أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

لعبة الكنيست وحظر الحركة الإسلامية إسرائيليا

صحيفة المدينة
إن الذي يراقب السلوكيات والتصريحات التي لا تزال تصدر عن بعض المسؤولين في المؤسسة الإسرائيلية يجد أن هؤلاء المسؤولين عملوا على حظر الحركة الإسلامية إسرائيليا منذ منتصف التسعينات ولم يكن أمر حظرها أواخر عام 2015م فقط!! أي أن الدعوة إلى حظرها كانت قبل أن يبرز دور هذه الحركة الإسلامية التي أصبحت محظورة إسرائيليا في القدس والمسجد الأقصى، وقبل أن تقيم حاضنتها الشعبية شبكة جمعيات أهلية ذات أدوار إغاثية وتعليمية وصحية وحقوقية وإعلامية وفنية ووقفية واقتصادية… إلخ، حيث كانت تصل خدماتها إلى نصف مليون من مجتمعنا الفلسطيني كل عام، وقبل أن تبدأ هذه الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا بحديثها الصريح عن (المجتمع العصامي)، والسؤال لماذا تواصلت المساعي الإسرائيلية لحظرها منذ منتصف التسعينات؟! وقبل أن نجيب عن هذا السؤال إليكم هذه المعلومات السريعة التي تعود بنا إلى منتصف التسعينات:
داهمت الأذرع الأمنية الإسرائيلية لجنة الإغاثة الإسلامية في الناصرة وصادرت كل محتوياتها في عام 1996، وكانت تلك المداهمة بداية التأسيس للحظر.
داهمت الأذرع الأمنية الإسرائيلية جمعية اليتيم والسجين في أم الفحم وصادرت كل محتوياتها في عام 2002، وكانت تلك المداهمة مواصلة التأسيس للحظر.
داهمت الأذرع الأمنية الإسرائيلية في عام 2003 مجموعة جمعيات في الناصرة وأم الفحم واعتقلت سبعة عشر من أبناء الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا، وواصلت محاكمة خمسة منهم، ثم حكمت عليهم ما بين سنتين حتى ثلاث سنوات سجنا، وهكذا واصلت المؤسسة الإسرائيلية التأسيس لحظر الحركة الإسلامية.
بتاريخ 22/9/1999 دعا جدعون عزرا نائب رئيس الشاباك إلى حظر الحركة الإسلامية دون أ يبرر سبب طلبه بحظرها.
بتاريخ 22/9/1999 دعا الوزير يسرائيل كاتس من الليكود إلى حظر الحركة الإسلامية وقال بالحرف الواحد: الحركة الإسلامية هي حركة نازية يجب تدميرها.
في عام 2002 أوصى جهاز الأمن الإسرائيلي رئيس الحكومة الإسرائيلية باراك بحظر الحركة الإسلامية.
في عام 2002 قامت الأذرع الأمنية الإسرائيلية بإغلاق صحيفة صوت الحق والحرية كخطوة تأسيسية أخرى لحظر الحركة الإسلامية.
في عام 2007 قدّم يسرائيل كاتس اقتراحا إلى الكنيست لإقرار قانون حظر الحركة الإسلامية.
في عام 2010 قدّم أرييه إلداد وميخائيل بن آري اقتراحا لإقرار قانون حظر الحركة الإسلامية.
في عام 2011 قدّم عضو الكنيست أوفير أكونس اقتراحا للجنة الوزارية لشؤون التشريع لحظر الحركة الإسلامية.
في عام 2014 قال نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية خلال جلسة رسمية لحكومته يجب إخراج الجناح الشمالي في الحركة الإسلامية التابعة للشيخ رائد صلاح خارج القانون.
في هذه الأجواء وفي تلك الأعوام وخلال لقاء مع الإعلام العبري دعا شارون رئيس الحركة الإسرائيلية إلى حظر الحركة الإسلامية.
ثم بعد أن تم الإعلان عن حظر الحركة الإسلامية في ليلة 17/11/2015 طلع علينا المدعي العام الإسرائيلي شاي نيتسان في أواخر هذا العام يتفاخر قائلا: (… وكنت شريكا أساسيا في تقديم توصية المستشار القضائي للحكومة، والتي في أعقابها قررت حكومة نتنياهو إخراج الجناح الشمالي للحركة الإسلامية عن القانون).
بعد استعراض هذه الشواهد أعود وأسأل مرة أخرى لماذا كل هذا الهجوم المحموم الإسرائيلي الداعي إلى حظر الحركة الإسلامية منذ عام 1996 فصاعدا والذي لم يتوقف قبل حظرها وبعد حظرها؟! يذهب الكثير من المحللين إلى أن دورها البارز في القدس والمسجد الأقصى كان الدافع من وراء حظرها إسرائيليا، ويذهب البعض الآخر إلى أن دعوتها للمجتمع العصامي كانت هي الدافع الأساس من وراء حظرها، وأنا شخصيا وإن كنت لا أقلل من أهمية الدافعين إلا أنني على قناعة أن موقف هذه الحركة المبدئي الرافض للإنخراط في لعبة الكنيست هو الدافع الأساس من وراء حظرها إسرائيليا، سيّما وأن هذه الحركة ومنذ مهدها أعلنت بلا مواربة عن رفضها المبدئي والثابت للانخراط في لعبة الكنيست، وقد حاولت المؤسسة الإسرائيلية مساومتها بغية جرّها إلى لعبة الكنيست إلا أنها رفضت هذه اللعبة في كل جولات مساومتها على ذلك، وإليكم بعض عناوين لتلك الجولات من المساومة:
خلال تحقيق أمني مع الشيخ هاشم عبد الرحمن في بداية التسعينات عرض المحقق على الشيخ هاشم اقتراح الانخراط في لعبة الكنيست.
في الملف الذي عرف فيما بعد بملف “رهائن الأقصى” ولما كان خمسة من أبناء الحركة الإسلامية معتقلين ويحاكمون عرضت عليهم الأذرع الأمنية الإسرائيلية إطلاق سراحهم مقابل أن يعلنوا عن موافقتهم للإنخراط في لعبة الكنيست!! فكان جوابهم أن قالوا: إن هذا العرض نضعه تحت أقدامنا!!
قبيل خروج الشيخ رائد صلاح من السجن في بدايات عام 2017، أجرى معه جهاز الأمن الإسرائيلي تحقيقا مطوّلا، وفي ختام ذاك التحقيق قال له المحققون: هناك وسيلة وحيدة كي تخدم مجتمعك بعد أن تخرج من السجن قريبا، وهي ان تصبح عضو كنيست!! ومن أراد التفصيل حول ذلك أنصحه بالعودة إلى كتاب (العيش في السجن معزولا) للشيخ رائد صلاح!! وبطبيعة الحال رفض الشيخ رائد ذلك العرض!!
بأسلوب غير مباشر كان الإعلام الإسرائيلي يضغط على الحركة الإسلامية للإنخراط في لعبة الكنيست حيث كان هذا الإعلام يدّعي طوال الوقت أن رفض انخراط الحركة الإسلامية في لعبة الكنيست يعني عدم الاعتراف بدولة إسرائيل!!
حاولت شخصيات فلسطينية، وحاول السفير المصري محمد بسيوني والسفير الأردني مروان المعشر جر الحركة الإسلامية إلى لعبة الكنيست!! ومن أراد التفصيل حول ذلك أنصحه بالعودة إلى كتاب (إضاءات على ميلاد الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا) للشيخ رائد صلاح، وبطبيعة الحال رفضت الحركة الإسلامية كل تلك العروض وما رافقها من إغراءات.
وكم كانت الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا محقة في إصرارها على موقفها، حيث وقفت سدّا منيعا أمام “قطار الأسرلة” الذي باتت تقوده القائمة المشتركة باسم لعبة الكنيست، وهو موضوع يحتاج إلى تفصيلات أكثر. ولكن الخلاصة تؤكد أنه بعد مرور عقود على التأسيس إسرائيليا لحظر الحركة الإسلامية، وبعد مرور عقود على إصرار هذه الحركة على رفض لعبة الكنيست فقد تبين لكل ذي ضمير حي وعقل مستنير أن هذه الحركة كانت سدا منيعا أمام ما يلي، وهو ما يزال يتهدد جماهيرنا الكادحة:
أمام قطار الأسرلة الذي تقوده القائمة المشتركة بواسطة لعبة الكنيست.
أمام تدفق أموال الدعم الأمريكي من قبل جمعيات صهيونية أمريكية بأموال طائلة، والموضوع بات واضحا للجميع، بغية دفع جماهيرنا الكادحة نحو الأسرلة بواسطة دعم القائمة المشتركة.
أمام خط دحلان- الطيبي وأموال ابن زايد التي تصبو كذلك إلى جرّ جماهيرنا الكادحة نحو الأسرلة بواسطة دعم القائمة المشتركة.
أمام مدّ بعض المؤسسات المدعومة من صناديق أمريكية وأوروبية للنيل من قيمنا وثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، ورحم الله تعالى الإعلامي عبد الحكيم مفيد الذي كان من أوائل من حذّر من ذلك منذ التسعينات فصاعدا.
أمام مخططات تفكيك مجتمعنا وجرّه للإحتراب الداخلي والهرولة نحو الخدمة المدنية والعسكرية والأمنية.
أمام مساعي البعض من بني جلدتنا (للعمل من العرب عربين) كما يقول مثلنا الشعبي، بغية دفع جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني أن تتلهى بهمومها الداخلية فقط!! وكأنها لا تمت بصلة إلى شعبنا الفلسطيني وقضية فلسطين وقضية القدس والمسجد الأقصى وحق العودة وحق المهجّرين وملف الشهداء والأسرى والأرض والنقب.
أمام مساعي البعض من بني جلدتنا بناء على ما تقدّم إلى تشويه شخصية جماهيرنا الكادحة ودفعها لتقمص شخصية “الفلسطيني الإسرائيلي” الذي بات لا يجد حرجا بالتنازل عن لغته العربية والافتخار أنه يتقن اللغة العبرية ويتحدث بها، ودفعها للقبول بالإنخراط في لعبة موازين القوى بين نتنياهو وغانتس، أو بين اليمين الإسرائيلي والمركز الإسرائيلي، وهو ما بات يفتخر به علانية بعض أعضاء الكنيست العرب عن القائمة المشتركة، (على الحامية والباردة) كما يقول مثلنا الشعبي.
لكل ذلك تم حظر الحركة الإسلامية، ولكن ما أغبى من قاموا بهذه الخطوة، لأن غرورهم أنساهم أن حظر الحركة الإسلامية إسرائيليا لا يمكن أن يساعدهم على حظر الإسلام والقرآن والسنة النبوية، وعلى حظر الثوابت الإسلامية العروبية الفلسطينية، لذلك فإنهم لا بد أن يكتشفوا عمّا قريب أن حظر الحركة الإسلامية إسرائيليا ما هو إلا زوبعة في فنجان او عاصفة صيف ما أقصر عمرها!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى