أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

قراءة في مذكرة الدكتور محمود محارب.. (دور الحزب الشيوعي الإسرائيلي في النكبة) (8): موقف الحزب الشيوعي الإسرائيلي من مطلب وضع فلسطين تحت الانتداب

طه اغبارية
متابعة للمقالات السابقة ها نحن نواصل القراءة في مذكرة الدكتور محمود محارب (دور الحزب الشيوعي الإسرائيلي في النكبة) وتحت عنوان “موقف الحزب من مطلب وضع فلسطين تحت الإنتداب” إليكم أهم ما كتب محارب:
(في أعقاب المقاومة الباسلة التي أبداها الشعب العربي الفلسطيني في الشهور الثلاث الأولى من سنة 1948، وفي أعقاب خشية الولايات المتحدة من عدم قدرة الحركة الصهيونية على فرض الدولة اليهودية بقوة السلاح على الشعب الفلسطيني، أعلن مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة في 19 آذار 1948 أن حكومة الولايات المتحدة سحبت تأييدها مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين، وأنها باتت تميل إلى فرض نظام الوصاية على فلسطين بدلا من قرار التقسيم. واتخذ هذا الموقف أيضا كل من فرنسا وبريطانيا والصين وأغلبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن، ما عدا الاتحاد السوفياتي الذي ظل مصمما على تنفيذ قرار التقسيم، ولا سيّما الشرطة الخاص منه المتمثل بإقامة دولة يهودية في فلسطين) – محارب-
(وقد أجمعت كل المؤسسات والأحزاب الصهيونية على إدانتها ورفضها بشدة اقتراح الولايات المتحدة بوضع فلسطين تحت الوصاية الدولية بدلا من تقسيم فلسطين وإقامة دولة يهودية فيها. وبرز الحزب الشيوعي في رفضه هذا الاقتراح ونعته بمختلف النعوت السلبية) – محارب-
(وقد شن الحزب الشيوعي الإسرائيل حملة شعواء ضد اقتراح الوصاية المؤقتة على فلسطين، وفي هذا السياق انتقدت صحيفة “كول هعام” هذا الاقتراح بشدة وحمل عنوان عددها الصادر في 21 آذار 1948 “خيانة مخجلة لحكومة أمريكا..) – محارب-
(وأردفت “كول هعام” قائلة: (…لن يتأثر استقلالنا القومي، بسبب هذه الخيانة الأمريكية فحريتنا مرتبطة بنا، بالييشوف اليهودي، وبحلفائنا الحقيقيين”. وأضافت “كول هعام” قولها إن الييشوف اليهودي وحشد جميع طاقاته من أجل إقامة الدولة اليهودية وإفشال نظام الوصاية، وإن على قيادة الييشوف التوجه فورا إلى المعسكر الاشتراكي، وطلب المساعدات منه لتمكين الييشوف من إقامة الدولة اليهودية) – محارب-
(وفي 22 آذار 1948 أصدر الحزب الشيوعي الإسرائيلي بيانا بعنوان “لتقم الدولة اليهودية فورا” استهله بقوله: “لقد أصبح التخريب الأمريكي على قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإقامة الدولة اليهودية خيانة مكشوفة”!! وأضاف بقوله: “إن حريتنا تعتمد علينا نحن الييشوف اليهودي نستطيع الحصول على استقلالنا القومي فقط من خلال الحرب”!! وقال البيان أيضا: “لسنا معزولين لنا حلفاء عظماء الاتحاد السوفياتي وبلدان الديموقراطية الشعبية في شرق أوروبا..) – محارب-
(في حين شرعت منظمة الهاغاناة وقواتها الضاربة “البلماح” في تنفيذ خطة “دلت” الكبرى لطرد الشعب العربي الفلسطيني من مدنه وقراه… استهل فلنر مقالته بقوله: “إن حرب البطولة التي يخوضها شبابنا ستسجل في التاريخ كإحدى الصفحات الأكثر إشراقا في الحرب من أجل الحرية للشعب اليهودي..)!! وقال فلنر إن جماهير الييشوف اليهودي صامدة ببطولة في الحرب، وهي مصممة على نيل الحرية والاستقلال القومي، وتكره الطغاة البريطانيين الغرباء وعصابات المفتي التي تساعدهم) – محارب-
(إدّعى فلنر أن وجود الييشوف اليهودي في فلسطين في خطر، وإن الإمبريالية الأمريكية” تمهد لإبادة اليهود كما فعل هتلر”!! ثم يتساءل فلنر: “هل الشعب اليهودي مرغم أن يتعرض لهولوكست جديد؟”!! … واستخلص فلنر أن إمكانية خضوع الييشوف اليهودي للوصاية تعني الانتحار) – محارب-
(وشدّد فلنر في مقالته على أن “الشعب اليهودي ليس وحيدا في حربه، فالمعسكر الإشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي يقف إلى جانبه، وما على الييشوف اليهودي سوى الاستمرار في الحرب بلا هوادة) – محارب-
(وأضاف فلنر قوله: “إننا نحذر قيادة الييشوف والأمم المتحدة: لن يكون وقف لإطلاق النار من دون استقلال الدولة اليهودية)!!- محارب-
(ومن أجل استمرار الييشوف اليهودي في الحرب دعا فلنر إلى إقامة جمعية وطنية يشارك فيها الحزب الشيوعي مع جميع “القوى التقدمية” “والقوى المعادية للإمبريالية “بما في ذلك حزب العمال الموحد والهاغاناة من أجل التصدي لخطر خنوع قيادة الييشوف للإمبريالية) – محارب-
(… فالطريقة الوحيدة وفق فلنر، هي الاستمرار في “حرب البطولة التحررية” لإقامة الدولة اليهودية بقوة السلاح) – محارب-
(عند احتلال الهاغاناة ثم الجيش الإسرائيلي بعد قيام إسرائيل، مدنا وقرى وأراض عربية واسعة خارج حدود الدولة اليهودية، وتابعة للدولة العربية الفلسطينية، وفق قرار التقسيم لم يطلب الحزب الشيوعي الإسرائيلي إطلاق بانسحاب القوات العسكرية الإسرائيلية من هذه الأراضي، بل إنه على النقيض من ذلك تماما، انتقد بشدة الحكومة الإسرائيلية “لخضوعها للضغوط الإمبريالية” بالانسحاب من أراض فلسطينية وعربية تقع خارج المنطقة المخصصة للدولة اليهودية وفق حدود قرار التقسيم) – محارب-
(وكذلك انتقد الحزب الشيوعي الإسرائيلي بشدة الحكومة الإسرائيلية لفشلها في “تحرير” أرض أخرى كان يعتقد الحزب الشيوعي الإسرائيلي أنه كان باستطاعة إسرائيل تحريرها!! فقد اتهم ميكونس بن غوريون وانتقده لعدم “تحريره” مدينة القدس العربية القديمة رغم توافر جميع الشروط اللازمة لذلك) – محارب-

من ارتدادات رفض الحزب لمطلب
وضع فلسطين تحت الوصاية
إن من الواضح وفق ما ورد أعلاه أن همّ الحزب الشيوعي الإسرائيلي كان إقامة دولة يهودية في فلسطين، ونظر إلى نفسه ودوره كجزء من المشروع الصهيوني، وجزء من الييشوف وجزء من الهاغاناة والبلماح، وجزء من البدايات الأولى للحكومات الإسرائيلية المؤقتة، وهذا يؤكد أن كل ما ارتكبته هذه الأجسام من جرائم في حق شعبنا الفلسطيني فقد شارك فيها كصاحب دور أساس الحزب الشيوعي الإسرائيلي.
هذا يؤكد أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي كان له دور أساس في نكبة فلسطين.
هذا يؤكد أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي كان من أصحاب النظرية التي تقول إن الدولة اليهودية لن تقوم في فلسطين إلا بقوة السلاح والحرب.
هذا يؤكد أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي استغل علاقاته مع الاتحاد السوفياتي ومع سائر دول أوروبا الشرقية إلى أبعد مدى بغية دعم وصيانة إقامة دولة يهودية في فلسطين.
هذا يؤكد أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي كان قد أعلن حربا لا هوادة فيها على المقاومة الفلسطينية، حيث أطلق عليها “العصابات العربية” و”عصابات المفتي” وكان يقصد بذلك الحاج أمين الحسيني.
هذا يؤكد أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي اعتبر أن نكبة فلسطين كانت بمثابة مجد تاريخي للشعب اليهودي، فهكذا قال فلنر كما ورد أعلاه.
هذا يؤكد أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي كان من أوائل المبادرين إلى إقامة تحالفات بينه وبين سائر الأحزاب الصهيونية بما في ذلك حزب العمل الموحد والهاغاناة، ومن أوائل المبادرين لإقامة جبهة وطنية صهيونية ثم حكومة إسرائيلية مؤقتة!!
هذا يؤكد أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي لم يكن مجرد حزب احتلالي، بل كان حزبا احتلاليا توسعيا، لذلك كان يدعو إلى لاحتلال أكبر قدر من الأراضي الفلسطينية والعربية حتى لو كانت خارج حدود قرار التقسيم بل إن مكونيس دعا بن غوريون على المكشوف لاحتلال القدس العربية القديمة.
إذا كان الحزب الشيوعي الإسرائيلي يدعو إلى احتلال أكبر قدر من الأرض الفلسطينية بما في ذلك القدس فهذا يقول كل عاقل أن الحزب كان يطمع باحتلال كل الأرض الفلسطينية بما في ذلك غزة والضفة العربية والقدس المباركة، وهذا يؤكد أن شعار “دولتين لشعبين” الذي رفعه الحزب الشيوعي الإسرائيلي كان مجرد كذبة كبرى ومجرد ضريبة كلامية ودغدغة مشاعر الساذجين منّا، وإلا أين كان سيقيم دولة فلسطينية إذا كان يدعو لاحتلال فلسطين؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى