أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

لعبة الكنيست والتناقضات المعيبة

عبد الإله وليد المعلواني
لا زال يحلو للبعض أن يجاهر بإنكار وجود الله تعالى باسم (حرية الفكر)، ولا زال يجاهر بإنكار النبوة والأنبياء باسم (حرية الفكر)، ولا زال باسم (حرية الفكر) ينكر إنزال كتب سماوية من عند الله تعالى، على رسله، وينكر وجود الملائكة وعالم الجن، وينكر البعث ويوم القيامة والجنّة والنار، وإذا ما أنكر أحدنا على هؤلاء البعض المجاهرة بهذا الكفر البواح يواجهونه فورا بتهمة الحجر على العقل ومحاربة التفكير الحر المتنور ومصادرة الحق بالتعبير عن الرأي!! ولكن العجب العجاب أن هؤلاء البعض (المتنورين جدا) إذا سمعوا أحدا يبدي رأيا أو يكتب مقالة معبرا عن قناعته ورافضا لعبة الكنيست يعاجلونه بتهمة المناكفة والإقصاء وإنكار الآخرين، فأين ذهب التحذير من محاربة التفكير الحر ومن مصادرة الحق بالتعبير عن الرأي ومن الحجر على العقل؟! ولماذا اختفى هذا التحذير عند هؤلاء لدى إبداء الرأي والقناعات في قضية لعبة الكنيست التي لا تساوي حبة خردل من قضية الألوهية والنبوة والرسالة وعالم الملائكة والجن واليوم الآخر؟! حقا أنه لتناقض معيب لا تزال تلوكه ألسنة وأقلام هؤلاء البعض الذين يريدون أن يجعلوا من لعبة الكنيست قضية مقدسة فوق النقد والتقييم وإعمال الفكر فيها في الوقت الذي يستبيحون فيه إخضاع إركان الإيمان وأركان الإسلام للنقد إلى حد إنكار كل هذه الأركان!! ولذلك كم سنكون صغارا في نظر أنفسنا إذا ألقينا بالا لهؤلاء البعض ذوي هذا التناقض المعيب وسكتنا عن تعرية لعبة الكنيست على قاعدة (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)!! ومن مخلّفات هذا التناقض المعيب أن بعضا آخر بات يحاول منذ الآن تكميم الأفواه وكسر الأقلام بغية عدم الخوض في أي نقاش حول لعبة الكنيست، وكأن لسان حاله بات يقول: إذا ذكرت لعبة الكنيست فأمسكوا!! لماذا؟ لأن النقاش في لعبة الكنيست عند هؤلاء البعض الآخر بات جدلا عقيما يعود على نفسه كما كان قبيل لعبة الكنيست رقم (21) ورقم (22) وأرقامها السابقة الأخرى، ولا جديد تحت الشمس، ولكن يا للعجب العجاب إذا كانت العودة إلى نقاش لعبة الكنيست قبيل دور انتخابات لعبة الكنيست رقم (23) هي نقاش عقيم يعود على نفسه مرة بعد مرة ولا جديد تحت الشمس، فماذا نقول عن حال الانخراط في لعبة الكنيست مرة بعد مرة منذ سبعين عاما ولا تزال ثمار هذا الانخراط تساوي صفرا!! ولا جديد تحت الشمس!! أليس من باب أولى أن نسمي هذا الانخراط في لعبة الكنيست أنه انخراط عقيم!! إذ لا تزال ثماره تساوي صفرا منذ أن انخرط أول عضو كنيست عربي في لعبة الكنيست رقم (1) حتى آخر أعضاء كنيست انخرطوا في لعبة الكنيست رقم (22)؟! لماذا هذا التبخيس من قيمة النقاش في لعبة الكنيست بادعاء أنه لا يزال يعود على نفسه، ولأنه كذلك فهو عقيم، ولكن في المقابل يتم غض الطرف عن ذات لعبة الكنيست وعن ثمار هذه اللعبة التي لا تزال تساوي صفرا منذ سبعين عاما حتى الآن!! رغم محاولات المنخرطين في لعبة الكنيست لإضفاء نكهة جديدة مصطنعة على دور كل لعبة كنيست بغية استغفال جماهيرنا الكادحة وجرّها للتصويت في هذه اللعبة الصفرية منذ سبعين عاما!! فقد سبق وقال هؤلاء المنخرطون في لعبة الكنيست سابقا أنهم خاضوا لعبة الكنيست (س) دفاعا عن الأرض!! ثم قالوا إنهم خاضوا لعبة الكنيست (ص) دفاعا عن الحقوق والمسكن!! ثم قالوا إنهم خاضوا لعبة الكنيست (ع) دفاعا عن القضية الفلسطينية!! ثم لم يتحقق شيئا مما قالوا وظلت جهودهم تساوي صفرا!! ثم قالوا إنهم خاضوا لعبة الكنيست (20) باسم القائمة المشتركة التي تمثل (إرادة شعب)!! ثم شطروا القائمة المشتركة إلى نصفين!! وشطروا (إرادة شعب) إلى نصفين وقالوا إنهم خاضوا لعبة الكنيست (21) بغية دحر اليمين المتطرف الإسرائيلي!! ثم أعادوا لحمة شطري (القائمة المشتركة) وشطري (إرادة شعب) وقالوا إنهم خاضوا لعبة الكنيست رقم (22) بغية هزيمة نتنياهو وفرض كل القضايا المطلبية على الحكومة الصهيونية برئاسة الجنرال غانتس!! ثم لم يتحققشيء، وظلت لعبة الانخراط في لعبة الكنيست تساوي صفرا.
بناء على هذا السرد الموجز جدا لثمار لعبة الكنيست الصفرية أليس من باب أولى وبالفم الملآن اعتبار عودة الانخراط في لعبة الكنيست الصفرية هو خوض عقيم.
ثم من مخلّفات هذا التناقض المعيب أن البعض قد صدّع رؤوسنا منذ سعبين عاما منذ أن ألصق تهما شتى على كل من تجرأ ودعم حزبا صهيونيا في لعبة الكنيست أو تجرأ وترشح في أي حزب صهيوني في لعبة الكنيست، فقال هؤلاء البعض عن هؤلاء الذين هرولوا إلى الأحزاب الصهيونية كمصوتين أو مرشحين: فلان (معراخست)!! وفلان (ليكودنك)!! وفلان (مبايست)!! وفلان (ربيب صهيوني)!! ثم دارت الأيام حتى وصلت بنا إلى عام (2019) فأحدث هؤلاء البعض فيه ما أحدثوا، ويا لعجب ما أحدثوا، إذا باتوا يجاهرون اليوم ويدعون اليوم أن التحالف مع اليسار الصهيوني الذي رجموا من مال إليه سابقا بتهمة (مبايست) بالذكاء السياسي!! وأن المشاركة في حكومة صهيونية برئاسة غانتس هي من قبيل الحنكة السياسية والبراعة في تحقيق القضايا المطلبية (وداسوا على تهمة (معراخست) أو (ربيب صهيوني) التي كانوا يرجمون بها بالأمس القريب كل من مال إلى حزب المعراخ الصهيوني وأترابه، مرشحا أو مصوّتا!! لا بل إن البعض من هؤلاء البعض تجرأ وصرّح أنه لا مشكلة لديه بالانضمام إلى حكومة صهيونية برئاسة نتنياهو أو تضم ليبرمان!! وهكذا داسوا على تهمة (ليكودنك)!! وهكذا انهارت كل الضوابط في حسابات هؤلاء البعض ووقعوا في تناقضمعيب!! ولذلك لو ان ثمار لعبة الكنيست ظلّت تساوي صفرا، لكانت في حقيقة الأمر مصيبة، فكيف إذا باتت تجر من ينخرط فيها إلى تناقضات معيبة تودي بهم إلى أقل من الصفر!!، مما يؤكد أن لعبة الكنيست ليست صفرية بالنتائج فقط، بل باتت تعود لما دون الصفر على جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني!! فهل من مدكر أن لعبة الكنيست ليست مصيبة واحدة فقط بل هي حزمة مصائب!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى