أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

سليماني. د. عفو ووطنية الحزب الشيوعي

توفيق محمد
في الحقيقة أقف مستغربا في كثير من الأحيان ممن يستغرب من مواقف الحزب الشيوعي الإسرائيلي فيما يتعلق بقضية شعبنا الفلسطيني او فيما يتعلق بمجمل قضايا الوطن العربي، فهذا الحزب وكتابه وقيادته يتماهون بل يذوبون الى درجة الإنصهار مع الامبريالية الغربية ومع الصهيونية، ومع الرجعية العربية البئيسة يوم ان خططت تلك وتلك ويوم مولت تلك الانقلاب على أول رئيس مصري منتخب، فتجد هذا الحزب في صف واحد مع المملكة العربية السعودية، ومع الامارات العربية المتحدة، ومع إسرائيل وامريكيا في دعمه للانقلاب الدموي الذي قاده عبد الفتاح السيسي، وقضية الإنقلاب هي انقلاب على ثورة شعب، وعلى خيار شعب سعى للتخلص من الهيمنة الامريكية والصهيونية على مقدراته، وعلى إرادته، وعلى حريته، وهي قضية الانعتاق من التذيل للرجعية العربية التي صدع الحزب الشيوعي آذاننا ورؤوسنا بالحديث عنها، فتجده في أول مناسبة لحرية الأوطان من العملاء والدخلاء يتذيل هذا الرجعية، ويقف في صف واحد مع إسرائيل، ومع أمريكا، ومع السعودية، ومع الامارات، وهو ذاته الحزب تجده يدعم المشروع الفارسي الذي كان يقوده قاسم سليماني في احتلال الوطن العربي بالمسمى الطائفي (الشيعة) والذي تمكن قبل مقتله من احتلال قرابة خمس الوطن العربي، فقد قاد سليماني دولته للسيطرة على لبنان وسوريا والعراق واليمن، وهذا الحزب الشيوعي الذي صدع رؤوسنا فيما مضى وهو ينظر لنا عن الوطن العربي وعن العروبة (وان كنت مدركا لأمميته التي يندرس تحتها كل شيء حتى الوطن الفلسطيني نفسه) وعن بلاد العرب اوطاني، وعن الرجعية، وعن الاستعمار، وعن الاستعباد، وعن الاستحمار، وعن الامبريالية، وعن الكثير الكثير من المصطلحات التي لا يعي معظم كتابها معانيها، ها هو يؤيد ويدعم الاحتلال الايراني لأربع عواصم عربية، هي بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء، فما علاقة الحزب الشيوعي عموما والاسرائيلي خصوصا بالشيعة كطائفة حتى يؤيدها في احتلالها لأربع دول عربية، وما علاقته بإيران كمشروع فارسي حتى يدعمه في احتلال أربع دول عربية، انه ليس الا شيء واحد وهو ان قادة التغيير في الوطن العربي كانوا من أبناء المشروع الإسلامي، ولذلك فان مواقف الحزب الشيوعي كانت داعمة لكل المجازر والجرائم التي أنزلتها الرجعية العربية والفارسية الطائفية الإيرانية على الشعوب العربية.
قاسم سليماني الذي قتل بقصف امريكي (وحتى أكون واضحا فانا ضد التدخل الأمريكي في الوطن العربي، ولن أكون مصفقا له كما فعل الحزب الشيوعي يوم الانقلاب السيسي النذل والدنيء) قاسم سليماني هذا كان بمثابة الحاكم العسكري لأربع عواصم عربية والمسؤول الأول عن كل الجرائم البشعة، التي تمثلت بترحيل ملايين السوريين عن أرضهم، وهو المسؤول الأول عن اغتصاب حرائر سوريا على أيدي مرتزقته من المستقدمين من كل مواقع الحقد الطائفي سواء كانوا من إيران، أو العراق، أو لبنان، أو اليمن، أو غيرها، وهو في نظرنا مجرم سفاح مصاص دماء أفضى الى ما قدم، كنا نأمل أن يجد أجله على يدي عربي سوري، أو عربي يمني، أو عربي عراقي ممن ظلمهم وظلم أهلهم واغتصب أوطانهم، لكنها إرادة الله شاءت له أن يلقى حتفه على يدي فاجر مجرم سفاح مثله، وهو في نظر البعض الآخر من أبناء شعبنا قائد تيار “الممناعة” و”المقاومة” و”الرد المناسب” في “المكان والوقت المناسبين” وتيار الممانعة والمقاومة هذا لم نر رده ولا وقته ومكانه المناسب الا على أبناء شعبه الذين قتل منهم مئات الآلاف وشرد الملايين وهدم المدن والقرى والمقدسات.
الى هنا لكل فرد، أو حزب، أو تيار، أو مجموعة ان تتبنى موقفها وتعرضه على الناس والشعب، ولكن أن تحول هذه القناعات الى شتائم بين أبناء الشعب الواحد دفاعا عمن يداه موغلتان في الدماء العربية حتى النخاع، فهذا ما لا يرضاه عاقل، ولا صاحب منطق سليم، وهذا ما لا نرضاه من عموم أبناء الاتجاهات السياسية المختلفة، فكيف إذا كان الأمر صادرا من رئيس الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي وعضو الكنيست الأسبق الدكتور عفو اغبارية.
قبل ان أنقل ما كتب الدكتور عفو الذي يكبرني سنا عن الشيخ كمال خطيب أود أن أنقل هذه القصة التي تخصه عندما كنا في اجتماع في المتابعة، وطلب هو حق الحديث من رئيس الجلسة فقلت له ممازحا، وكثير ما يحدث بيننا عندما نلتقي أن “نمزح” ونلهو في الحديث، خاصة وأنه تجمعنا صلة قرابة معينة:”معلش مهو أنا خالك بدي أحكي قبلك”، وبعد انتهاء الجلسة عاتبني الشيخ كمال على ذلك، وقال كان يجب أن تقدمه فهو أكبر منك سنا.
أما الدكتور عفو اغبارية عضو الكنيست الإسرائيلي الأسبق، ورئيس الجبهة الحالي وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي فيعلق لأحدهم على صفحة التواصل الاجتماعي فيسبوك (بالمناسبة أنا اسميه فيس هوا) ويكتب عن الشيخ كمال ما يلي: “أعتقد انهم جميعا مترديين. والنطيحة ممكن ان يكون كمولة” لعمري ان هذا الكلام يخل بمروءة الرجل العادي الذي لا يتقن فنون السياسة، ولا يجالس ذات الناس في نفس المجالس، فكيف بمن يشغل منصب رئيس الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، هذه التي تبحث عن السلام وعن التعايش والمحبة والاخاء والألفة مع كل من يداه موغلتان قتلا وذبحا بأبناء الأمة العربية، بدءا من غزة، مرورا بدمشق، فالقاهرة، فالعراق، فاليمن، ولذلك يقوم مرشحه الأول لعضوية الكنيست بالتوصية على غانتس قائد العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 الذي جبى أرواح قرابة 2200 شهيد فلسطيني، هذه الجبهة التي تمد يدها بالسلام والمحبة لكل من يعادي قضايا شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية في نفس الوقت يمد قائدها الأول قلمه بالعداء والألفاظ السوقية بحق من لو أجريت انتخابات حقيقية لا علاقة لها بكنيست إسرائيل لأخفى فوزه (أي الشيخ كمال) المقنع أمثال هذه القيادات عن ساحة العمل السياسي.
حري بالجبهة ان تفحص أقوال رئيسها وأن تحاسبه عليها، فنحن مختلفون ولا شك ليس في القضايا الإقليمية، فحسب، بل في القضايا المحلية، لكننا نعمل سويا في ميادين العمل والكفاح والنضال فلا يجدر ان يصدر كلام كهذا عن رئيس لجسم سياسي، وان صدر فلا يجب ان يمر دون حساب، ودون ان يلقن ابجديات التعامل السياسي مع الغير وان اختلفت معه.
بالمناسبة: عن بطولات ووطنية الحزب الشيوعي الإسرائيلي واحتفالاته باستقلال إسرائيل، وغضب قياداته لعدم تجنيد الشباب العرب في صفوف “جيش الدفاع الإسرائيلي” انصح بقراءة مقالات الزميل طه محمد اغبارية المنشورة في المدينة وعلى صفحته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى