلى أي نوع من السيادة.

وترى المجلة أن الهدف الحقيقي وغير المعلن من هذا الاتفاق المقترح، بعيد جدا عن فكرة حل الدولتين، بل هو يتمثل في دفع الفلسطينيين نحو حدود إسرائيل، ربما في اتجاه الأردن من أجل إجبارهم على المغادرة.

ولوقت طويل كان من بين أهداف الحركة الصهيونية تحويل الأردن إلى وطن للفلسطينيين. إلا أن هذا الهدف على ما يبدو يتناقض مع رغبة الملك عبد الله الثاني، فهو على غرار السيسي، عبر عن معارضته لهذه الصفقة.

وتنبه المجلة إلى أنه على الرغم من أن الأردن يعد حليفا هاما للولايات المتحدة، ويقيم علاقات قوية مع الدولة اليهودية، فإن موقفه الرافض لهذا المقترح قد يعرضه لمؤامرات لتقويض الاستقرار في الأردن.

وترى المجلة أن هذا الاتفاق، الذي رفضه الجانب الفلسطيني بشكل مسبق، قد يمهد لافتتاح القنوات الدبلوماسية والتجارية بين إسرائيل وبعض الدول الخليجية، خاصة وأن سفراء البحرين وعمان والإمارات كانوا حاضرين في المؤتمر الذي تم فيه الإعلان عن الخطة.

وترى المجلة أنه من الطبيعي أن يعبر بنيامين نتنياهو عن امتنانه الكبير لدونالد ترامب، ويصفه بأنه أفضل صديق لإسرائيل من بين كل من سكنوا البيت الأبيض، باعتبار أن الإدارة الأمريكية في عهده وافقت على ضم الجولان والقدس والمستوطنات في الضفة الغربية، وقررت الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق النووي مع إيران، وأقدمت على اغتيال قاسم سليماني.

ولكن تذكّر المجلة بأن الإدارات الأمريكية السابقة كانت هي أيضا تغدق الهدايا للحليف الإسرائيلي، حيث أن فكرة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس تم طرحها لأول مرة في عهد بيل كلينتون، وإعادة التفكير فيها في عهد أوباما، ثم تنفيذها في عهد ترامب.

وتقول المجلة أن المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي يتم تنفيذه الآن من خلال صفقة القرن، يهدف للتخلص من الأسس الثقافية للقضية الفلسطينية، وأي نوع من التعاطف مع هذه القضية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو خارجها، ومنع حدوث أي تضامن عربي مع الفلسطينيين.

وختاما ذكّرت المجلة بتصريح لمعمر القذافي، أدلى به خلال القمة العربية في 2004، أكد فيه على تواطؤ الزعماء العرب مع المشاريع الغربية، قائلا: “هنالك أجندات تضعها الشعوب العربية، وأخرى مختلفة عنها تضعها الحكومات.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى